نسمع دوماً أنّ ما تمرّ به الحامل قد يؤثّر على صحة جنينها الذي يسكن أحشاءها، ولكن قد يكون الأمر أكثر سوءاً وخاصة إن ترافق شعورها مع مراحل حياة طفلها المستقبلي. إليك المثل التالي: هل تعلمين أنّ شعور المرأة الحامل بالتوتّر قد يزعج جنينها في الوقت نفسه، كما أنّ ذلك قد يجعله أكثر عرضة للتوتّر خلال حياته؟ هذا الواقع قد أُثبت من خلال دراسة بريطانية أجريت في جامعة "إدنبرة"؛ إذ وجدت الدراسة أنّ الأم التي تتعرّض للتوتّر والقلق بشكل كثيف أثناء حملها تشارك جنينها بهذا الشعور حتّى أنّه يشاركه خلال حياته ويجعله أكثر عرضة للقلق والتوتر مقارنة بغيره من الأشخاص.
هل من الطبيعي أن يرضع طفلك لبضع دقائق فقط؟
وعلى الرغم من أنّ المشيمة تحمي الطفل من الهرمونات التي تتراكم عند الأم عندما تشعر بالتوتر إلّا أنّ هذه الحماية تكون ضعيفة عند بعض الحوامل ما يؤدّي إلى انتقال الهرمونات الضارة منهنّ إلى أطفالهنّ. وأوضح القيّمون على هذه الدراسة أنّ أحد الأنزيمات في المشيمة ومخ الطفل، عندما تكون مستوياته مرتفعة، يعمل كحاجز طبيعي ضدّ هرمونات التوتر ويوقف نشاطها، إلّا أنّ هذا الحاجز الواقي قد يتعرّض للأضرار عند ارتفاع مستويات التوتر عند الأم أثناء الحمل، ما قد يؤدّي إلى ولادة أطفال منخفضي الوزن وتتغيّر استجاباتهم للتوتر.
وبغية توضيح الموضوع، ذكر الباحثون أنّه فور انتهاك هرمونات التوتر لهذا الحاجز، يمكنها أن تؤثّر على مخ الجنين أثناء نموّه وتحدث تغييرات تجعل الطفل بعد ذلك عرضة للقلق والمشكلات السلوكيّة أثناء مراحل نموّه.