من منّا تستطيع مقاومة شم رائحة الأطفال الحديثي الولادة عند حملهم، خصوصاً في رؤوسهم؟ فتلك الرائحة الزكية والرقيقة قد تتفوق بكلّ سهولة على مختلف النفحات حول العالم، وتحلو لمختلف الأذواق، حتّى باتت مصدر الهام للعديد من شركات تصنيع العطور… ولكن ما هو التفسير العلمي والسبب الفعلي وراء هذه الرائحة المميزة؟
ففي حين أنّ هذا التساؤال تكثر حوله الإجابات، إلّا أنّ النظرية الأكثر منطقية وشعبية تؤكدّ أنّ مصدر هذه الرائحة يكمن فعلياً في إفرازات غدد التعرّق عند الأطفال الحديثي الولادة.
للمزيد: حقائق مذهلة عن الأطفال بعد الولادة
ولعلّ ما يدعم هذه النظرية هو زوال الرائحة تدريجياً وعدم استمرارها لأكثر من أسابيع، بسبب تغيّر نمط عملية حرق الدهون لدى الطفل الرضيع، مع بدئه بإستهلاك الحليب بدلاً من استحصال الغذاء مباشرةً من حبل السرة لدى الأمّ.
في المقابل، يرجح إحتمال آخر أنّ مصدر هذه الرائحة اللطيفة الفعلي هو في مادّة الـVernix Caseosa، والتي تغطي إجمالاً بشرة الطفل الحديث الولادة، خلال مروره بما يعرف بقناة الولادة. وفي حين أنّ هذه المادّة تزول مباشرةً بعد أن يتمّ غسلها، إلّا أنّ رائحتها قد تلتصق على البشرة وتستقر لبضعة أسابيع.
في معظم الأحوال، ومهما كان السبب، لعلّ هذه الرائحة اللافتة هي الطريقة الطبيعة لجعلنا نقع حالاً في حبّ ذلك الطفل الصغير العاجز والذي يحتاج لعنايتنا وإهتمامنا.