منذ الأيام الأولى في حياة رضيعكِ وأنتِ تسمعين هذه النصيحة من أقاربكِ ومحيطكِ: "لا تحملي طفلكِ كثيراً، فهو سيعتاد على الأمر، ويصبح مدللاً!". وهنا، قد تجدين نفسكِ في صراع داخلي؛ هل تتركين صغيركِ يبكي ويهدئ نفسه؟ أم تسرعين لتهدئته وحمله؟ الإجابة ليست كما تتوقعينها!ذ
تداعيات على المدى البعيد
هذا ما أرادت دراسة حديثة توضيحه، إذ تبين أن ترك الطفل ليبكي في الأشهر الأولى دون حمله وتهدئته قد يسبب أضراراً دائمة على الجهاز العصبي لدى الطفل، ويزيد من عصبيته وإنفعاليته لاحقاً.
فالبكاء المستمر والذي لا تتدخل الأم لتخفيفه من خلال لمس الطفل وحمله يزيد من إفراز هرمون الكورتيزون ويؤثر على هرمونات النمو لديه على السواء.
الدراسة تم إجراؤها في جامعتي Yale وHarvard، لتؤكد ضرورة إصغاء الأم لغريزتها وحدسها فيما يتعلق بتلبية بكاء طفلها وعدم الإكتراث لآراء وإنتقادات المجتمع من حولها في هذا الخصوص.
فالطفل الرضيع لا يعرف بعد "حيلة" البكاء دون سبب، وبالتالي فهو يعبر عن حاجة أو إنزعاج ما، ويستخدم بكاءه للتواصل مع والدته.
والمؤثر في هذه نتائج الدراسة هو أنّ ترك الطفل يبكي يزيد من مستويات التوتر والقلق لديه بشكل عالي، ليشعر بعوارض الإكتئاب نفسها كالكبار. هذا وأن هذا التأثر السلبي على جهازه العصبي في الأشهر الأولى هو من بين المسببات الشائعة لتصرفاته العدوانية والمتهورة لاحقاً.
لا تتجاهلي صغيركِ!
لذلك، ونظراً للمعطيات التي قدمّتها هذه الدراسة، إلى جانب نصائح خبراء النفس في هذا الخصوص، من المهم جداً أن نتوقف عن تجاهل بكاء صغارنا خوفاً من أنّهم سيعتادون على الحمل.
آخر ما تريدينه هو تعريض صغيركِ لكمية الإجهاد والتوتر هذه في شهوره الأولى، فهو يحتاج إليكِ ويعبر عن ذلك ببكائه؛ لذلك، أسرعي إلى طمأنته وإحتضانه دون تردد!
ما الذي تنتظرينه؟ شاركي هذا المقال مع صديقاتكِ لتصل الرسالة إلى كلّ أم!
إقرئي المزيد: رسالة على كل أم معرفتها تقف وراء هذه الصورة التي إكتسحت مواقع التواصل الإجتماعي!