تعرّفي على أسباب عدم نزول الشهوة عند النساء

إنّ التعرّف على أسباب عدم نزول الشهوة عند النساء هي مسألة حسّاسة ومعقّدة تتطلّب فهمًا عميقًا للعوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية التي تؤثر عليها، حيث يمكن أن يكون لهذه الحال تأثير كبير على الحياة الزوجية والعلاقات العاطفية، ممّا يجعل من المهم تناول الموضوع بدقة وعناية.

في هذا المقال، سنتناول الأسباب المحتملة لزيادة الرغبة الجنسية لدى النساء وتأثير هذا الارتفاع الكبير على العلاقات الزوجية، كما سنقدّم أيضًا خطوات عملية يمكن اتّخاذها لمواجهة هذه الحال، معتمدين في تحليلنا على دراسات علمية موثوقة من جامعات ومؤسسات بحثية رائدة.

الأسباب المحتملة لارتفاع الرغبة لديكِ

يعد التعرّف على أسباب عدم نزول الشهوة عند النساء موضوعًا يتطلب فهمًا شاملًا للعوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية، لذلك سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها، وتشمل:

العوامل البيولوجية

من الناحية البيولوجية، يمكن أن تكون التغيرات الهرمونية سببًا رئيسيًا في ارتفاع الرغبة الجنسية، فارتفاع مستويات الهرمونات مثل الاستروجين مثلًا يمكن أن يزيد من الرغبة الجنسية، وهذا ما أكّدته مقالة بعنوان “What to know about female sex hormones”، نشرت في مجلّة Medical News Today عام 2019، حيث وجدت أنّ حدوث تغيرات في مستويات الهرمونات الجنسية يمكن أن يؤثّر بشكل كبير على الرغبة الجنسية لدى النساء. ولمعرفة المزيد عنها، يمكنكِ الضغط هنا.

العوامل النفسية

تؤدذي العوامل النفسية أيضًا دورًا كبيرًا في هذا الصدد، فالشعور بالقلق، التوتر، والاكتئاب يمكن أن يؤثّر بشكل كبير على الرغبة الجنسية، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون للثقة بالنفس والشعور بالجاذبيّة الشخصيّة تأثير إيجابي على الرغبة الجنسية.

فبحسب دراسة بعنوان “Psychological Factors Involved in Sexual Desire, Sexual Activity, and Sexual Satisfaction: A Multi-factorial Perspective” نشرت عام 2015 على موقع المعاهد الوطنية للصحة (NIH, National Library of Medicine, Pub Med)، تمّ تأكيد أنّ العوامل النفسيّة أن تؤثّر بشكلٍ كبير على الرغبة الجنسية لدى النساء. وللمزيد من التفاصيل عن هذا البحث يمكنكِ الضغط هنا.

العوامل الاجتماعية

يمكن أن تؤثر العوامل الاجتماعية مثل العلاقات الشخصية، التفاعلات الاجتماعية، والضغوط المجتمعية أيضًا على الرغبة الجنسية، فالعلاقات الزوجية الصحية والداعمة يمكن أن تزيد من الرغبة الجنسية، بينما يمكن أن تؤدي العلاقات السلبية أو المليئة بالتوتر وكثرة المشاكل الزوجية إلى انخفاصها.

فبحسب دراسة بعنوان “Sociocultural Factors of Female Sexual Desire and Sexual Satisfaction”، نشرت على موقع أرشيف علماء BYU (BYU Scholars Archives) عام 2020، أوضحت أن العلاقات الاجتماعيّة والعائليّة لها تأثير كبير على الرغبة الجنسية لدى النساء. وللمزيدمن التفاصيل عن هذه الدراسة، يمكنكِ الضغط هنا.

تأثير هذا الارتفاع الكبير على علاقتكِ مع شريككِ

يمكن أن يكون لارتفاع الرغبة الجنسية تأثيرات متعددة على العلاقة بين الزوجين، لذلك بعد أن كشفنا لكِ عن أسباب عدم نزول الشهوة عند النساء في ما سبق، سنكشف لكِ عنها في ما يلي، وتشمل:

التأثيرات الإيجابية

في بعض الحالات، يمكن أن يؤدّي ارتفاع الرغبة الجنسية إلى تعزيز العلاقة بين الشريكين، فعندما تكون الرغبة متبادلة، يمكن أن يسهم ذلك في تعزيز التواصل العاطفي والجسدي، وهذا يمكن أن يعزز الرابطة بين الشريكين ويزيد من الرضا الجنسي والعاطفي لكليهما.

التأثيرات السلبية

ومع ذلك، يمكن أن تكون هناك تأثيرات سلبية إذا لم تكن الرغبة متبادلة بين الشريكين، فقد يشعر الشريك الآخر بالضغط أو بعدم القدرة على تلبية احتياجاتكِ، ممّا قد يؤدّي إلى توتّر في العلاقة، وذلك لأنّ الفجوة في الرغبة الجنسية بين الشريكين يمكن أن تؤدي إلى مواجهة مشاكل كبيرة في العلاقة نتيجة عدم توافق الاحتياجات بين الطرفين.

الخطوات التي يجب اتّخاذها في هذه الحال

إذا كنتِ تواجهين ارتفاعًا كبيرًا في الرغبة الجنسية، هناك خطوات يمكن اتخاذها لتحقيق التوازن في حياتكِ الزوجية، لذلك بعد الكشف عن أسباب عدم نزول الشهوة عند النساء في ما سق، سنقدذم لكِ أبرزها في ما يلي، وتضمّ:

التواصل مع الشريك

يُعَدّ التواصل الصريح والمفتوح مع شريككِ هو الخطوة الأولى والأكثر أهمية، فمشاركة مشاعركِ واحتياجاتكِ يمكن أن تساعد في تخفيف الشعور بالتوتر وبناء تفاهم متبادل،لذا من الضروري أن يكون التواصل باستمرار عبر تنظيمجلسات حوار بينكما لضمان فهم كلا الطرفين لاحتياجات الآخر ورغباته.

الاستشارة المهنية

يمكن أن يكون اللجوء إلى استشاريين نفسيين أو جنسيين مفيدًا جدًا، فهؤلاء المتختصّين يمكنهم تقديم نصائح مخصّصة بناءً على حالكِ الخاصة وتوجيهكِ نحو الحلول المناسبة، وهناك العديد من الخبراء الذين يمكنهم تقديم الدعم النفسي والعلاج الجنسي لضمان تحسين جودة الحياة الجنسية والعاطفية.

العناية بالنفس

إنّ الاهتمام بنفسكِ والاعتناء بصحتكِ النفسية والجسدية يمكن أن يكون له تأثير كبير على تحسين حالكِ، فممارسة الرياضة، اتباع نظام غذائي صحي، والحصول على قسط كافٍ من النوم يمكن أن يساعد في تحقيق التوازن المطلوب، كما أنّ ممارسة الاسترخاء والتقنيات التنفسية يمكن أن تساعد أيضًا في تخفيف الشعور بالتوتر والقلق الذي قد يؤثّر على الرغبة الجنسية.

التفكير في العلاجات الطبية

في بعض الحالات، قد تكون العلاجات الطبية مثل الهرمونات أو الأدوية المساعدة في تحسين التوازن الهرموني مفيدة، لذا يجب مناقشة هذه الخيارات مع طبيب مختصّ لتحديد ما إذا كانت هذه العلاجات مناسبة لكِ ولحالكِ الخاصة، فهو يمكنه تقديم المشورة حول الخيارات المتاحة والآثار الجانبية المحتملة لكلّ علاج.

ختامًا، إنّ التعامل مع ارتفاع الرغبة الجنسية يتطلب فهمًا شاملًا للعوامل المختلفة التي تؤثر عليها، أمّا بخصوص أسباب عدم نزول الشهوة عند النساء فهي مسألة تتطلب تفهمًا وتعاطفًا من كلا الشريكين، لذا من خلال التواصل المفتوح والبحث عن المساعدة المهنية عند الحاجة، يمكن التوصّل إلى حلول تساهم في تعزيز العلاقة الزوجية وتحقيق التوازن النفسي والجسدي، فالرغبة الجنسية العالية يمكن أن تكون مصدر قوة للعلاقة إذا تمّت إدارتها بشكل صحيح وبالتفاهم المتبادل. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على أسباب ضعف الرغبة المفاجئ لدى النساء.

وبرأيي الشخصي كمحرّرة، من الضروري أن تكوني على علم بجميع العوامل المؤثّرة على حياتكِ الجنسية والنفسية، لذا يجب أن تسعي دائمًا للتواصل مع شريككِ والبحث عن المساعدة المهنية عندما تشعرين بالحاجة لذلك، ولا تترددي في الاهتمام بنفسكِ والعمل على تحسين صحتكِ النفسية والجسدية للحفاظ على حياة زوجية متوازنة وسعيدة.