يُعتبر اختيار أفضل حليب لمرضى انيميا الفول من المواضيع الهامّة التي تحتاج إلى توضيح وتوجيه صحيح، نظرًا للحساسية الشديدة التي يعاني منها الأشخاص المصابون بهذه الحال الوراثيّة، لذا إنّ اختيار الحليب المناسب يؤدّي دورًا أساسيًا في الحفاظ على صحّة هؤلاء المرضى ومنع مواجهتهم أيّ مضاعفات صحيّة قد تنجم عن شرب أنواع حليب غير مناسبة، ومن هنا تأتي أهميّة تحديد الخيار الذي يلائم احتياجات الجسم من دون تعريضه للخطر.
في هذا المقال، سنتطرق إلى شرح تفصيلي لأهميّة اختيار الحليب المناسب لمرضى انيميا الفول، وسنبدأ بشرح الأسباب التي تجعل بعض أنواع الحليب غير ملائمة لهذه الحال، ثم ننتقل إلى مناقشة أفضل نوع حليب يمكن شربه بأمان، مع تحديد الأنواع التي يجب الابتعاد عنها تمامًا، وأخيرًا، سنختم بنظرة شاملة وتوصيات حول كيفيّة التعامل مع هذا المرض الذي يُسبب الشعور بالتعب والإرهاق بشكلٍ أفضل من خلال الحصول على التغذية الصحيحة.
لماذا يُمنَع على الشخص الذي يُعاني من هذه الحال أن يشرب أيّ نوع حليب؟
إن مرض انيميا الفول، المعروف أيضًا باسم نقص إنزيم G6PD، هو حال وراثيّة تؤدّي إلى تحطيم خلايا الدم الحمراء عند التعرض لمواد معينة، ومن بين هذه المواد، الفول وبعض الأطعمة والأدوية قد تسبب تحللًّا للخلايا الحمراء، ممّا يؤدي إلى مواجهة عوارض مثل اليرقان، التعب الشديد، وصعوبة التنفّس.
إنّ شرب أنواع معيّنة من الحليب، خاصّةً تلك التي تحتوي مكوّنات تؤدّي إلى الأكسدة، يمكن أن يزيد من تحطم الخلايا الحمراء، ممّا يجعل من الضروريّ الحذر عند اختيار أفضل حليب لمرضى انيميا الفول ، مثلًا، إنّ شرب الحليب المدعَّم بالفيتامينات أو الحليب الذي يحتوي مواد حافظة أو إضافات كيميائيّة قد يكون ضارًّا جدًّا لمرضى انيميا الفول، وهذا الأمر ينطبق على حليب الأمّ أيضًا، فبحسب موقع المعاهد الوطنية للصحة National Institutes of Health في مقالة نُشِرَت هذا العام تحت عنوان “Fava Beans”، قد تكون الرضاعة الطبيعيّة محفوفة بالمخاطر في بعض الحالات، فقد عانى أحد الأطفال الرضع من فشل كلوي نتيجة تناول والدته للفول، ممّا أدّى إلى إصابته بنخر قشري كلوي، وللأسف، توفّي الطفل في المستشفى بعد 10 أيام، لذلك يجب على الأمهات المرضعات لطفل مصاب بنقص G6PD تجنب تناول الفول.. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
أفضل نوع حليب لهذه الحال وخصائصه
عندما يتعلّق الأمر باختيار أفضل حليب لمرضى انيميا الفول ، يجب أن يكون التركيز على الحليب الخالي من المواد المؤكسدة والإضافات الضارّة.
لذا في هذه الحال، يُفضَّل شرب الحليب النباتي مثل حليب اللوز، حليب الشوفان، أو حليب جوز الهند، بشرط أن يكون خاليًا من أي إضافات صناعيّة أو مواد حافظة.
يُعتبَر حليب اللوز من أفضل الخيارات لمرضى انيميا الفول، حيث أنّه يحتوي نسبة منخفضة جدًا من الدهون المؤكسدة ولا يحتوي لاكتوز، ممّا يجعله سهل الهضم وغير مسبّب لتحلل الخلايا الحمرا، كذلك، يمتاز حليب الشوفان بكونه غني بالألياف ومضادات الأكسدة الطبيعيّة، ممّا يساهم في دعم صحّة القلب والجهاز الهضمي من دون تعريض الجسم للأضرار. فوفقًا لمقالة نُشِرَت على موقع المعاهد الوطنية للصحة من موقع Elsevier العام الماضي تحت عنوان “Oat milk analogue versus traditional milk: Comprehensive evaluation of scientific evidence for processing techniques and health effects”، يحتوي حليب الشوفان مجموعة غنيّة من الأحماض الدهنيّة والبروتينات والمعادن والفيتامينات والألياف الغذائيّة، بالإضافة إلى مجموعة متنوّعة من المغذيّات الدقيقة، لذا فهو يساهم في توفير العديد من الفوائد الصحيّة، بما في ذلك خفض مستويات السكّر في الدم، وتقليل نسبة الكوليسترول، والوقاية من السرطان (Jeske et al., 2018). ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
أنواع الحليب التي يجب الابتعاد عنها في حال المعاناة من هذه المشكلة
على الرغم من أنّ الحليب يُعتبر غذاءً أساسيًا لكثير من الناس، إلّا أنّ مرضى انيميا الفول يجب أن يكونوا حذرين عند شرب أنواع معيّنة من الحليب.
قديكون الحليب البقري الكامل الدسم والمزود بالفيتامينات الاصطناعية ضارًا، لأنّه يحتوي نسبة عالية من الدهون المشبَّعة والمكوّنات التي قد تؤدّي إلى تحلّل خلايا الدم الحمراء.
كذلك، قد يزيد شرب الحليب الذي يحتوي مواد حافظة أو محلّيات صناعيّة من مخاطر الإصابة بمضاعفات صحيّة، لذا من المهمّ تجنّب استهلاك الحليب المدعَّم بالفيتامينات التي قد تسبّب تحفيز تحلّل الخلايا الحمراء، كما يُنصَح بتجنّب الحصول على الحليب المبستر الذي قد يحتوي نسب عالية من البكتيريا المؤكسدة.
في الختام، يجب على مرضى انيميا الفول توخّي الحذر عند اختيار نوع الحليب المناسب لحالهم الصحية، ويمكن الاستنتاج أنّ أفضل حليب لمرضى انيميا الفول هو ذلك الذي يخلو من المواد المؤكسدة والإضافات الضارّة، مثل حليب اللوز أو حليب الشوفان، حيث يمكن لهذه الأنواع النباتيّة أن توفّر العناصر الغذائيّة الضروريّة بدون التسبّب في مواجهة أيّ ضرّر صحّي. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق واطلعناكِ على عوارض أنيميا الفول للاطفال وتأثيرها على صحّتهم.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ الاهتمام بنوعيّة الحليب والمواد الغذائيّة الأخرى يُعَدّ خطوة أساسيّة في إدارة صحّة مرضى انيميا الفول، لذا يجب على كل مريض أن يكون على دراية تامّة بمكوّنات الأطعمة التي يتناولها وأن يستشير الطبيب أو مختصّ التغذية لتحديد النظام الغذائي الأنسب لحاله، فالاختيار الصحيح للحليب يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على صحة المريض ومنع مواجهة المضاعفات المحتملة.
