لا تخلو الحياة الزوجية من المشاكل سواء كانت صغيرة أو كبيرة. في حين أنّ معظم الخبراء يجمعون على أهمية الحوار وحديث الزوجين بصراحة عما يزعجهما تجاه بعضهما البعض في حل المشاكل الزوجية، ها إننا اليوم أمام دراسة تُظهر أنّ الأزواج يميلون إلى أن يكونوا أكثر سعادة عندما يختارون مناقشة القضايا التي يعرفون أنّهم يستطيعون حلّها، ويتجاهلون المواضيع التي لا يتفقون عليها بشكلٍ عام.
بالتعاون مع 3 باحثين آخرين، أجرت آيمي راور، الأستاذة المشاركة في دراسات الطفل والأسرة ، دراستها التي حملت عنوان "ما هي المشاكل الزوجية للأزواج السعداء؟" على حوالي 121 ثنائي وصفوا زواجهم بالسعيد. وبناءً على الأسئلة التي تناولت خلافاتهم وسبل معالجتها، كشفت الدراسة التي نُشرت في مجلة Family Process أنّ مشاكل الأزواج السعداء لا تختلف كثيراً عن تلك التي يواجهها الأزواج التعساء، ولكنّ طريقة النقاش هي التي تُحدث الفرق.
> قالت راور: "إنّ التركيز على المشاكل الدائمة التي يصعب حلّها قد يقوّض الثقة بين الزوجين في العلاقة"
فأظهرت الدراسة أنّ الأزواج الذين يبذلون جهدهم لحلّ المشاكل اليومية الصغيرة ويتجاهلون القضايا الكبيرة التي لا يتفقون عليها في الإجمال، يميلون إلى أن يكونوا أكثر سعادة من غيرهم من الأزواج. وفي هذا السياق، قالت راور: "إنّ التركيز على المشاكل الدائمة التي يصعب حلّها قد يقوّض الثقة بين الزوجين في العلاقة"، مشيرةً إلى أنّ الأزواج الذين يصبون تركيزهم على حلّ المشاكل اليومية التي تعترضهم، يفعولن ذلك من أجل تمتين الثقة في ما بينهم، حيث قالت: "إذا شعر الأزواج أنهم يستطيعون العمل معاً لحلّ مشاكلهم، فقد يمنحهم ذلك الثقة للمضي قدماً في معالجة القضايا الأكثر صعوبة". كذلك، كشفت الدراسة أنّ الأزواج الذين مضى على زواجهم فترة طويلة هم أقل عرضة للجدل حول القضايا الجدية في علاقتهم. أمّا السبب وبحسب راور، فيعود إلى الوقت الذي يجعلهم يميزون بين القضايا التي تستحق النقاش وتلك التي يجب التغاضي عنها أو تجاهلها.
وأنت، هل ستتمكنين يا ترى من تجاهل القضايا الجدية التي يصعب حلّها؟ أم أنّك ستسعين دائماً وراءها لعلّك تصلين إلى نتيجة؟