مما لا شكّ فيه أنّ تحسين النطق عند الاطفال هي مشكلة حقيقة من الممنوع اهمالها، حيث يُشغِل التأخر بالكلام لدى الأطفال بالَ الأمهات اللواتي يلاحظن بطئاً على مستوى التطور الطبيعي العمري للطفل من دون ادراكهنّ أساس المشكلة أو التوقيت المطلوب للاستعانة باختصاصيين للتدخل والمساعدة. وكنا قد أشرنا سابقا إلى علاج التأتأة المجرب والفعّال عند الأطفال.
يشير أطباء واختصاصيون في اللغة والتواصل إلى أن النطق بالكلمات الأولى والمفردة في عمر السنة، مع هامش ستّ أشهر كحد أقصى، تبقي الحالة بوضعها الطبيعي، إذ ينبغي أن يكون الطفل قادر على التفاعل مع اهله أولاً بالإشارات والحركات والتواصل البصري ومن ثم اللغوي وبأحرف يُسهل نطقها مثل “ب”، و”م”، أو مناداة ماما، دادا، وغيرهما.
التمييز بين اللفظ والنطق واللغة عند الطفل:
بداية، تتوقف جودي سيف، الحائزة ماجستير في اختصاص اللغة والتواصل، عند أهمية التمييز بين مشاكل اللفظ والنطق واللغة عند الطفل وتزوّد “عائلتي” بهذه المعلومات:
- اللفظ: عدم قدرة الطفل على لفظ حرف معين، أو يستبدله بآخر، وهو ما يُعرَف بـ “اللدغة”.
- النطق: عدم قدرة الطفل على تتبع كلّ الأصوات النابعة من الكلمة، فإما يزيد حرفاً أو يحذف آخر، أو يقلّب الأحرف، مثلاً نحص بدل قول صحن.
- اللغة: ضعف بالمخزون اللغوي عند الطفل، إذ يفترض بعمر السنتين أن يكون المخزون مكوّن بين 200 إلى 400 كلمة، وأن يكون غير قادر على تركيب جملة طويلة بالمستوى اللازم لعمره. وكنا قد أخبرناك سابقا عن خطوات أساسية لتحسين اللغة عند طفلك.
مراقبة الأهل وتوقيت التدخل لدى الاختصاصيين:
مراقبة الاهل للطفل ضرورية، خاصة من قبل الأم التي تقضي معظم وقتها مع الطفل، لكن تقول سيف، إنه بداية يجب الوقوف عند التواصل اللا لفظي، قبل ذلك اللفظي، أي بالعيون واليدين، والاشارات، تقليد الأصوات، توقع حدث معين، هنا التطور يجب أن يلتئم 100% حتى عمر السنة أو سنة وست أشهر كحد اقصى، بمعنى، الحركات أولاً ثم الأصوات، فالكلمات.
على صعيد التواصل اللفظي، تقول سيف، يمكن انتظار ابتداءاً من سنة و3 أشهر إلى سنة وستة أشهر كحدّ أقصى قبل التدخل، سنتين بالنسبة إلى النطق، واللفظ حسب الاحرف، فهناك مثلاً “م”، “ب” يجب أن ينطق بها بسهولة، في حين مثلاً حرف الراء ليس مطلوباً قوله قبل عمر 6 سنوات، بالتالي للحديث عن مشكلة في اللفظ يبدأ عند عمر 7 سنوات.
التدخل ضروري أيضاً بشكل مبكر نسبة إلى الليونة الذهنية التي تكون أكثر قدرة على الاستيعاب والتخزين في اعمار صغيرة، كما أن احياناً المشكلة تقتصر على قلة التحفيز اللغوي، وهذه شائعة، إذ يlضي الطفل وقته على جهاز أي بد، أو التلفزيون، فيكون عنصراً غير فعّال، يتلقى من دون أن يتفاعل، وهنا يكون العلاج، بالحديث المستمر اليه، والنزول إلى مستوى نظره، عندما تكون الام تحضر الطعام مثلاً، أو فترة استحمام الطفل، يمكن الحديث معه، ليسمع الكلمات بشكل متواصل فيكررها.
سلوكيات الطفل الذي يعاني من هذه المشكلة
من دلالات مواجهة الطفل مشكلة على صعيد التواصل اللفظي، سلوكياته السلبية، كالصراخ، العناد، العدوانية، كثرة الحركة، وغيرها من التصرفات التي يلجأ اليها لعدم قدرته على التواصل لفظياً. وهنا نعود إلى السلوكيات الصحيحة والخاطئة للأطفال وطرق التعامل معها.
اختلاف مدّة العلاج
يختلف العلاج تبعاً لكل عمر وحالة وما إذا كانت متعلقة بالتحفيز اللغوي، أو التوحد أو التأخر الذهني وغير ذلك، لكن تقول سيف إنه يفترض المتابعة المستمرة مع اختصاصي النطق، على أن يقوم الأهل أيضاً بدورهم باتباع الارشادات وتكرارها، وخصوصاً على صعيد التحفيز اللغوي للطفل.
ويقضي أيضاً التفريق بين المشكلة والاضطراب، فمثلاً، إذا تأخر بالكلام ست أشهر، نبقى في وضعية المشكلة، ويستغرق ذلك علاجاً لا يتخطى 6 أشهر، ولكن إذا كان عمره مثلاً 4 سنوات، وتواصله يدل على أنه سنتان، نكون أمام اضطراب، والمشكلة تصبح أكبر وفترة العلاج تكون أطول.
جودي سيف: ماجستير في اختصاص اللغة والتواصل