الدرن او السل مرض قديم وشائع، وتكمن خطورته في انه معدّ، حيث يصيب الانسان والحيوان، خصوصاً الابقار، ويحدث نتيجة الاصابة بجرثومة الدرن، وهي عبارة عن بكتيريا عضوية الشكل، تحمل خصائص الفطريات، وتسمى (TB.mycobactrium) . والدرن انواع، منه الدرن الرئوي والدرن غير الرئوي، ويعتبر النوع الاول اخطر، بسبب سرعة انتقاله عن طريق الرذاذ المتناثر بالهواء من الشخص المصاب، وذلك اثناء نوبات العطس، او الكحة، او البصاق، او اللعاب، وعن طريق اللمس ايضاً، حيث تنتقل العدوى فور استنشاق الرذاذ، فتستقر البكتريا في رئة الشخص السليم، ثم تبدأ بالتكاثر، اما عند الاصابة بالدرن غير الرئوي، ويشمل الكلى، او العظام، او المخ، او العقد اللمفاوية، او الغشاء المحيط بالرئة، او غشاء التامور المحيط بالقلب، او الغشاء البريتوني المحيط بالأمعاء، او الجهاز التناسلي، او الغدة الكظرية، او الجلد، وفي هذه الحالات فان احتمال انتقال العدوى يكون ضئيلاً جداً.
وبالرغم من حدوث المرض في اي سن، ولكن تشتد خطورته لدى إصابة الاطفال دون الخامسة من العمر، ولدى الشباب بين عمر الخامسة عشرة والخامسة والعشرين. اما عوارض المرض، فتشمل: ارتفاع درجة الحرارة والتعرق الليلي والرعشة، وفقدان الشهية مع فقدان الوزن، وضعف عام في الجسم مع عسر الهضم، والشعور بالتعب والوهن عند بذل اي مجهود مع آلام متفرقة في أنحاء الجسم، وتشمل عوارض الدرن الرئوي، السعال المستمر، الذي يصاحبه بلغم مخاطي بعد فترة، وقد يتحول الى صديدي او دموي، وضيق في التنفس وآلام في الصدر. يتم علاج اغلب الحالات مع تماثلها إلى الشفاء الكامل، بتناول خليط من اربعة مضادات حيوية يومياً لمدة شهرين، ثم يتم فحص البلغم فإذا ثبت تحسن واستجابة الحالة يتم إنقاص عدد الأدوية إلى نوعين لمدة أربعة أشهر، فتبلغ الفترة اللازمة للعلاج في المجموع ستة أشهر، وقد تزيد في بعض الحالات.