يوجد الإبداع داخل كل إنسان ولكن بطرق مختلفة. الإبداع ليس عبارة عن فن ورسومات ولوحات بل تتعدّى صوره وتتشكّل في مهارات مختلفة نابعة من طريقة تفكير الإنسان ونوعية ذكائه. كتب العالم هوارد غاردنر عن نظرية الذكاءات المتعدّدة وحدّد تسعة أنواع تتمحور في قدرات مختلفة، فكل شخص لديه قدرات تميّزه عن الآخر وهذا التنوع يخلق بيئة اجتماعية قادرة على التطور والنمو. هذه النظرية تحفّزنا على اكتشاف نوعية ذكائنا من خلال النشاطات التي نستمتع بها وتطوير الذكاء إلى فكرة إبداعية. حصر الأفكار الإبداعية وتنفيذها يتحقّق بخمسة عوامل رئيسية:
- اختيار فكرة نابعة عن حب. الخطأ الذي يقع فيه البعض هو التركيز على أفكار لأرباح مالية فقط من دون اعتبار مدى استمتاعهم بالفكرة. بداية المشروع متعبة جداً ولكن إذا كانت نابعة عن حب واستمتاع للفكرة فستستمر لمدة أطول.
- كتابة الفكرة. فمجرد التفكير غير مجدي لكن تدوين الفكرة وكتابة خطة واقعية تحتوي على أهداف قصيرة وطويلة المدى يُسهّل عملية تحقيق الفكرة. كتابة خطة العمل تتحقّق من خلال كتابة ماهية الفكرة وأهميتها لصاحب الفكرة والمجتمع وطرق مقترحه لتنفيذها.
- مشاركة الفكرة – تهدف الأفكار الإبداعية إلى مشاريع أو منتجات، فنشر أمثلة من المنتجات على مواقع التواصل الإجتماعي ومشاركة الفكرة مع الآخرين قد يجلب التشجيع، فالمشاركة الإيجابية تجلب الإستجابة الإيجابية وأحياناً قد يتطور التفاعل على هذه المواقع ويتحول إلى إستجابة ربحية. هناك العديد من الفتيات الخليجيات اللواتي بدأن أعمالهن بمجرد عرض أفكارهن على مواقع التواصل بالذات الفيس بوك والإنستغرام.
- إيجاد دعم معنوي للفكرة في الواقع وعلى الإنترنت. تأتي الأفكار بالعادة من مجالات معينة ، فإذا كانت فكرة فنية فإيجاد مجموعة فنانين قد تكون محفّزة وقد تحسّن الفكرة وطريقة تقديمها.
- البحث عن دعم مادي إذا كانت الفكرة بحاجة إلى ذلك. وقد يكون من خلال الدخول في المسابقات الإبداعية أو من خلال بيع المنتجات في المعارض والأسواق أو على الانترنت وفي الآونة الأخيرة بدأت دول الخليج والشركات العاملة في المنطقة بتشجيع المبدعين في مجالات الفن والعلوم بطريقة ملحوظة.
ومن ضمن هذه المشاريع التشجيعية مشروع علامة فيلادلفيا التي أطلقت حملتها السابعة "ابدعي فكرتك تصنع الفرق" في شهر مارس لتشجّع النساء في الخليج لتقديم أفكارهن الإبداعية لمشاريع تخدم المجتمع. في السنة السابقة السيدة الفائزة بالجائزة قدّمت فكرة مبدعة وهي إعادة تأهيل النساء الأرامل من خلال ورش عمل حرفية ليتمكنّ من دعم أنفسهنّ مالياً. حملة فيلادلفيا تقدّم الدعم المادي والمعنوي للفائزة لتحقيق فكرتها فشاركي فيها.
بقلم إسراء الهمل