أشعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب مواقع التواصل الإجتماعي بالتغريدة التي تبنى فيها علاج كورونا المركب من هيدروكسي كلوروكوين وهو دواء الملاريا والمضاد الحيوي أزيثروميسين. فبعد الدراسة الفرنسية التي أظهرت نتائج واعدة لدى استخدام هذا العلاج، سارع ترامب إلى إطلاق تغريدته؛ فما كان به إلا أن أحدث بلبلةً واسعة بين رواد وسائل السوشيال ميديا الذين ينتظرون بريق أمل بشأن علاج الفيروس الذي يبدو أنه يصيب فئة دم أكثر من غيرها.
بالقول: "إنّ الدوائين هيدروكسي كلوروكوين والأزيثروميسين مجتمعين، لديهما الفرصة الحقيقية لتشكيل أحد أكبر مغيري اللعبة في تاريخ الطب"، غرّد ترامب عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر؛ فأحدث تفاعلاً واسعاً بين رواد مواقع التواصل الإجتماعي حيث سارع كثيرون إلى شراء الدواء الذي لم يعد متوافراً في العديد من الصيدليات. وهذا ليس كل شيء؛ إذ أشارت السلطات في مدينة لاغوس النيجيرية إلى أنّ المستشفيات قد سجلت حالات تسمم بالكلوروكوين بعد أن وصف ترامب هذين الدوائين كالعلاج الأنسب ضدّ الفيروس التاجي.
HYDROXYCHLOROQUINE & AZITHROMYCIN, taken together, have a real chance to be one of the biggest game changers in the history of medicine. The FDA has moved mountains – Thank You! Hopefully they will BOTH (H works better with A, International Journal of Antimicrobial Agents)…..
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) March 21, 2020
وعلى إثر ذلك، تدخّل الأطباء والخبراء الطبيين ليبدوا رأيهم في هذا الموضوع، محذرين من تناول هذا الدواء من دون وصفة طبية. فغرّد الطبيب يوجين قو بالقول: "لم يثبت أنّ الجمع بين هيدروكسي كلوروكوين وأزيثروميسين لعلاج الفيروس التاجي آمن وفعال من خلال التجارب السريرية واسعة النطاق. فلا يوجد سوى الأدلة القصصية من تقارير الحالات في البلدان في الخارج."
كذلك، يقول الدكتور إدسيل سالفانا: "من فضلكم، لا تتناولوا الهيدروكسي كلوروكوين والأزيثروميسين كعلاج لـCovid-19 من دون وصفة طبية"، مشيراً إلى أنّ كلي الدوائين قد يؤديان إلى عدم انتظام ضربات القلب والموت المفاجئ خصوصاً إذا تمّ تناولهما مع أدوية أخرى أو في حال المعاناة من أمراض القلب.
يُذكر أنّ هذا العلاج لا يُعتبر جديداً بل كان يُعتمد وموافق عليه لمعالجة الملاريا ثمّ لمعالجة التهاب المفاصل. واليوم، ثمة علامات استفهام عديدة حول الدراسة خصوصاً وأنها صغيرة جداً وقد أُجريت على 20 مريضاً ولا يُمكن الإستناد وتعميم النتائج والعلاج. لا ننسى أيضاً أنّ كل دواء يحتاج إلى موافقة منظمة الأغذية والدواء الأمريكية كعلاج.
بانتظار ما سيتوصل إليه العلم بهذا الخصوص، ما رأيك في اكتشاف ما إذا كان فيروس كورونا ينتقل إلى الطفل عبر الولادة القيصرية؟