ضعف العلاقة الزوجية مشكلة يواجهها عدد غير قليل من الأزواج، خاصّة في فترات الضغط والمسؤوليّات المتزايدة في الحياة اليوميّة.
غالبًا ما يكون ضعف العلاقة الزوجيّة نتيجة لتراكم مشاكل عدّة ولأسباب وعوامل مختلفة، يمرّ بها الرجل، المرأة، أو الاثنين معًا. كما يمكن أن يظهر هذا الضعف بعدّة بطرق، ويؤثّر بطبيعة الحال سلبًا ليس فقط على علاقة الزوجين في الفراش بل على العلاقة الزوجيّة ككلّ! سنعدّد في ما يلي العوامل المؤدّية لهذا الضعف عامّةً، بالإضافة الى الأسباب التي تضعف الرغبة لدى كلّ من الزوج والزوجة.
العوامل المؤدّية الى ضعف العلاقة الزوجية عامّةً
كما ذكرنا أعلاه، هناك عوامل وأسباب عدّة قد تؤدّي الى ضعف العلاقة بين الزوجين، وأبرزها:
- الانفصال العاطفي بين الزوجين الناتج عن تغيّرات في الاهتمامات والأهداف الشخصيّة.
- نقص التواصل الواضح بين الزوجين وعدم التعبير عن المشاعر والرغبات.
- التوتر الناتج عن ضغوطات الحياة اليوميّة، العمل والعائلة.
- الروتين اليومي وعدم التجديد في العلاقة.
- الخيانة أو غيرها من الأسباب المؤدّية لعدم الثقة.
- المشاكل الماليّة.
- مشاكل في الأداء الجنسي أو ضعف الرغبة لدى أحد الزوجين، التي سنتوسّع بها لاحقًا.
أسباب عدم الرغبة بالجنس عند الرجل
تنتج عدم الرغبة بالجنس لدى الزوج عن عوامل عدّة، منها نفسيّة وعاطفيّة وأخرى صحيّة. نعدّد منها:
نفسيًّا وعاطفيًّا
- التوتر والاكتئاب أو المعاناة من القلق.
- وجود مشاكل في العلاقة، أو نقص في التواصل مع الزوجة.
جسديًّا وصحيًّا
- قلة النشاط البدني، سوء التغذية، أو التدخين، وغيرها من الأمور التي تُختصر بأسلوب حياة غير صحّي.
- المعاناة من بعض الأمراض المزمنة التي قد تؤثّر على القدرة الجنسيّة للرجل كالسكري، ارتفاع ضغط الدم، أو مشاكل الغدد الصماء.
- الآثار الجانبيّة لأدويّة معيّنة يتناولها الرجل، كأدوية ضغط الدم ومضادات الاكتئاب.
- تغيّرات في الهرمونات كانخفاض مستوى الهرمون الذكري، المعروف بـ”التستوستيرون”.
- تعرّفي في هذا السياق على العلامات التي تكشف رغبة الزوج في الطلاق.
أسباب عدم الرغبة بالجنس عند النساء
أمّا بالنسبة للمرأة، تنتج قلّة الرغبة لديها عن عدّة عوامل، شبيهة الى حدّ كبير، بالتي تؤثّر على الرجل، وأهمّها:
نفسيًّا وعاطفيًّا:
- إنّ العوامل النفسيّة كالتوتر والقلق أو الاكتئاب… قد تؤثّر سلبًا على الرغبة.
- العلاقة غير الجيّدة مع الزوج أو قلّة التواصل معه.
جسديًّا وصحيًّا:
- معاناة المرأة من التعب والاجهاد.
- قلّة النشاط البدني.
- سوء التغذية.
- المعاناة من حالات طبيّة معيّنة كاضطرابات الغدة الدرقية، أو مشاكل صحيّة مزمنة كالسكري.
- التهاب الحوض.
- التقلّبات الهرمونات التي تمرّ بها، بشكل خاصّ في فترة الدورة الشهرية أو خلال الحمل، أو عند انقطاع الطمث.
- تناول أنواع معيّنة من الأدوية.
علامات الضعف الجنسي عند المرأة المتزوجة
نظرًا لأنّ علامات الضعف الجنسي لدى الرجل تكون واضحة إجمالًا، سنعدّد عوارضها لدى المرأة. فبالإضافة الى الأعراض الجسديّة المتمثّلة بجفاف المهبل مثلًا وعدم الراحة خلال العلاقة، نذكر:
- خلافات ونزاعات مستمرّة مع الزوج.
- الشعور بعدم الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمة مع الزوج.
- صعوبة أو عدم الشعور بالإثارة خلال العلاقة الجنسيّة. وبالتّالي عدم الشعور بالرضا وعدم الوصول إلى النشوة.
- المعاناة من القلق الدائم والتوتّر والاكتئاب.
علاج ضعف العلاقة الزوجية لكلا الزوجين
لعلاج قلّة الرغبة بالعلاقة الجنسيّة أو انعدامها بين الزوجين، وبالتالي ضعف العلاقة الزوجيّة يجب دائمًا السؤال عن السبب الأساسي الكامن وراءها. لذلك ننصح دائمًا باستشارة متخصّصين في هذا المجال اذا استمرّت المشكلة أو لم يتوصّل الزوجين الى حلّها.
- في حال كانت المشكلة جسديّة: يجب على الشخص الذي يعاني من المشكلة، إن كان أنت أو زوجك أو كلاكما، زيارة طبيب مختصّ لتحديد السبب الدقيق. سيقوم عندها الطبيب بإجراء الفحوصات اللازمة، ويوصي بالعلاج وفقًا للنتائج التي توصّل اليها. كإعطاء أدوية تعالج المشاكل الهرمونيّة، أو تغيير الأدوية التي من الممكن أن تسبّب عدم الرغبة.
- وفي حال كانت المشكلة نفسيّة وعاطفيّة: يُنصح باللجوء الى استشارة أخصّائيين أو معالجين نفسيّين لمعالجة المشاكل النفسيّة أو/والعاطفيّة الكامنة.
- العلاج عبر اتّباع نمط حياة صحّي: ممارسة النشاط البدني، اتّباع تقنيّات تخفيف التوتّر كالتأمّل واليوغا مثلًا، وتناول غذاء صحّي… فهي لن تساعد فقط على تحسين الصحّة الجسديّة والنفسيّة للفرد، بل أيضًا ستعمل على زيادة الرغبة الجنسيّة عند الزوجين.
نصائح لتعزيز العلاقة الزوجيّة ككلّ
تبدأ الأمور عادةً من نوعيّة العلاقة التي تجمع الزوجين. ونظرًا لأنّ أغلب المشاكل في العلاقة الزوجيّة من الممكن تجنّبها، سنقدّم لك بعض النصائح لتحسين علاقتك بزوجك:
- خصّصي الوقت للتحدث بصدق حول مشاعرك واحتياجاتك، وشجّعي زوجك على القيام بالمثل. فهذا الأمر سيساعد على تعزيز التواصل بينكما، والفهم المتبادل لحاجات الآخر.
- أظهري تقديرك لزوجك لكلّ ما يقوم به لأجلك ولأجل أسرتكما.
- قومي بتنظيم أنشطة جديدة وممتعة لتقوما بها معًا، فهي ستساعد في تجديد حماس البدايات بينكما.
- حاولا بناء وتقوية الثقة بينكما.
- استشيرا مستشار زواج أو معالج نفسي للمساعدة في تجاوز الصعوبات، في حال لم تكن متعلّقة بالصحة الجسديّة
- الجئي لطبيب متخصّص في حال كانت أسباب المشاكل جسديّة، للبحث عن المشكلة واعطاء العلاج المناسب.
برأيي الشخصي كمحرّرة، في بعض الأحيان يكون ضعف العلاقة وليدة أمور خارجيّة أو مؤقّتة، ويتحسّن بنفسه مع الوقت. أمّا في حال كان مستمرًّا ويؤثر على الحياة اليوميّة، ننصحك باستشارة متخصص. لتتمكّني أنت وزوجك من الحصول على الدعم المناسب نفسيًّا وجسديًّا ووضع خطّة علاج مناسبة إذا لزم الأمر، لتحقيق السعادة الزوجيّة.
