“طفلي يغمض عيونه بقوه”، هذا ما قالته صديقتي، الأمّ للمرّة الأولى. إذ أصابها القلق خوفًا من أن يكون الموضوع غير طبيعيّ!
تتعدّد الأسباب التي قد تدفع الطفل ليغمض عينيه بقوّة في ظروفٍ معيّنة. كما تختلف هذه الأسباب باختلاف أيضًا باختلاف المرحلة العمريّة لطفلك! فالأسباب التي كانت تجعل طفلي يغمض عيونه بقوه عندما كان رضيعًا مختلفة عن التي تسبّب هذا الأمر لطفل أكبر سنًّا. سنحاول فيما يلي اختصار أبرز أسباب تغميض العين اللا-إرادي لدى الأطفال، وأسباب تغميض عيون الطفل بقوّة. بالإضافة الى العوامل المسبّبة له لدى الرضّع. كما سنذكر الحالات التي تستدعي استشارة طبيّة فوريّة.
“طفلي يغمض عيونه بقوه”: اليك الأسباب!
يمكن أن يكون تغميض العين الـ”لا إرادي” عند الأطفال ناتج عن عدّة عوامل وأسباب. ومن أبرز الأمور التي قد تسبّب تغميض العينين هذا لدى الأطفال، نذكر:
- جفاف العين بسبب عوامل خارجيّة كالهواء الجاف وغيره.
- الإصابة بعدوى أو التهاب كالتهاب الملتحمة المعروف بالعين الوردية، والذي قد يسبّب شعور لدى طفلك بالحاجة الى تغميض عينيه أو/وفركهما.
- الحساسيّة أو/وتهيج العين بسبب دخول أجسام غريبة اليها كالغبار، الدخان، أو مواد الكيميائيّة. بالإضافة الى أكل بعض الأطعمة التي تسبب لطفلك حساسيّة.
- إجهاد العينين الناتج عن الاستخدام المفرط لشاشات الأجهزة الإلكترونية، وبالتالي حدوث تغميض لا إرادي.
- معاناة الطفل من مشاكل في النظر كقصر النظر أو الـ”استجماتيزم”، الذي يدفعهم لتغميض أعينهم بشكل متكرّر لتخفيف الضبابيّة داخل العين وتحسين الرؤية.
- تشنجات عضليّة لا إرادية في عضلات العين: تحدث عادةً بسبب التعب، التوتّر والقلق أو حتى بعض الحالات العصبيّة. وخاصّةً في حال كان طفلك في بيئة تعتبر مرهقة أو إذا كان يمرّ بتجربة غير مريحة. وتُعرف علميًّا بـ”الوميض التشنجي”.
- وجود عادة لدى الطفل بإغماض عينيه، قد تبدأ بتقليده لأحد يقوم بهذه الحركة، ويتطوّر لديه من دون سبب واضح. إذ من الممكن أن يغمض طفلك عينيه بقوّة خلال تفاعله مع الأشخاص المحيطين به، خاصة إذا كان يحاول تقليد أفعالهم.
سبب تغميضُ العين بقوّة عند الأطفال الرضّع تحديدًا
نلاحظ جميعنا أنّ الأطفال الرضّع يميلون الى تغميض أعينهم، وهذا الأمر يعتبر عادةً طريقة للتعبير ووسيلة للتكيف مع بعض المواقف. وهي من أبرز أنواع حركة عيون الاطفال حديثي الولادة. ولكنّه قد يكون أحيانًا ناتج عن حالة صحيّة معيّنة. اليك في ما يلي بعض الأسباب المحتملة التي تؤدّي الى هذه الحركة:
أمور طبيعيّة تدخل ضمن تطوّر طفلك الطبيعي:
- نمو عضلات العين: فرضيعك يطوّر خلال أشهره الأولى قدرته على التحكّم في عضلات عيونه. فيغمضهما كجزء من هذه العمليّة الطبيعيّة.
- طريقة ليدلّك طفلك على أنّه يحتاج للراحة والنوم. إذ يغلق عينيه كجزء من استجابته للاسترخاء أو النوم عندما يشعر بالإرهاق. وهذا أمر طبيعي لا يدعو للقلق.
- تركيز طفلك على الرضاعة فيغمض عينيه بشكل عفوي، خلال الرضاعة أو بعدها عند شعوره بالراحة.
- حساسيّة الرضيع للضوء القوي أو المفاجئ. خاصّةً وأنّ عيون الطفل في أشهره الأولى تحتاج الى الوقت لتتكيّف جيّدًا. وهذا أيضًا أمر طبيعي.
مشاكل صحيّة تظهر من خلال اغماض رضيعك لعينيه:
- معاناته من الحساسيّة أو تهيّج العينين نتيجة أشياء أو مهيّجات كالغبار، الأتربة، حبوب اللقاح أو المواد الكيميائية كالعطور والمنظفات.
- إصابة العين بالتهاب أو عدوى كالتهاب الملتحمة، التي تؤدّي الى إفرازات من العين أو ازدياد حساسيّة طفلك للضوء.
- معاناة طفلك من انسداد القناة الدمعيّة لديه، وتعتبر هذه المشكلة شائعة في الأشهر الأولى من عمر طفلك. فتتجمّع الدموع وتهيّج العين، ما يدفع الطفل الى تكرار اغماض عينيه.
- شعوره بعدم الراحة في فمه عندما يبدأ بمرحلة التسنين، ما قد يؤدّي إلى تغميض عينيه بقوة كطريقة للتكيف مع هذا الشعور ومع آلام اللّثة التي يسبّبها له التسنين.
متى يستدعي الأمر استشارة طبيّة؟
على الرغم من أنّ معظم حالات تغميض عيون الرُضَّع والأطفال مؤقّتة وغير مقلقة، إلّا أنّه يُفضّل استشارة الطبيب أحيانًا. وبهذا تحصلين على تقييم دقيق، وتتأكّدي من عدم وجود أي من الأسباب السابقة التي تستدعي القلق. فأنا مثلًا لن أتردّد أبدًا باستشارة أخصّائي في طبّ العيون إذا لاحظت أنّ طفلي يغمض عيونه بقوه. وأنصحك بذلك بالأخصّ إذا كان الأمر مصحوبًا بأي من الأعراض التالية:
- صعوبة في الرؤية، أو التركيز.
- صعوبة في فتح العينين أو تحريكهما.
- إفرازات غير طبيعية أو احمرار في العينين.
- معاناة طفلك من حساسيّة واضحة على الضوء.
- تأثير المشكلة سلبًا على أنشطة طفلك اليوميّة وأقلقته.
- استمرار التغميض أو الرمش لفترة طويلة أو ازايده بشكل غير طبيعي.
- وجود ألم، تورم أو احمرار في عين طفلك، أو أي علامات قد تدلّ على وجود عدوى في العين.
- تغيّر في سلوك طفلك أو تطور غير طبيعي في حركة العين، أو ظهور أي أعراض غير طبيعيّة أخرى.
برأيي الشخصي كمحرّرة، عندما كان طفلي يغمض عيونه بقوه، كان الأمر ردّ فعل طبيعي واستجابة لمؤثّرات خارجيّة، فلا يدعو للقلق. ولكن نظرًا لأنّه قد يكون بسبب عوامل أخرى تدلّ على وجود مشكلة صحيّة كامنة، ننصحك باستشارة طبيب الأطفال أو العيون. بالأخصّ في حال استمر هذا السلوك لفترة طويلة أو كان مصحوبًا بأعراض أخرى، للحصول على التقييم والعلاج المناسب.
اكتشفي أيضًا العوامل التي تؤثر في تغير لون عيون الطفل خلال السنوات الأولى.