يُعتبَر شد البطن بعد الولادة الطبيعية من أكثر التحدّيات التي تواجهها النساء بعد تجربة الحمل والولادة، والحصول على النصائح لتحقيق هذا الغرض يؤدّي دورًا مهمًّا في استعادة الجسم لشكله الطبيعي وتعزيز ثقة الأمّ بنفسها، لذا بعد أن سبق وأطلعناكِ على طرق لشد البطن بعد الولادة القيصرية سنكشف لكِ عن تلك التي تنفع بعد الولادة الطبيعيّة.
في هذا المقال، سنتناول أهم النصائح التي يمكن اتباعها لتحسين مظهر البطن بعد الولادة الطبيعية، وسنستعرض الطرق الفعالة والآمنة لتحقيق هذا الهدف، وذلك بعد الكشف عن أسباب ترهّل البطن بعد الولادة.
أسباب ترهّل البطن بعد الولادة
يحدث ترهّل البطن بعد الولادة الطبيعية نتيجةً لعوامل متعدّدة تتداخل مع بعضها البعض، لذا سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها وأكثرها شيوعًا:
- تمدّد الجلد والأنسجة: أثناء فترة الحمل، يتمدّد الجلد والأنسجة لتلبّي احتياجات الجنين المتنامي، الأمر الذي يؤدّي إلى فقدان الجلد لمرونته الطبيعيّة، ممّا يساهم في المعاناة من الترهّل بعد الولادة.
- زيادة الوزن: تترافق فترة الحمل عادةً مع زيادة في الوزن، وبعد الولادة، قد لا يعود الجسم إلى وزنه الطبيعي بسرعة، ممّا يؤدي إلى بقاء الجلد مترهلًا حتى بعد فقدان الوزن الزائد.
- ضعف عضلات البطن: تضعف عضلات البطن بشكلٍ كبير خلال فترة الحمل نتيجة لتمدّدها لتوفير مساحة للجنين، وهذا ما يجعل من الصعب على العضلات العودة إلى حالها الطبيعية بعد الولادة من دون ممارسة تمرينات مخصّصة، وبحسب موقع NHS في مقالة نُشِرَت العام الماضي تحت عنوان “Your post-pregnancy body”، تُعرَف هذه الحال بتوسّع العضلات المستقيميّة أو الاختلاف، ويمكن أن تتفاوت درجة هذا الانفصال، ويقع ذلك نتيجة دفع الرحم المتزايد في الحجم للعضلات بعيدًا عن بعضها، ما يجعلها أكثر طولًا وأقلّ قوّة. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
- التغيّرات الهرمونيّة: تؤدّي التغيّرات التي تحدث خلال فترة الحمل وبعدها، ولا سيّما تلك الهرمونيّة إلى تأثيرات على مرونة الجلد وكميّة الدهون المخزّنة في الجسم، ممّا يساهم في ظهور الترهلات.
التمارين الرياضيّة التي تساعد في شدّ البطن بعد الولادة
من أهمّ نصائح بعد الولادة الطبيعية لشد البطن هي ممارسة التمارين الرياضية التي لا يمكن الاستغناء عنها، نظرًا لأنّها تُساهم في تقوية عضلات البطن وتحسين مرونة الجلد، لذا سنعرض لكِ أكثرها فعالية في ما يلي:
تمارين تقوية العضلات الأساسية
تعتبر تمارين تقوية العضلات الأساسيّة من أهمّ التمارين التي يمكن البدء بها بعد الولادة، والتي يمكن أدائها من خلال ممارسة بعض التمارين الرياضيّة المنزليّة.
تشمل هذه التمارين تمرين البلانك وتمارين شدّ العضلات في البطن، التي تساهم في تقوية عضلات البطن السفلى والعلوية، لذا يُنصح بالبدء بممارسة تمارين خفيفة والزيادة تدريجيًا في التحدّي، كما يمكن البدء بأداء تمارين مثل تمارين الجلوس والتحمّل لتقوية عضلات البطن تدريجيًا.
تمارين السباحة
تعتبر السباحة تمرينًا ممتازًا لشدّ البطن، حيث تساعد حركة الجسم في الماء على تقوية العضلات بشكلٍ لطيف وفعّال من دون تحميلها ضغطًا زائدًا، بالإضافة إلى ذلك، توفّر هذه الرياضة تأثيرًا مهدّئًا للأعصاب ممّا يساعد في تقليل الشعور بالتوتر وتحسين المزاج.
تمارين اليوغا
يمكن لتمارين اليوغا أن تحسّن من مرونة الجسم وتعزّز من قوّة العضلات في البطن، كما تساعد على تحسين التنفّس والاسترخاء، ممّا يساهم في تعزيز عمليّة التعافي بعد الولادة، كما يمكن أن تكون ممارسة تمارين مثل وضعيّة الكوبرا ووضعيّة القطّة من التمارين الفعّالة في تقويّة عضلات البطن وتحسين مرونتها.
ووفقًا لموقع (The Royal Women’s Hospital) في مقالة نُشِرَت تحت عنوان “Pelvic floor and deep abdominal exercises will help you return to your pre-pregnancy shape and assist with healing around any stitches you may have.” تساهم عضلات البطن العميقة في الحفاظ على وضعيّة الجسم السليمة ودعم الظهر، وأثناء الحمل ومع نمو الجنين، تتمدّد هذه العضلات وتفقد كفاءتها السابقة، لذا، بعد الولادة، من الضروريّ ممارسة التمارين بانتظام لتقوية هذه العضلات وتجنب الشعور بآلام الظهر. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
من المهم استشارة الطبيب قبل بدء أي برنامج تمارين رياضية بعد الولادة لضمان ملاءمتها لحالك الصحيّة وتجنّب مواجهة أيّ مضاعفات غير مرغوب فيها.
الزيوت الطبيعيّة التي يمكن استخدامها بعد الولادة لتفادي ترهّل البطن
إنّ استخدام الزيوت الطبيعية يُعَدّ من النصائح بعد الولادة الطبيعية لشد البطن التي يمكن أن تكون فعّالة للغاية في تقليل الترهّل وتعزيز مرونة الجلد، حيث أنّها الزيوت تحتوي خصائص مغذّية ومرطّبة للجلد تساعد في تحسين مظهره وتقويته، لذا سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:
زيت اللوز
يحتوي زيت اللوز العديد من الفيتامينات والمعادن التي تساعد في ترطيب الجلد وتعزيز مرونته، لذا يمكن تدليكه بلطف على منطقة البطن يوميًا بعد الاستحمام لتحقيق أفضل النتائج، حيث أنّه يعمل على تغذية الجلد بعمق، ممّا يساعد في تقليل ظهور الترهّلات وتحسين ملمس الجلد.
فوفقًا لموقع (bellybands.com.au) في مقالة نُشِرَت عام 2022 تحت عنوان “6 Simple Ways to Tighten Belly Skin After Pregnancy”، يُعدّ زيت اللوز خيارًا ممتازًا لتقوية جلد البطن بعد الولادة، حيث أنّه يمتاز بخصائصه المضادة للالتهابات، التي تساهم في ترطيب البشرة وتقليل فرص ظهور علامات التمدد. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
زيت جوز الهند
يتميّز زيت جوز الهند بخصائصه المرطّبة والمغذّية للجلد، لذا فهو يساعد في تحسين مرونة الجلد وتقليل ظهور علامات التمدد، ويمكن استخدامه كمرطّب يومي، وتدليكه بلطف على منطقة البطن من أجل تعزيز عمليّة التعافي وتحسين مظهر الجلد، بالإضافة إلى علاج تشققات البطن بعد الولادة بطريقة طبيعيّة سهلة.
زيت فيتامين E
يعتبر زيت فيتامين E من المواد الفعّالة في تعزيز صحّة الجلد وتقليل الترهّل، ويمكن استخدامه كجزء من روتين العناية بالبشرة اليومي، حيث أنّه يعمل على ترميم الأنسجة المتضرّرة وتحسين مرونة الجلد، ممّا يساعد في تقليل الترهلات وتحسين مظهر البطن.
يمكن استخدام هذه الزيوت بمفردها أو مزجها معًا للحصول على أفضل النتائج، كما يُنصح بتطبيقها بعد الاستحمام عندما يكون الجلد ما يزال رطبًا لزيادة فعالية الترطيب والاستفادة من خصائصها المغذية.
في الختام، يمكن القول أن تحقيق هدف شد البطن بعد الولادة الطبيعية يتطلّب مزيجًا من التمارين الرياضيّة المناسبة، العناية الجيّدة بالبشرة باستخدام الزيوت الطبيعيّة، والصبر. إنّ الالتزام بالنصائح المقدَّمة يمكن أن يساعد في استعادة مرونة الجلد وتقوية عضلات البطن بشكلٍ فعّال،ولكن من الضروريّ التحلّي بالصبر والمثابرة لتحقيق النتائج المرجوّة، فعمليّة التعافي قد تأخذ وقتًا ولكنها تستحق الجهد المبذول. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على أفضل كريم لازالة تشققات البطن بعد الولادة.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ اتباع هذه النصائح يمكن أن يكون له تأثير إيجابيّ ملحوظ على تحسين مظهر البطن بعد الولادة، وأنّ وضع الجهد المبذول في تطبيق هذه الإرشادات يمكن أن يساهم في تعزيز الثقة بالنفس والشعور بالراحة. تذكري أنّ العملية قد تأخذ وقتًا، لكنّ الالتزام والمثابرة هما المفتاحان للحصول على نتائج مرضية، ولا تتردّدي أيضًا في استشارة الأطباء والمختصّين قبل اّتباع أيّ نصيحة للحصول على الدعم اللازم والتوجيهات الدقيقة التي تتناسب مع حالك الخاصّة.
