هل لاحظتِ مؤخّرًا تغيّرًا في تصرّفات زوجكِ؟ هل تجدينه يتجنّب التحدّث معكِ أو يقلّل من تواصله العاطفي معكِ؟ قد تكونين متفاجئة وتشعرين بالحيرة حول الأسباب التي تدفعه للنّفور منكِ. ولكن الحقيقة الصادمة هي أنّ بعض التصرفات البسيطة التي تقومين بها بدون وعي قد تكون السبب الرئيسي وراء ابتعاده. وهي، على الرغم من أنّها تبدو غير مهمة، تؤثّر بشكلٍ كبير على علاقتكِ به وتترك آثارًا سلبية قد تتراكم مع الوقت لتصل إلى حدّ حدوث فتور في العلاقة.
في هذا المقال، سنكشف لكِ عن بعض العادات والتصرفات التي تفسّر هذا التغير المفاجئ في سلوكه، وكيف يمكنكِ تدارك الأمر وإعادة الأمور إلى نصابها.
1. الانتقاد المستمرّ
يُعتبَر النقد المتكرّر من أكثر التصرّفات التي تدفع الزوج إلى الابتعاد والنفور. فهذا التصرّف يبعث رسالة سلبيّة له بأنّه غير كافٍ أو أن مجهوداته غير مقدَّرة، وهذا يؤثر على ثقته بنفسه وثقته بكِ. وعندما يشعر الزوج أنّه دائمًا تحت المجهر وأنّه لا يمكنه إرضائكِ مهما حاول، يبدأ بالتراجع عاطفيًا ونفسيًا.
قد تكون نيّتكِ من الانتقاد تحسين الأمور أو توجيهه للأفضل، لكنّ تكرار هذه العادة يحول العلاقة إلى ساحةٍ للنقد بدلًا من كونها مساحة للحب والدعم. أمّا البديل، فهو التركيز على نقاط القوّة والإنجازات، والتواصل بشكلٍ إيجابيّ من دون اللجوء لتوجيه النقد القاسي.
2. إهمال التواصل العاطفي
تقوم العلاقة الزوجيّة بشكلٍ أساسيّ على التواصل العاطفي المستمر. لذاـ فإنّ فقدانه أو تقليله قد يدفع الزوج للشعور بالإهمال وعدم الاهتمام. فالانشغال بالأمور اليومية مثل العمل ورعاية الأطفال مثلًا، قد يجعلكِ تغفلين عن تقديم الدعم العاطفي الذي يحتاجه زوجكِ، وهو ما يؤدي إلى حدوث جفاف عاطفي ونفور تدريجي،وصولًا إلى الانفصال العاطفي بين الزوجين.
إنّ الاهتمام بالتواصل المستمرّ والتعبير عن المشاعر بطرقٍ بسيطة مثل العناق، وتوجيه الكلمات الرقيقة، أو حتى مجرد الاستماع باهتمام، يمكن أن يعيد الدفء للعلاقة ويعزّز من الترابط بينكما.
3. التحكّم الزائد
قد يكون لديكِ رغبة قويّة في تنظيم الأمور واتّخاذ القرارات للحفاظ على استقرار الحياة الزوجيّة، ولكنّ السيطرة الكاملة على كلّ صغيرة وكبيرة تجعل الزوج يشعر بأنّه محاصر وغير قادر على التصرف بحريّة. فهو يحتاج إلى الحصول على مساحة شخصيّة وحريّة في اتّخاذ بعض القرارات بدون الشعور بأنّه دائمًا تحت سيطرة شريكته. وهذا ما قد يدفعه إلى الابتعاد والبحث عن وسائل أخرى لاستعادة حريته. لذلك، من المهمّ أن تمنحيه مساحة ليكون هو نفسه ويتّخذ قراراته من دون تدخّلٍ دائم، مع تقديم الدعم عند الحاجة.
4. إهمال المظهر الخارجي
إنّ الاهتمام بالمظهر الخارجي لا يتعلّق فقط بالجمال الخارجي، بل هو رسالة تعكس احترام الذات واهتمامكِ بالشريك. عندما تتوقفين عن العناية بمظهركِ أو تقلّلين من الاهتمام بنفسكِ كما كنتِ تفعلين في السابق، قد يشعر الزوج بأنكِ لم تعدي تهتمّين بجذب انتباهه أو الحفاظ على جمالكِ من أجله.
من الطبيعي أن تكون هناك فترات من الانشغال والتعب، ولكنّ تخصيص وقت للاهتمام بالمظهر الشخصي يعزّز من الحبّ والرغبة في العلاقة. يبعث الاستمرار في العناية بمظهركِ رسالة إيجابية تعكس اهتمامكِ بنفسكِ وبعلاقتكِ.
5. التقليل من إنجازات الزوج
يحتاج الزوج إلى الدعم والشعور بالتقدير من شريكته، وعندما يشعر بأنكِ تقلّلين من إنجازاته أو تستهينين باهتماماته وهواياته، سيبدأ بالشعور بالابتعاد العاطفي والنفسي. قد تكونين مشغولة بحياتكِ اليومية أو لديكِ توقّعات عالية، ولكنّ التقدير والاعتراف بمجهودات الزوج، مهما كانت بسيطة، يساهم في تعزيز ثقته بنفسه ويجعله يشعر بأنكِ تقدّرين جهوده. حتى لو كانت هواياته مختلفة عن اهتماماتكِ، فإنّ إظهار الدعم والتشجيع يمكن أن يقوّي العلاقة ويمنع النفور.
6. مناقشة المشاكل أمام الآخرين
تُعَدّ الخصوصيّة في العلاقة الزوجية أمرًا أساسيًا لبناء الثقة. لذا، عندما تتمّ مناقشة المشاكل الزوجيّة أمام الأصدقاء أو العائلة، يشعر الزوج بأنّ خصوصيّته قد انتُهكَت، ممّا يؤدّي إلى فقدان الثقة بينكما. قد تلجئين إلى الآخرين للتعبير عن مشاعركِ أو طلب النصيحة، لكنّ مناقشة التفاصيل الخاصّة بالعلاقة معهم قد تسبّب له شعورًا بالخيانة والحرج.
الأفضل هو تخصيص وقت لمناقشة المشاكل بينكما بشكلٍ خاص، والبحث عن حلول مشتركة تعزّز من العلاقة بدلًا من تعريضها للانتقاد الخارجي.
تتطلّب العلاقات الزوجيّة الكثير من التفاهم والتواصل المستمر. قد تكون التصرّفات البسيطة غير مقصودة، لكنّها تترك أثرًا عميقًا على العلاقة إذا لم تتمّ معالجتها في الوقت المناسب. من المهم دائمًا مراجعة سلوكيّاتنا اليوميّة وتحليل تأثيرها على الشريك، فبالتفهم والوعي، يمكن تجاوز أيّ نفور وإعادة العلاقة إلى مسارها الصحيح، مليئة بالحب والدعم المتبادل. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على سبب كثرة المشاكل الزوجية وطرق تفاديها.