ما نظرة الشرع للزوج المتسلّط؟ الشيخ وسيم المزوق يشرح عن حكم الإسلام للزوج العصبي والمتسلّط بالتفصيل في هذا المقال:
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) متفق عليه، ومن صفات المسلم الليونة والمرونة والأخلاق الحسنة التي تحرمه على النار، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ يَحْرُمُ عَلَى النَّارِ أَوْ بِمَنْ تَحْرُمُ عَلَيْهِ النَّارُ، عَلَى كُلِّ قَرِيبٍ هَيِّنٍ سَهْلٍ) رواه الترمذي، أما الغضب والتعصيب والتسلط وخاصة من قبل الزوج فليس من الاسلام بل ذلك من الأخلاق المذمومة المحرمة شرعا، لأن ذلك لا يدل على الرجولة ولا على القوة بل يدل على الضعف حيث يقع في قبضة الشيطان ويحكم السيطرة عليه، والزوج لا بد له من أن يكلم زوجته ويتبادل معها الأفكار والآراء ولا يتسلط برأيه حيث إن الحياة الزوجية في الشرع عبارة عن مؤسسة وشركة قائمة بين الزوجين مجبولة على المودة والرحمة والسكينة، فمن كان خلقه الغضب والتسلط يجب عليه أن يتخلص من هذا الداء بالاستعاذة بالله من الشيطان.
للمزيد:كيفية التعامل مع الزوج المزاجي
فعن سليمان بن صرد قال: كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم، ورجلان يستبّان، فأحدهما احمرّ وجهه واتفخت أوداجه (عروق من العنق) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد، لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد" رواه البخاري، والسكوت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا غضب أحدكم فليسكت) رواه الإمام أحمد، لكي لا يصل الأمر إلى الطلاق أو الكفر والعياذ بالله تعالى، والدعاء: يطلب من الله أن يخلصه من الشرور والآفات والأخلاق الرديئة، ويتعوذ بالله أن يتردى في هاوية الكفر أو الظلم بسبب الغضب، من دعائه عليه الصلاة والسلام: (اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي ، اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الإخلاص في الرضا والغضب، وأسألك القصد في الفقر والغنى وأسألك نعيماً لا ينفد، وقرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، أسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرّة ولا فتنة مضلّة الله زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين)، وبالختام نذكِّر الأزواج بوصية نبينا العدنان عليه أفضل الصلاة وأتم السلام: " استوصوا بالنساء خيراً " متفق عليه،
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.