هل الحمل بعد الاجهاض بالشهر الأول ممكنًا بسهولة وبشكل سريع أم قد يكون الموضوع مستبعدًا ويتطلّب القليل من الصبر؟
يعتبر الإجهاض في الشهر الأول من الحمل حدثٌ شائع. إذ يُقدر أنّ حوالي 10 الى 20 بالمئة من حالات الحمل تنتهي بالإجهاض. ويحصل هذا الأمر غالبًا قبل الأسبوع الثاني عشر من الحمل، أي قبل انتهاء الشهر الثاني. وقد يحدث الأمر لأسباب متعدّدة. سنذكر في ما يلي أبرز هذه الأسباب بالإضافة الى الإجابة عن أسئلتك حول الحمل بعد الاجهاض بالشهر الأول.
أسباب الإجهاض في الشهر الأوّل
يمكن أن يحدث الإجهاض في الشهر الأوّل من الحمل لأسباب محتملة متعدّدة ومختلفة، وأبرزها:
- تقدّم الأمّ بالعمر: بالأخصّ بعد سنّ الـ 35، تزداد نسبة الإجهاض.
- معاناة الأمّ من مشاكل في الرحم: كالأورام اللّيفيّة أو التشوّهات الخلقيّة.
- حالات طبيّة ومشاكل صحيّة تعاني منها الأمّ: بعض الأمراض المزمنة كالسكري أو ارتفاع ضغط الدم. بالإضافة الى مشاكل في الغدّة الدرقيّة.
- إصابة الأمّ بالتهابات: كالعدوى البكتيريّة أو الفيروسية التي قد تؤثّر سلبًا على الحمل.
- التدخين، شرب الكحول، تعاطي المخدّرات: كلّها عوامل تزيد خطر الإجهاض.
- أسباب وراثيّة ومشاكل جينيّة: غالبًا ما يكون الإجهاض نتيجة لعيوب وراثية في الجنين. أو تشوّهات كروموسوميّة قد تحدث أثناء الإخصاب.
- مشاكل هرمونيّة: عدم توازن هرمونات الحمل كهرمون البروجستيرون.
أعراض الإجهاض المبكر
قد يظهر الإجهاض في بداية الحمل بطرق عدّة وعبر عدّة عوارض. وإذا عانيتي من أي منها ننصحك بزيارة الطبيب فورًا. فهو يقوم عادةً بتأكيد حدوث اجهاض من خلال إجراء تحليل لمستوى هرمون الحمل في الدم والفحص بالموجات فوق الصوتيّة.
تشمل أعراض الإجهاض في الشهر الأول ما يلي:
- حدوث نزيف مهبلي، من الممكن أن يكون خفيفًا كما قد يكون أكثر غزارة.
- ملاحظة خروج أنسجة من المهبل، والشعور بألم في أسفل الظهر.
- الشعور بآلام في البطن: يمكن أن تكون مشابهًا لآلام وتقلّصات الدورة الشهريّة.
- الشعور بتلاشي أعراض الحمل، كانخفاض مستوى الغثيان مثلًا.
هل يحدث حمل بعد الإجهاض بدون دورة؟
من الممكن لدى بعض النساء حدوث حمل بعد الإجهاض حتّى قبل أن يحدث الحيض. فعادةً ما يعود جسم المرأة إلى التبويض بسرعة بعد الإجهاض المبكر، أي في غضون أسبوعين الى أربعة أسابيع. فإذا قمتي بممارسة العلاقة الحميمة غير المحميّة خلال هذه الفترة، يكون هناك امكانيّة لأن تحملي حتّى قبل نزول الحيض.
ولكن من المهم أن تتأكّدي من أنّك قد تعافيت جسديًّا ونفسيًّا من الإجهاض، قبل محاولة الحمل مرّة أخرى. لذلك يُفضّل أن تستشيري طبيبك للتأكّد من عدم معاناتك من أي مشاكل صحيّة. كما ننصحك بالتحدّث معه حول الحمل بعد الإجهاض، بما في ذلك توقيت الحمل المحتمل والإجراءات التي يجب اتّباعها.
نسبة نجاح الحمل بعد الإجهاض مباشرةً
في حال كنت ترغبين بالحمل سريعًا بعد الإجهاض، وتتساءلين عن نسبة نجاح الحمل التالي، اليك الإجابة المفصّلة!
تشير الدراسات إلى أن العديد من النساء يمكن أن يحملن بنجاح بعد الإجهاض. وتتراوح نسبة نجاح هذا الحمل الثاني بنسبة بين 60 و80 في المئة. ولكنّ تعتمد نسبة نجاح الحمل بعد الإجهاض مباشرةً على عوامل عدّة، لعلّ أبرزها الحالة الصحية العامة للأمّ. فإذا كنتِ تفكّرين في الحمل بعد الإجهاض، يُفضل التحدّث مع طبيب مختصّ للحصول على توجيهات شخصيّة تناسب حالتك.
أمّا أهمّ العوامل المؤثّرة على الحمل التالي فهي:
- إعطاء الجسم الوقت الكافي للتعافي: يُنصح عادةً بالانتظار بضعة أشهر بعد الإجهاض قبل محاولة الحمل مرّة أخرى. ما يعطي الجسم وقته للتعافي ويزيد من فرص نجاح الحمل في المرّة التالية. فمن المهمّ أن يتعافى الجسم بشكل كامل بعد الإجهاض. إذا كنت قد مررت بإجهاض، فمن الجيد استشارة الطبيب لمعرفة ما إذا كنت مستعدة للحمل مرة أخرى.
- عمر الأمّ: يؤثّر سنّ المرأة عند الحمل على فرص نجاح الحمل بعض الإجهاض. فالنساء الأصغر سنًا عادة ما تكون لديهنّ فرص أفضل للحمل بشكل أسرع.
- صحّة الأمّ بشكل عام: قد تؤثّر الحالات الصحيّة المزمنة أو المشاكل الصحيّة التي عانت منها الأمّ على نسبة نجاح الحمل.
- عدد مرات الإجهاض السابقة: قد تحتاج المرأة التي عانت من حالات إجهاض عدّة لمزيد من الوقت لتحمل. وتتطلّب المتابعة والرعاية الاضافيّة.
متى يبان الحمل بعد الإجهاض مباشرة
كما ذكرنا أعلاه، ليس من المستبعد حدوث حمل سريعًا بعد الإجهاض المبكر، وأحيانًا حتّى قبل نزول الحيض. فإذا حدث حمل جديد لديك، قد يستغرق الأمر بعض الوقت ليظهر في اختبار الحمل المنزلي. لذلك يُفضل الانتظار لمدة أسبوع أو أكثر بعد موعد الدورة الشهريّة المتوقع للحصول على نتيجة دقيقة.
برأيي الشخصي كمحرّرة، رغم أنّ الحمل ممكن في بعض الحالات بعد الإجهاض، الّا أنّ بعض الأطبّاء قد ينصحون بالانتظار لفترة معيّنة قبل محاولة الحمل مرّة أخرى. من جهةٍ أخرى، تشير الدراسات إلى أن نسبة نجاح الحمل بعد الإجهاض المبكر تكون مشابهة لنسب الحمل الناجح في الحمل الأول. ولكن من المهم متابعة الحالة مع الطبيب للحصول على نصائح شخصيّة لكيفيّة تعزيز فرصك الحمل بعد الإجهاض.