مع تخطّي الطفل الرضيع عمر الشهرين أو الـ3 أشهر، وحتى أحياناً الـ6 أسابيع، تلجأ بعض الأمهات إلى طرق التدريب على النوم Sleep Training، والتي تهدف إلى جعل الرضيع ينام الليل بطوله، ولا يحتاج إلى الإستيقاظ للرضاعة طوال هذه الفترة.
وعلى رغم أنّ هذا الأسلوب معتمد بكثرة لدى الأمهات، بسبب إرهاقهنّ الناجم عن الحرمان من النوم، إلاّ أنّ بعض الدراسات الحديثة جاءت لتحذّر في شكل كبير من إحدى تقنياته الأكثر شعبية، والمعروفة بإسم Cry It Out Method.
هذه الطريقة بإيجاز تقضي بترك الطفل يبكي في الليالي الأولى وعدم التدخل بأي شكل من الأشكال لإسكاته، ليعتاد على الموضوع في نهاية المطاف، وينام الليل من دون يستيقظ ليطلب الرضاعة، أو حتى اللعب.
والسبب؟ يشدّد مؤيدو هذه الطريقة على ضرورة أن يعتاد الطفل على تهدئة نفسه بنفسه كي يستطيع أن يخلد إلى النوم من تلقاء نفسه من دون البكاء وإيقاظ الوالدين.
ولكن، هل تعلمين أنّ طريقة كتلك أخطر ممّا تتصورين؟ إذ تبيّن أن عدم تلبية الأم لشعور طفلها بالإحباط والذي يعبّر عنه بالبكاء، وعدم تطمينه وتهدئته من خلال تأمين الحاجة التي يطلبها، يخلق نوعاً من الإستقلالية والإنفصال العاطفي لدى الطفل عن أمه خصوصاً، ووالديه عموماً.
هذا الشرخ العاطفي سينعكس سلباً ليس فقط خلال الأشهر والأعوام الأولى من حياة الطفل، بل قد تظهر تداعياته أيضاً في سنين المراهقة والرشد لاحقاً، وتهدّد سلامة العلاقة ما بينه وبين والديه، بالطبع إذا إستمرّا بالتعامل معه بالأسلوب نفسه لاحقاً.
كذلك، أثبتت بعض الفحوصات بأنّ الطفل عند "تهدئته لنفسه بنفسه" وتوقفه عن البكاء قد يظهر مرتاحاً من الخارج، إلاّ أنّ هرمونات التوتر لديه، والتي ترتفع عند بكائه، لا تزال مرتفعة وعلى حالها، ما يعني أنّ الرضيع يتعرّض لمستوى من التوتر والإجهاد قد ينعكس في شكل سلبي عليه، بالأخصّ بسبب صغر سنّه.
لذلك، من الضروري إستشارة أخصائيين في هذا المجال قبل البدء بتدريب الطفل على النوم خلال الليل، لإختيار الأساليب المناسبة… فما النفع إن تنعّمت الأم بالراحة والهدوء خلال الليل، في حين كان طفلها متوتّراً ومجهداً؟
إقرئي المزيد: نصائح مذهلة لتنظيم نوم الرضيع!