تعدّ المعرفة المرتبطة بعمليات التعلم خلال مرحلة ما قبل الولادة قليلة الانتشار في المجتمع، ولكن الأبحاث الحديثة قد أكدت صحّتها، وعلى الرغم من أنّنا لا نحتفظ بذاكرة لتلك الفترة المبكرة من وجودنا، إلا أن التأكيد على أن عمليات التعلم تحدث في الرحم يسلط الضوء على بعض الأحاسيس والارتباطات التي ترافقنا طوال مدى الحياة.
ما هي الأشياء التي يشعر بها الجنين وما هي الأشياء التي يتعلّمها؟ سنكشف لكِ عن الجواب في الأسطر القادمةمنهذه المقالة الجديدة على موقع عائلتي.
تفاصيل التعلم والتعليم قبل الولادة
على الرغم من أن تطور الجنين يعتبر أمرًا بيولوجيًا، إلا أنه يتضمن جوانب نفسية وتعليمية أيضًا، ويتصل ارتباطه بالتواصل والتفاعل الواعي أو اللاواعي الذي يقوم به الأبوان معه أثناء فترة وجوده في رحم الأم، ممّا يجيب على سؤال، هل يشعر الجنين بلمسات والده؟
الأشياء التي يتعلّمها الجنين في رحم أمّه
تؤكد العالمة البارزة آني مورفي بول على أن الطفل يبدأ في التعلم منذ وجوده في رحم أمه، ويتعرّف على العديد من الأمور التي قد تكون أكثر أهمية مما قد نتخيل.
- التفاعل مع صوت الأم: يعتبر صوت الأم أكثر صوت يعرفه ويفضله الجنين، ويُعدّ هذا التعلم والارتباط جزءًا من العمليات التعليمية.
- تذوّق الطعام: على الرغم من الافتراض الشائع بأن النكهات لا تصل إلى الجنين، إلا أن هذا ليس صحيحًا، فهناك العديد الطعمات التي شعر بها، مما يجعله يفضّلها عندما يولد ويكبر.
- تعلّم اللغة: يبدأ الجنين في تعلّم لغة الأشخاص من حوله، حيث يعيش بناءً على ما يسمعه في رحم أمه، كما تشير الدراسات إلى أنه قادر على تمييز لهجة لغته الأم من خلال بكائه بحلول الأسبوع الـ18 من الحمل.
- التعلّم من الأم ومعها: يستقبل الطفل كل ما يشكل جزءًا من بيئة الأم، سواء كانت روائح أو أصوات أو عواطف أو حتى المنتجات التي تستخدمها، وتتجّسد هذه البيانات والتصورات التي يتلقاها على شكل معلومات.
كيفية تعزيز التعلم خلال هذه الفترة
يمكنكِ أن تعزّزي تعليم جنينكِ منذ المراحل المبكرة بشكل فعّال وذكيّ وغير متوقّع، وذلك عبر:
- اللمس: من خلال مداعبة البطن بيديكِ أو تمرير أشياء ذات قوام مختلف فوق هذه المنطقة، يمكن للطفل أن يتفاعل ويستجيب لهذه الحركات،حيث يتم نقل هذا التحفيز إلى الدماغ ممّا يثير الحركات في هذا الجزء منه.
- البصر: يمكن للضوء الطبيعي والاصطناعي الوصول إلى الطفل عبر الرحم بكثافة مختلفة،كما يُرجّح أن يرى الجنين نقاطًا تشبه وجه الإنسان، ممّا يشير إلى تفاعله مع العالم الخارجي قبل الانضمام إليه.
- السمع: يمكن للطفل من خلال حاسّة السمع استشعار العديد من الأشياء والمواقف والأشخاص من حوله وإدراكها، حيث يُسجّل الأصوات ويحتفظ بها، رغم أنه لن يكون قادرًا على تذكر موسيقى معينة في المستقبل، كما يكون قادرًا في الأسبوع الـ18 من الحمل على الاستماع إلى أصوات معدة الأم ونبضات قلبها.
- عبر النظام الحركي والحال النفسية: أثناء وجود الطفل داخل الرحم، يكون قادرًا على إدراك ما إذا كانت الأم في وضع مستقر أم لا، وبالتالي يتأثّر توازنه، فإنّه يمتلك إحساسًا قويًا بالمساحة الشخصية، وهو شيء مستمد من الأذن الداخلية، حيث يستطيع إدراك الرسائل عبر المشيمة حول الحال العقلية والنفسية للأم.
في النهاية، يظهر بوضوح أن التعلم في مرحلة ما قبل الولادة ليس مجرد عملية بيولوجية، بل تمتد تأثيراته لتشمل الجوانب النفسية والاجتماعية أيضًا. يُظهر التفاعل الحميم بين الجنين وبيئته في رحم الأم أهمية الاتصال والتفاعل الواعي، حيث يكتسب المعرفة والتفاعلات التي تحمل معها آثارها طوال حياته، ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على مراحل نمو الجنين بالاشهر والاسابيع.