البعد عن الزوج لفترة طويلة يترتّب عليه أضرار على نواحي عدّة، إن على الزوج، الزوجة، والعلاقة الزوجيّة ككلّ.
تحتّم الظروف في بعض الأحيان على الأزواج الابتعاد لفترات قد تكون طويلة. تتعدّد الأسباب المؤدّية لهذا البعد، ولكنّ النتيجة واحدة! قد يكون البعد جسديًّا فقط، في حين من الممكن أن يكون أبعد من ذلك. يصل أحيانًا الى حدّ الهجر أو انقطاع أخبار أحد الزوجين عن الآخر. تكثر الأسئلة المتعلّقة بهذا الموضوع، بكثرة المواقف وخصوصيّاتها. سنحاول من خلال هذا المقال الإجابة عن أكثر التساؤلات شيوعًا في هذا المجال.
ما هي أقصى مدّة لبعد الزوج عن زوجته؟
لا يُمكن حصر وتحديد المدّة القصوى لبعد الزوج عن زوجته بشكل قاطع، حتّى في الشريعة الإسلاميّة. إلّا أنّ بعض العلماء والفقهاء يشيرون إلى أنّ الغياب عن الزوجة لفترة تتجاوز الستّة أشهر يُعطي الزوجة مبرّرًا لفسخ الزواج وطلب الطلاق. بشكل خاصّ في حالات عدم وجود التواصل بين الزوجين أو أسباب مبرّرة وواضحة لهذا الغياب.
ولكن الأغلبيّة يشدّدون على أنّه ثمّة أمور يجب أخذها بعين الاعتبار لدى مواجهة مواقف مماثلة، وهي:
- الأسباب التي أدّت الى الغياب: يجب أن تتمّ مراعاة أسباب غياب الزوج أو الزوجة أيضًا. إذ يختلف الأمر بطبيعة الحال في حال كان الغياب بسبب ظروف قاهرة كالمرض مثلًا. أو بسبب ظروف العمل التي حتّمت هذا الغياب.
- وجود تواصل بين الزوجين أم لا: يُمكن أن يساعد التواصل بين الزوجين، في حال توافره، في تفهّم الآخر لموقف الغائب والعمل على حلّه.
- الحقوق الزوجيّة: كما أنّه للزوج حقوق على زوجته، هناك أيضًا حقوق للزوجة على زوجها. ومن أهمّها الحقّ في المعاشرة والعشرة الطيّبة. وفي حالات معيّنة يعتبر ابتعاد الزوج لفترة طويلة انتهاكًا لهذا الحق.
أضرار غياب الزوج عن زوجته أو الزوجة عن زوجها
يمكن أن يؤثّر غياب الزوج عن زوجته سلبًا على العلاقة الزوجيّة التي تجمعهما بطرق مختلفة. لذلك ننصحك في حال كنتِ تعانين من مشاكل مشابهة، بالتواصل مع زوجك لمحاولة إيجاد حلول، وفي حال كانت الأمور مستعصية بينكما، من الأفضل استشارة أحد المختصّين بالعلاقات الأسريّة.
ومن أبرز هذه الأضرار المحتملة نذكر:
- تدهور العلاقة العاطفيّة التي تجمع الزوجين: قد يؤدي الغياب الطويل إلى فقدان التواصل العاطفي والشعور بالانفصال.
- زيادة التوتّر في العلاقة: يسبب الغياب والبعد توترًّا في العلاقة، ما يؤدّي إلى سوء الفهم الدائم بين الزوجين الذي ينتج عنه القلق وبالتّالي الخلافات.
- مشاكل بالعلاقة الحميمة: يمكن أن يؤثر الغياب على النواحي الحميميّة في العلاقة. وهذا الأمر يسبّب عدم التوافق وتفاقم المشاكل.
- الشكّ وفقدان الثقة: يؤدّي الغياب غالبًا إلى الشكوك وعدم الثقة، مما يزيد من الخلافات وعدم الاستقرار في العلاقة ككلّ.
- الشعور بالوحدة: تشعر الزوجة بالوحدة أو العزلة الأمر الذي قد يؤثّر على صحتّها النفسيّة. هذا ما تفعله الزوجة عندما يهجرها زوجها.
- عدم الاستقرار العائلي: غياب الزوج أو الزوجة يؤدّي الى عدم استقرار المنزل والأسرى وانعدام الأمان ليس فقط على الآخر بل أيضًا لدى الأطفال.
- تأثير سلبي على العلاقات الاجتماعيّة: يؤدي هذا الأمر الى صعوبة بالتفاعل مع الأصدقاء والعائلة، مما يؤثر على الحياة الاجتماعيّة للزوجة.
حكم ابتعاد الزوج عن زوجته في الفراش
قد يُعتبر ابتعاد الزوج عن زوجته في الفراش موضوعًا دقيقًا وحسّاسًّا. يتخطّى الحميميّة ويؤدّي الى أبعاد نفسيّة وحتّى دينيّة. ففي الشريعة الإسلاميّة مثلًا، إنّ لكلّ من الزوجين حقوق وواجبات تجاه بعضهما البعض، ومن أهمّها في العلاقة الزوجيّة هي الحقوق الجسديّة.
اليك بعض النقاط الأساسيّة المتعلقة بهذا الموضوع:
- الحقوق الزوجيّة: فكما ذكرنا سابقًا، إنّ لكلا الزوجين الحقّ في المعاشرة. فابتعاد الزوج عن زوجته لفترة طويلة، وبالأخصّ الابتعاد غير المبرّر، يُعتبر انتهاكًا لهذا الحق.
- أسباب ابتعاد الزوج جسديًّا وعاطفيًّا: قد تكون أسباب ابتعاد الزوج متعلّقة بمشاكل نفسيّة أو صحيّة. لذلك، يشكّل التواصل الجيّد بين الزوجين الطريقة الأنسب لمحاولة فهم الأسباب وحلّ المشكلة. وننصح هنا باستشارة مختصّين في حال استمرّت المشاكل للحصول على نصائح وتوجيهات ملائمة للحالة.
- أمّا في ما يخصّ التوجيهات الشرعيّة الإسلاميّة: يُوجّه الزوج على أن يكون حريصًا على راحة زوجته، وأن يعمل على حلّ الخلافات المؤثّرة على علاقته الزوجيّة بها.
حكم غياب الزوجة عن زوجها
بدورها، تعتمد تأثيرات وأحكام في الشريعة الإسلامية المتعلّقة بغياب الزوجة عن زوجها على عوامل عدّة، وهي:
- حقوق الزوج وواجبات الزوجة تجاهه: إنّ للزوج أيضًا حقّه في المعاشرة والعشرة، ويجب على الزوجة الالتزام بواجباتها تجاهه. إذ ينبغي عليها أن تكون حريصة على حفظ علاقتها الزوجيّة والالتزام بواجباتها العاطفيّة والمنزليّة.
- أسباب الغياب: يُنظر إلى الأمر بشكل مختلف، إذا كان غياب الزوجة مبرّرًا كحالات مرض أو الغياب بسبب العمل. ويعتبر غيابها من دون سبب مشروع انتهاكًا لحقوق زوجها الزوجيّة.
- التواصل بين الزوجين مهمّ لحلّ أي مشكلات قد تؤدي إلى الغياب. وإذا تعثّر الأمر من المفيد استشارة أصحاب الاختصاص.
برأيي الشخصي كمحرّرة، يجب أن تكون العلاقة الزوجيّة، كغيرها من العلاقات الانسانيّة والعاطفيّة، مبنيّة على الاحترام المتبادل والتفاهم. ولكن قد تحتّم بعض الظروف ابتعاد الزوجة أو الزوج لأسباب مختلفة. ففي حال كنتِ تمرّين بموقف مشابه أو ظروف كالتي ذكرناها، من المهمّ استشارة مختصّ في العلاقات الأسريّة أو مرجع ديني. لأنّ ذوي الاختصاص هم القادرون على اعطائك النصيحة المناسبة وفقًا لوضعك الخاص وملائمة لظروفك الفرديّة.
تعرّفي على الأشياء التي يقوم بها الأزواج الناجحون!