يتأتى الارتجاع المريئي الذي تحدّثنا عنه في المقالة السابقة تحت عنوان: "ما هو الارتجاع المعديّ المريئي عند الأطفال؟ "، عن عدّة عوامل، غالباً ما تكون مرتبطة ببعضها البعض. ففي الأطفال المولودين حديثاً، يتسبب عدم نضوج الصمام العضلي الذي يربط بين المريء والمعدة بارتداد العصارة وعودتها إلى أعلى المريء فالفم. وتتفاقم هذه الحالة مع تمضية الأطفال معظم وقتهم مستلقين على ظهرهم أو بطنهم. هذا ويُسهم نظام غذاء الأطفال القائم بشكل أساسي على السوائل في تحفيز الارتداد المريئي، إلى جانب فقاعات الهواء التي يمكن أن تتسلل إلى معدة هؤلاء أثناء الابتلاع وتدفع بالسوائل في اتجاهٍ عكسي. وفي بعض الحالات، يتأتى الارتداد المريئي بكل بساطة عن اجتراع الأطفال بشكلٍ سريعٍ كميات كبيرة من الحليب. وعلى الرغم من أنّ الارتجاع المريئي يحدث عادةً بعد كل رضاعة، إلا أنّ ذلك لا يمنع حدوثه في أي وقت يكحّ فيه الطفل أو يبكي أو ينفعل.
ما الفرق بين حساسية الحليب وعدم التحمّل الخلقيّ للاكتوز؟
وفي عددٍ قليلٍ من الحالات، تتمخّض أعراض الارتداد المريئي في الأطفال عن مسببات أخرى. نذكر لكِ من بين الاحتمالات الأكثر شيوعاً:
* التهاب المعدة والأمعاء الناتج عن حساسية أو عدم تحمّل خلقي لنوع محدد من الأطعمة كبروتين الحليب البقري مثلاً.
* مرض غودر، وهو حالة ارتجاع مريئي أكثر حدةً وخطورةً من حيث قدرتها على إثارة بطانة المريء وإتلافها.
* التهاب المريء الناتج عن تراكم الكريات البيضاء اليوزينية وتسببها بجرح بطانة القصبة المريئية.
* انسداد المريء أو انسداد المنطقة التي تربط ما بين المعدة والأمعاء الدقيقة.