توصل باحثون من الجامعة الأميركية في بيروت بعد مراجعة عدة دراسات إقليمية إلى أن ممارسات تغذية الرضّع غير ملائمة في منطقة منظومة مينا (الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) مما يستدعي تدخّل قطاع الصحة العامة. في هذا السياق، تبيّن من خلال الأبحاث التي أجريت، أن أنماط التغذية خلال أول سنتين من الحياة تنبئ بما ستكون عليه الصحة في السنوات اللاحقة.
للمزيد: دراسة: حب الأم يهدئ طباع أطفالها السيئة
وقد أشارت دراسات من أجزاء أخرى من العالم، الى أن التغذية غير الصحية للأطفال الرضّع قد تؤدّي إلى توقّف نموّهم أو إلى إصابتهم بالسمنة، وهي تُعتبر من العوامل الأساسية الكامنة وراء الاصابة بالأمراض غير المعدية في وقت لاحق في الحياة. وتشمل هذه الأمراض السكري، وأمراض القلب، والسرطان، والأمراض الرئوية المزمنة، وهي السبب الرئيسي للوفاة على المستوى العالمي وخاصة في البلدان ذات الدخل المنخفض أو المتوسط. وعلى سبيل المثال، إذا أُطعم الطفل طعاماً صلباً قبل أن يبلغ أربعة أشهُر من العمر، تتضاعف احتمالات إصابته بالسمنة ستة أضعاف. ومن جهة أُخرى يُعتبر تحسين الممارسات التغذوية أحد أهم استراتيجيات الوقاية من سوء التغذية ومن أمراض الكبار غير المُعدية. إلا أن المعلومات الأساسية عن تغذية الرضّع ووضعهم الغذائي شحيحة في منطقة منظومة مينا.
وقد استنتجت هذه الدراسة من كل الدراسات التي أُجريت في منطقة منظومة مينا أن تغذية الرضّع بمزيج من الحليب الطبيعي والحليب المصنّع هي قاسم مشترك بين كل دول المنطقة وتبدأ باكراً وحتى في الشهر الأول من عمر الرضيع. وتطال التغذية التكميلية السابقة لأوانها ما يناهز 80 بالمئة من الأطفال في الكثير من الدول في المنطقة. وتوصي منظمة الصحة العالمية والأكاديمية الأميركية لطبّ الأطفال وصندوق الأمم المتحدة للطفولة ببدء التغذية التكميلية بعد أن يبلغ الطفل شهره السادس.
وأخيراً، تشير الدراسة إلى أن المفاهيم الاجتماعية الخاطئة حول عدم كفاية الرضاعة الطبيعية، وعدم وجود الدعم للأمهات المرضعات، والتحديات التي تواجهها الأمهات العاملات، تساهم في بدء التغذية التكميلية للرضّع قبل أوانها في منطقة منظومة مينا. وقد اعتمد باحثو الأميركية على هذه الدراسة لإطلاق دراسات متعدّدة حول هذا الموضوع.