تراقبين طفلكِ وهو يأكل، لكن عينيه تبقيان معلّقتين بالشاشة. قد تظنين أن الجوال وسيلة تساعده على إنهاء وجبته من دون مقاومة، لكن الحقيقة مختلفة. تخلق هذه العادة البسيطة آثارًا عميقة على سلوك طفلكِ ونموه الصحي والنفسي وقدراته العقليّة. في هذا المقال، نكشف لكِ أبرز هذه الأضرار لتتخذي القرار الصحيح.
١- تتراجع مهارات الطفل الاجتماعية
يفقد الطفل قدرته على التفاعل مع من حوله عندما تسيطر الشاشة على انتباهه أثناء الوجبة. يفوّت اللحظات العائلية التي تعزّز الحوار والتواصل البصري. لا يتعلّم آداب المائدة، ولا يدرك أهمية الحديث مع الأسرة أثناء الطعام. تضعف ثقته بنفسه اجتماعيًا، ويجد صعوبة لاحقًا في الانخراط ضمن مجموعات أو تكوين صداقات حقيقية.

٢- تتأثر علاقة الطفل بالطعام
يرتبط الطعام عند الطفل بالترفيه، وليس بالحاجة الفعلية للجوع. يأكل من دون تركيز، ولا ينتبه إلى كميات الطعام التي يستهلكها. لا يطوّر إحساسه بالشبع، مما يزيد من خطر الإفراط في الأكل أو العزوف عنه. تزداد احتمالية الإصابة بالسمنة أو اضطرابات الشهية، لأن الطفل لا يكوّن علاقة واعية وصحية مع الطعام.
٣- تنخفض قدرة الطفل على التركيز
تُضعف الشاشات الانتباه بشكل عام، خصوصًا أثناء الأكل. عندما يشاهد الطفل الجوال، لا يركّز على المضغ أو تذوّق النكهات. يُسرِع في تناول الطعام أو يُهمِل مضغه، ما يؤثّر على الهضم. يعتاد عقله على التشتّت، ويصبح أقل قدرة على التركيز في المهام اليومية أو الدراسة لاحقًا.
٤- تزداد احتمالية المشاكل السلوكية
تسبّب مشاهدة الجوال توترًا داخليًا لدى الطفل. قد يُظهر سلوكًا عدائيًا إذا مُنع من المشاهدة، أو يصبح سريع الغضب. تتكوّن لديه عادات سيئة مرتبطة بالطعام مثل الاعتماد على الشاشة كشرط للأكل. هذا النمط يُضعف انضباطه الذاتي، ويؤثّر على نموه السلوكي السليم.
٥- تتأخر اللغة والتفكير
يفوّت الطفل فرصة الاستماع للكلام العائلي والتفاعل معه. لا يطوّر مفرداته اللغوية، ولا يتعلّم التعبير عن أفكاره. ينشغل بمحتوى سريع ومشوّش، ما يؤثر على تفكيره المنطقي. مع الوقت، يتراجع تطوّره المعرفي مقارنة بأقرانه الذين يشاركون وجبات عائلية دون شاشات.
لا يُعدّ الجوال أداة مساعدة أثناء الطعام، بل خطرًا صامتًا على طفلكِ. ابتعدي عن هذا النمط، وابدئي بجلسات طعام بلا شاشات، مليئة بالحوار والابتسامات. خصّصي وقتًا للتواصل الحقيقي، وساعدي طفلكِ على تكوين علاقة صحية مع الطعام والعائلة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن حقائق غريبة عن تغذية طفلك.