تشير دراسة حديثة أجريت في جامعة أولو في فنلندا إلى أن الأطفال الذين ولدوا من أمّهات تلقين العلاج بالمضادات الحيوية أثناء الولادة يمكن أن يكونوا أكثر عرضة لتطوير الأمراض المناعية مقارنة بأقرانهم الذين لم يتعرضوا لهذا النوع من العلاج.
في هذا المقال، سنستعرض نتائج هذه الدراسة ونلقي الضوء على الآثار المحتملة والتحديات المتعلقة بها، تمامًا كما فعلنا أثناء عرضنا للدراسة التي تؤكّد أنّ الاستجابة الغذائية في مرحلة الطفولة المبكرة قد تتنبأ بعوارض اضطراب الأكل في المستقبل.
الدراسة والنتائج التي تمّ التوصّل إليها
قامت جامعة أولو بإجراء دراسة استندت إلى سجلات المرضى تشمل حوالي 46,000 طفل، حيث تبين أن الأمهات اللواتي تلقين المضادات الحيوية خلال الولادة قد يكون لديهن نسبة أعلى لتطوير الأمراض المناعية مثل السكري من النوع الأول وداء السيلياك وأمراض الروماتيزم، ومع ذلك، لم يُظهر هذا البحث أي ارتباط بين إعطاء المضادات الحيوية خلال الولادة وأمراض الحساسية أو الربو عند الطفل.
الغرض من استخدام المضادات الحيوية
تستخدم المضادات الحيوية خلال الولادة لمنع العدوى النادرة والخطيرة التي تسببها العدوى بالعقدة الليمفاوية الناتجة عن النوع B من مجموعة البكتيريا العقدية الليمفاوية. في فنلندا، تُعطى المضادات الحيوية للأمهات خلال الولادة إذا تم اكتشاف مجموعة البكتيريا العقدية الليمفاوية في قناة الولادة قبل الولادة، وتتلقى نسبة تقارب واحد من كل أربع نساء يلدن بطريقة طبيعية هذا العلاج.
تأثير المضادات الحيوية على الصحة طويلة الأمد
توضح النتائج التي حصلت عليها الدراسة أهمية فحص الآثار المحتملة لاستخدام المضادات الحيوية خلال فترة الولادة ودراسة الآليات الكامنة وراء الأمراض المناعية، لذا يُظهر الفهم السابق أن المضادات الحيوية التي تعطى للأمهات خلال الولادة تؤثر على تطور الطفل لديها في نظامه البكتيري الهضمي، كما تدعم هذه الدراسة فكرة أن وجود نظام هضمي طبيعي قد يكون له تأثير على صحة الطفل على المدى الطويل.
الدراسة كدراسة ملاحظة
يُشير الباحثون إلى أن هذه الدراسة هي دراسة ملاحظة ولا تنشئ بشكل مباشر علاقة سببية بين المضادات الحيوية التي تعطى للأمهات خلال الولادة وصحة الطفل في المستقبل، إذًا النتيجة هي ارتباط إحصائي قد يكون مؤثرًا بشكل محتمل بوجود عوامل أخرى أيضًا.
توصيات الباحثين والعلماء
تشجع صوفيا أينونين، الباحثة الرئيسية في الدراسة، على إجراء مزيد من البحث حول تأثيرات المضادات الحيوية خلال الفترة الولادية والتحقق من الآليات الكامنة وراء الأمراض المناعية، كما تعلّق البروفيسور تيرهي روسكا، التي قادت هذا البحث، على أهمية تطوير طرق دقيقة للوقاية من العدوى بمجموعة البكتيريا العقدية الليمفاوية، مُشيرة إلى إمكانية تطوير لقاح يُعطى للأمهات ولا يؤثر على النظام البكتيري الطبيعي للطفل.
تعتبر هذه الدراسة خطوة مهمة في فهم تأثيرات المضادات الحيوية خلال الولادة على الأطفال وتوفير رؤى حول التدابير الوقائية الفعّالة، لذا يجب متابعة البحث لتوسيع فهمنا للتأثيرات طويلة الأمد والبحث عن حلول تقليل المخاطر المحتملة، ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على دراسة موسّعة تكشف أنّ البلوغ المبكر عند البنات البكر مرتبط بإجهاد ما قبل الولادة لدى أمهاتهن.