منذ صغرنا وعند إكتشاف قدرتنا على إصدار هذا النوع من الأصوات من أصابعنا، ونحن نسمع التحذيرات من أهلنا بأنّ عادة الطقطقة هذه قد تسبّب التهاباً في المفاصل… فإلى أي مدى تعدّ هذه المعلومة صحيحة؟ وما الذي يسبّب صوت الفرقعة هذا؟
ففي حين أنّ البعض يتردّد بالقيام بهذه الخصلة خوفاً من تأثيراتها المحتملة، تجد شريحة أخرى في المقابل نوعاً من الإرتياح الذي لا بدّ منه من خلال طقطقة الأصابع وأحياناً الرقبة والظهر أيضاً! وللإجابة المباشرة؛ إن كان الأمر يؤلم خلال القيام به، فيجب التوقف عنه حالاً، ولكن في الحالات الإعتياديّة، ليس هناك من أي مانع فعلي!
وبالتفاصيل، فإن صوت الطقطقة هذا، والذي إجمالاً ما يكون سبب إزعاج للآخرين، هو ناجم فعلياً عن نوع من السوائل الزليليّة التي تقلّل من الاحتكاك بين المفاصل عند تحريكها. هذا السائل المسمّى بـ synovial fluid يعمل مثل زيوت التشحيم ويحتوي على بعض الغازات مثل الأوكسجين، النيتروجين، وثاني أكسيد الكربون.
وعندما تطقطقين مفاصلكِ، تتوسّع هذه المسافة بين العظام، ليُخلق نوعٌ من الضغط السلبي الذي يمتص السائل الزليلي في المساحة الممدودة على غرار المكنسة الكهربائيّة. هذا الضغط يتسبّب بتشكّل نوع من الفقاعات، ومن ثمّ انهيارها، وهذا هو الصوت الذي تسمعينه!
ولعلّ هذا التفسير يبرّر عدم قدرتكِ على طقطقة الأصابع أكثر من مرّة كلّ 20 دقيقة، وذلك لأنّ الغازات تتطلّب هذا الوقت تقريباً لتعود إلى السائل الزليلي. ولكن هل يمكن أن يؤثّر هذا الضغط السلبي على صحّة المفاصل ويتسبّب بالإلتهابات؟ الإجابة العلميّة بعد عدّة أبحاث تنفي أي علاقة بين هذه العادة ومرض الـarthritis بأي شكل!