تُعرف حساسية الجلد للحامل في الشهور الأولى بأنها واحدة من المشاكل الشائعة التي قد تسبب الإزعاج والتوتر، وتعتبر فترة الحمل من أهم الفترات التي تمرّ بها المرأة، حيث تتطلب اهتمامًا خاصًا بصحّتها وجنينها، لا سيّما أنّ هذه المشكلة تُعَدّ من بين أبرز المشكل التي تواجه الحامل.
في هذا المقال، سنستعرض أهم الأسباب التي تؤدّي إلى مواجهة حساسية الجلد للحامل في الشهور الأولى، المخاطر المحتملة التي قد تنجم عن هذه الحساسية، وأخيرًا نصائح وتوجيهات فعّالة للتخلّص منها وضمان سلامة الأم والجنين.
أسباب المعاناة من الحساسيّة خلال فترة الحمل
عتبر حساسية الجلد للحامل في الشهور الأولى نتيجة لتغيّرات هرمونية وجسدية عديدة تحدث في جسم المرأة، فوفقًا فوفقًا لتقرير نُشر على موقع American Pregnancy Association، تحت عنوان ” Skin Changes During Pregnancy”، إنّ الزيادة في هرموني الإستروجين والبروجسترون تؤدي إلى حدوث تغيّرات في الجلد قد تسبب الحساسية، كما أن جهاز المناعة يتأثر خلال هذه الفترة، مما يجعل البشرة أكثر عرضة للحساسية. وللمزيد من تفاصيل هذا التقرير يمكنكِ الضغط هنا.
تؤكّد دراسة أخرى من المعاهد الوطنية للصحة (NIH, National Library of Medicine) نشرت في عام 2011 تحت عنوان “Safety of skin care products during pregnancy” أنّ الجلد يصبح أكثر حساسية للعوامل الخارجية مثل المواد الكيميائية في مستحضرات التجميل والمنظفات، وأيضًا للتغيرات المناخية مثل الحرارة والرطوبة، وهذه العوامل تزيد من احتمالية حدوث التهابات جلدية لدى الحوامل. وللمزيد من تفاصيل هذا التقرير يمكنكِ الضغط هنا.
المخاطر المحتملة للمعاناة من الحساسية أثناء الحمل
تتضمن المخاطر المرتبطة بحساسية الجلد للحامل في الشهور الأولى العديد من الأبعاد التي يمكن أن تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على صحة الأم والجنين، ذلك سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
التأثيرات النفسية والجسدية
تعاني المرأة الحامل من تغيرات هرمونية وجسدية كثيرة، وتضيف حساسية الجلد المزيد من الضغط النفسي والجسدي، فالشعور المستمر بالحكة المفاجئة وعدم الراحة يمكن أن يؤدي إلى التوتر وقلق، ممّا يؤثر على جودة النوم ويزيد من الإحساس بالإجهاد، الأمر الذي يمكن أن يؤثر سلبًا على الحال النفسية للحامل، حيث أن النوم الجيد والراحة النفسية ضروريان للحفاظ على صحة الحامل والجنين.
تطور الحالات الجلدية
إذا لم يتمّ علاج حساسية الجلد بمختلف أنواعها بشكل صحيح، قد تتطوّر إلى حالات أكثر خطورة مثل الإكزيما أو التهاب الجلد التحسسي،فالأولى هي حال جلدية مزمنة تتميز بالتهاب وحكة شديدة يمكن أن تكون مؤلمة ومزعجة للغاية، أمّا الثاني فهي حال يمكن أن تتفاقم ويؤدي إلى تورم واحمرار شديدين في الجلد.
مخاطر العدوى
قد تؤدّي الحكة المستمرّة إلى خدش الجلد، ممّا يزيد من خطر الإصابة بجروح سطحية يمكن أن تصبح مدخلًا للعدوى البكتيرية أو الفطرية، وهذا ما قد يتطلّب الخضوع لعلاجات طبية إضافية، وفي بعض الحالات يمكن أن يستدعي استخدام مضادات حيوية أو مضادات فطريات، وهو ما قد يكون غير مثالي خلال فترة الحمل.
تأثيرات جانبية على الجنين
بالإضافة إلى التأثيرات المباشرة على الأم، قد يكون للحساسية الجلدية تأثيرات غير مباشرة على الجنين، فالشعور بالتوتر والإجهاد النفسي خلال الحمل يمكن أن يؤثر على نمو الجنين وتطوره في الرحم، وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدّي التوتّر المزمن إلى مواجهة مشاكل في وزن الجنين أو زيادة احتمالية الولادة المبكرة.
استخدام المنتجات غير الموصى بها
أحيانًا قد تلجأ الحامل إلى استخدام منتجات غير موصى بها أو غير آمنة لمحاولة التخفيف من الحكة والالتهاب، وقد تحتوي بعض هذه المنتجات مواد كيميائيّة قد تكون ضارة للأم والجنين على حد سواء، لذلك من الضروري دائمًا استشارة الطبيب قبل استخدام أي منتج جديد على الجلد خلال فترة الحمل.
تأثير العوامل البيئية
يمكن أن يزيد تعرّض الحامل لعوامل بيئيّة مثل الغبار، والدخان، والمياه المعالجة بالكلور من تفاقم الحساسية، لذا يجب عليها اتخاذ خطوات لتقليل التعرض لها قدر الإمكان، مثل الحفاظ على نظافة المنزل واستخدام مرشحات الهواء لتقليل المؤثرّات التي تنتقل في الجوّ.
نصائح وتوجيهات فعّالة للتخلّص من هذه المشكلة
توجد العديد من النصائح والتوجيهات التي يمكن اتباعها للتخفيف من حساسية الجلد للحامل في الشهور الأولى ، لذلك سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها، وتشمل:
- استخدام منتجات طبيعية وعضوية: ينصح باستخدام منتجات العناية بالبشرة الطبيعية والخالية من المواد الكيميائية الضارة، لذا يجب تجنّب رشّ العطور القويّة والتعرّض للمواد الحافظة الاصطناعية من أجل تقليل الحساسية الجلدية، واستخدام منتجات تحتوي مكونات طبيعية مثل الألوة فيرا وزيت جوز الهند بالمقابل من أجل التخفيف من عوارض هذه الحال.
- الاهتمام بالتغذية السليمة: يساهم تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن الضرورية مثل فيتامين E وأوميغا 3 في تحسين صحة الجلد، لذا من المهم شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على ترطيب البشرة، بالإضافة إلى تناول الفواكه والخضروات الطازجة التي تُساعد في تعزيز جهاز المناعة وتقوية البشرة ضدّ الحساسية.
- الملابس المريحة والقطنية: يساعد ارتداء الملابس القطنية الفضفاضة في تهوية البشرة وتقليل الاحتكاك، ممّا يقلّل من فرصة حدوث الحساسية،لذا من الضروريّ تجنب ارتداء الملابس الضيقة والأقمشة الاصطناعية التي قد تسبب حساسية جلدية.
- تجنب الحرارة والرطوبة العالية: يجب تجنّب التعرّض لفترات طويلة للحرارة العالية أو الرطوبة الشديدة، حيث يمكن أن تزيد من حساسية الجلد، ومن المفضّل البقاء في أماكن باردة ومظلّلة خلال الفترات الحارّة، لذا فإنّ استخدام المكيفات وأجهزة الترطيب للحفاظ على درجة حرارة مناسبة ورطوبة معتدلة يمكن أن يكون مفيدًا.
- استشارة الطبيب: إذا استمرت الحساسية أو تفاقمت، من الضروريّ استشارة طبيب الجلديّة أو طبيب النساء للحصول على علاج مناسب وآمن للحامل، حيث يمكنه وصف كريمات أو مراهم طبية تحتوي مكوّنات مهدّئة ومرطبة تساعد في تخفيف الحساسية.
- التقليل من التوتر والقلق: من المهم الحفاظ على صحة نفسية جيدة خلال الحمل، حيث يمكن أن يؤدّي الشعور بالتوتر والقلق إلى تفاقم مشاكل الحساسية، لذا فإنّ ممارسة اليوغا والتأمل يمكن أن يساعد في تقليل مستويات التوتر وتحسين الحال النفسيّة.
في الختام، تعتبر حساسية الجلد للحامل في الشهور الأولى من التحديات التي قد تواجهها المرأة، ولكن مع الالتزام بالنصائح والتوجيهات الصحيحة، يمكن التغلب على هذه المشكلة وضمان سلامة الأم والجنين، لذا من المهم دائمًا البحث عن مصادر موثوقة للمعلومات واستشارة الأطباء المختصّين عند الحاجة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن أفضل حبوب حساسية للحامل.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أؤكد على أهمية الاهتمام بصحّة الجلد خلال فترة الحمل، ليس فقط من الناحية الجمالية، بل أيضاً من الناحية الصحية والنفسية، لذا فإنّ اتباع نمط حياة صحي ومتوازن يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على صحة الجلد وتقليل فرصة حدوث الحساسية.