ولادة طفل عملية رائعة ومعقدة للغاية. تحدث العديد من التغيرات الجسدية والعاطفية لكل من الأم والطفل. ولكن، متى يكون هناك حاجة إلى العناية المركزة للاطفال حديثي الولادة؟
يجب على الطفل إجراء العديد من التعديلات الجسدية على الحياة خارج جسم الأم. ترك الرحم يعني أن الطفل لم يعد بإمكانه الاعتماد على إمدادات الدم والمشيمة للأم في وظائف الجسم المهمة. أيضًا، سبق وأن أجبناكِ عن سؤالكِ كيف احمي طفلي الرضيع من الامراض؟
مهام جسم الطفل الطبيعية بعد الولادة
قبل الولادة، يعتمد الطفل على الوظائف من الأم وتشمل هذه الوظائف التنفس والأكل والقضاء على النفايات والحماية المناعية. عندما يغادر الطفل الرحم، يجب أن تتغير أنظمة جسمه. على سبيل المثال:
- يجب أن تتنفس الرئتين الهواء.
- تتغير الدورة الدموية القلبية والرئوية.
- يجب أن يبدأ الجهاز الهضمي في معالجة الطعام وطرد الأوساخ.
- يجب أن تبدأ الكلى في العمل على موازنة السوائل والمواد الكيميائية في الجسم وإفراز النفايات.
- يجب أن يبدأ الكبد والجهاز المناعي في العمل من تلقاء نفسه.
يجب أن تعمل أنظمة جسم طفلك معًا بطريقة جديدة. في بعض الحالات، يواجه الطفل مشكلة في الانتقال خارج الرحم. يمكن أن تجعل الولادة المبكرة أو الولادة الصعبة أو العيوب الخلقية هذه التغييرات أكثر تحديًا. ولكن يتوفر الكثير من الرعاية الخاصة لمساعدة الأطفال حديثي الولادة.
متى تكون العناية المركزة للاطفال حديثي الولادة ضرورية؟
وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة (NICU) هي وحدة العناية المركزة بالمستشفى متخصصة في رعاية الأطفال الذين يولدون مرضى أو خدج.
معظم الأطفال الذين تم قبولهم في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة هم سابق لأوانه (ولدوا قبل 37 أسبوعاً من الحمل)، أو لديهم وزن منخفض عند الولادة (أقل من 5.5 رطل)، أو لديهم حالة صحية تحتاج إلى رعاية خاصة.
غالبًا ما يتم قبول التوائم وثلاثة توائم في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة. هذا لأنهم يضطرون إلى الولادة مبكرًا وأصغر من الأطفال المولودين الوحيدين. يتم أيضًا رعاية الأطفال الذين يعانون من حالات صحية، مثل مشاكل التنفس أو مشاكل القلب أو الالتهابات أو العيوب الخلقية في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة.
في ما يلي بعض العوامل التي يمكن أن تعرض الطفل لخطر كبير وتزيد من فرص دخوله إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة. ولكن يجب تقييم كل طفل لمعرفة ما إذا كان بحاجة إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة. العوامل عالية الخطورة مفصلة أدناه. نزول المشيمة في الشهر التاسع بدون نزيف: حالة طبيعيّة أم مشكلة خطيرة؟
تشمل عوامل الوالدين ما يلي:
- أن تكوني أصغر من 16 عامًا أو أكبر من 40 عامًا
- مرض السكري
- ارتفاع ضغط الدم
- الأمراض المنقولة جنسيًا
- الحمل المتعدد (التوائم، ثلاثة توائم، أو أكثر)
- القليل جدًا أو الكثير جدًا من السائل الأمنيوسي
- تمزق الأغشية قبل الأوان (يسمى أيضًا الكيس الأمنيوسي أو كيس المياه)
تشمل عوامل الولادة ما يلي:
- التغيرات في أنظمة أعضاء الطفل بسبب نقص الأكسجين (ضائقة الجنين أو الاختناق عند الولادة)
- يتم سحب الأرداف أولًا(ولادة المؤخرة) أو وضع غير طبيعي آخر.
- انتقال البراز الأول للطفل (الميكونيوم) أثناء الحمل إلى السائل الأمنيوسي.
- الحبل السري ملفوف حول رقبة الطفل
تشمل عوامل المتعلقة بالطفل ما يلي:
- الطفل المولود في سن الحمل أقل من 37 أسبوعًا أو أكثر من 42 أسبوعًا
- وزن الولادة أقل من 5 أرطال، 8 أونصات (2500 جرام) أو أكثر من 8 أرطال، 13 أوقية (4000 جرام)
- صغير بالنسبة لعمر الحمل
- العيوب الخلقية
- ضائقة الجهاز التنفسي، بما في ذلك التنفس السريع أو التذمر أو إيقاف التنفس (توقف التنفس)
- العدوى مثل الهربس والمكورات العقدية من المجموعة ب والكلاميديا
- انخفاض نسبة السكر في الدم (نقص السكر في الدم)
- الحاجة إلى أكسجين إضافي أو مراقبة، أو العلاج الوريدي، أو الأدوية.
- الحاجة إلى علاج أو إجراءات خاصة، مثل نقل الدم
كيف تبدو وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة؟
- في المرة الأولى التي تذهبين فيها إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، يمكن أن تشعري بالغرابة والقلق. لكن الموظفين في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة سيكونون هناك لدعمك عندما تتعرفين على المكان.
- قد يكون لدى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة فترات تكون فيها الأضواء خافتة وتكون هادئة. وذلك لأن الأطفال في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة يمكن أن يغمرهم الكثير من الضوضاء والضوء.
- سيكون لدى معظم الأطفال إما سرير مفتوح ساخن أو حاضنة مغطاة. هذه تحافظ على أجسادهم في درجة الحرارة المناسبة.
- اعتمادًا على الدعم الطبي الذي يحتاجه الأطفال في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، قد يكون هناك:
- آلات للمساعدة في التنفس
- بحسب موقع Mayoclinic، هناك آلات لإعطاء كميات محسوبة من السوائل والأدوية للأطفال من خلال الأنابيب التي تدخل في عروقهم.
- شاشات متصلة بالأطفال بالحبال لقياس معدل ضربات القلب والتنفس وضغط الدم وكمية الأكسجين في دمائهم.
- أنبوب صغير ناعم يطعم الأطفال من خلال أنوفهم ومباشرة إلى معدتهم.
- أسرة تبريد خاصة للمساعدة في تقليل إصابة الدماغ عند الأطفال الذين تعرضوا لولادة صعبة.
- يرتدي الموظفون أثوابًا خاصة للحد من خطر العدوى.
- كل هذه الأشياء تحافظ على سلامة الأطفال وراحتهم، مع أقل قدر ممكن من التعامل الإضافي.
برأيي الشّخصي كمحررة، العناية المركزة للأطفال المولودين حديثًا لم تعد بتلك الصعوبة، ولا يشير ذلك إلى خطورة على حياة الطّفل، بل تعتبر رعاية فائقة لمساعدة الطفل على تحقيق أفضل أداء في وظائف جسمه بعد الولادة.
