تُعَدّ معرفة أسباب تشنج الأطفال مع الحرارة من أكثر الأمور التي تُثير قلق الأمهات عند رعاية أطفالهنَّ، خاصةً عندما تحدث هذه الحال بشكلٍ مفاجئ وبدون أيّ مقدّمات، فقد تلاحظ الأمّ ارتفاع درجة حرارة الجسم الطبيعيّة لدى طفلها، ولكن ما يشغل تفكيرها بشكلٍ أكبر هو حدوث تشنّجات مرافقة لهذا الارتفاع، الأمر الذي يترك الأهل في حال من الذعر والارتباك، ويدفعهم إلى البحث عن إجابات شافية حول هذه الظاهرة.
سوف نتناول في هذا المقال، بالتحليل والدراسة، أسباب تشنج الأطفال مع الحرارة بشيءٍ من التفصيل، وسنتعرّف على الأسباب المحتملة التي يمكن أن تؤدّي إلى هذه التشنّجات، بالإضافة إلى الإجراءات العلاجيّة الموصى بها، ومتى يجب على الأهل التوجه للطبيب بشكل فوري، إذًا سيكون هذا المقال مرجعًا مفيدًا لكل من يسعى لفهم هذه الظاهرة والتعامل معها بفعالية.
الأسباب المحتملة لمعاناة الطفل من هذه المشكلة
قد تكون أسباب تشنج الأطفال مع الحرارة متعدّدة، لذا يجب أن تكون الأمّ على دراية بالأسباب المحتملة لتستطيع التصرّف بسرعة وفعالية، وفي هذا السياق، سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
يعتبر التهاب الجهاز العصبي المركزي واحدًا من أبرز الأسباب المؤدّية إلى الإصابة بهذه الحال، حيث يُشير إلى احتمال وجود التهاب في المخ أو السحايا، وهذه حالات يمكن أن تكون خطيرة وتستدعي تدخّلًا طبيًّا سريعًا. فبالرجوع إلى موقع Mayo Clinic في مقالة نُشِرَت العام الماضي تحت عنوان “Meningitis”، يُعتبَر التهاب السحايا عدوى تسبّب التهابًا في السائل والأغشية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي، وتعرف هذه الأغشية بالسحايا، وغالبًا ما ينتج عن هذه الحال ظهور عوارض مثل الصداع، الحمى، وتصلب الرقبة. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
من بين الأسباب الأخرى التي يمكن أن تؤدّي إلى تشنج الأطفال مع الحرارة هو الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية، مثل الإنفلونزا، التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال، أو التهاب الحلق، وهي حالات تؤدّي إلى ارتفاع حاد في درجة حرارة الجسم، ما قد يسبّب في بعض الحالات حدوث تشنّجات خاصّةً إذا كان الجهاز العصبي للطفل حسّاسًا لهذا التغيير المفاجئ.
بالإضافة إلى ذلك، قد يكون للعوامل الوراثيّة دور كبير في هذه الحال، فإذا كان أحد الوالدين أو الأقارب قد عانى من تشنّجات حراريّة في طفولتهم، قد يكون الطفل أكثر عرضةً للتعرّض لنفس الحال، وهذا ما يبيّن ضرورة مراقبة الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي من التشنّجات مع الحرارة بشكلٍ خاص.
الخطوات العلاجيّة الموصى بها
بعد التعرف على أسباب تشنج الأطفال مع الحرارة ، تأتي مرحلة التعامل مع هذه الحال والبحث عن العلاج المناسب، لذا سنقدّم لكِ بعض التوجيهات بهذا الخصوص في ما يلي:
أوّل خطوة يجب اتخاذها هي العمل على خفض درجة حرارة الطفل، ويمكن تحقيق ذلك باستخدام كمّادات باردة توضع على جبين الطفل أو في المناطق التي يمكن أن تُساعد في تبريد الجسم بسرعة، مثل الرقبة وتحت الإبطين.
كما يُوصى بإعطاء الطفل أدوية خافضة للحرارة مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين، ولكن يجب أن يكون ذلك تحت إشراف طبي أو بناءً على توصيات سابقة من الطبيب، ومن المهمّ جدًا تجنّب تقديم أيّ أدوية له بشكلٍ عشوائي أو بناءً على وصفات قديمة، خاصّةً إذا كان الطفل لديه تاريخ من التشنجات.
لا يجب نسيان أهمية الحفاظ على رطوبة جسم الطفل، فعند ارتفاع درجة الحرارة، يفقد الجسم كميّات كبيرة من السوائل، وبالتالي يجب تعويضها بشكلٍ مستمر، لذا من الأفضل تقديم السوائل بكثرة له، مثل الماء أو العصائر الطبيعية، لضمان بقائه مرطبًا ولتجنّب مواجهة أيّ مضاعفات إضافيّة. فبالرجوع إلى موقع APEC Water في مقالة نُشِرَت تحت عنوان “Drinking Water is the Best Cure for Fever”، يحافظ تناول الماء خلال الحمى على ترطيب جسمك، ممّا يدعم صحّة الأمعاء، كما يساهم في تجنّب جفاف الجلد ويساعد على تخفيف وطرد الفيروسات أو البكتيريا من الجسم، إذًا إنّ الحفاظ على مستوى مناسب من الترطيب يمكن أن يقي من تفاقم العوارض والشعور بالانزعاج والمضاعفات الخطيرة الأخرى. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
متى يجب زيارة الطبيب؟
بالرغم من أنّ بعض التشنجات الحرارية قد تكون نتيجة لأسباب غير خطيرة وتُحَلّ بسرعة، إلّا أنّ هناك حالات تستدعي زيارة الطبيب بشكل فوري، ومن أهمّ الحالات التي يجب مراقبتها هي مدّة التشنّج؛ إذا استمرّت لأكثر من خمس دقائق، فهذا يُعتبَر مؤشّرًا على ضرورة الحصول على الرعاية الطبيّة الفوريّة.
بالإضافة إلى ذلك، إذا صاحب التشنّج فقدان للوعي، أو صعوبة في التنفّس، أو تغيّر في لون الجلد، يجب أن يتمّ نقل الطفل إلى أقرب مستشفى فورًا، فقد تدلّ هذه العوارض على وجود مشكلة أكثر خطورة تستدعي التدخّل الطبّي السريع لتجنّب أيّ مضاعفات تهدّد حياة الطفل.
كذلك، إذا كان الطفل يعاني من تشنّجات متكررة مع كلّ ارتفاع في درجة الحرارة، يجب التحدّث إلى الطبيب حول هذا الأمر، حيث قد يكون ذلك مؤشّرًا على وجود حال مرَضيّة مزمنة تحتاج إلى متابعة طبيّة دوريّة وتقييم مستمر.
في الختام، يُمكننا التأكيد على أنّ أسباب تشنّج الأطفال مع الحرارة متعدّدة ومتنوّعة، وتتطلّب من الأهل قدرًا كبيرًا من الحذر والانتباه، لذا ن الضروري مراقبة الطفل عند ارتفاع درجة حرارته، والتأكّد من اتّباع الخطوات العلاجيّة المناسبة فورًا، مع الاستعداد لأيّ طارئ واتّخاذ التدابير اللازمة بسرعة لحماية صحّته. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على أسرع طريقة لخفض الحرارة عند الأطفال في المنزل.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ التوعية بأسباب تشنّج الأطفال مع الحرارة وطرق التعامل معها هو أمر حيوي لكل أمّ وأب، فالتعامل الصحيح مع هذه الحالات قد يُحدِث فرقًا كبيرًا في تجنّب المضاعفات الخطيرة التي قد تؤثّر على الصحّة، لذا أنصح الأهل دائمًا بمتابعة تطوّرات صحة أطفالهم وعدم التردّد في طلب الاستشارة الطبيّة في حال وجود أي شكوك أو مخاوف.