تُعتبَر حكة الحلمتين في الحمل من أكثر التغيّرات الجسديّة شيوعًا التي تواجهها النساء أثناء فترة الحمل، وتحدث نتيجة التغيرات الهرمونيّة والفسيولوجيّة التي تحدث في الجسم. تُعَدّ الحكة في الثديين عمومًا، وبالأخصّ الحلمتين، إحدى العوارض الطبيعيّة التي تعاني منها الكثير من الحوامل. خاصّةً في الفترات الأولى من الحمل. ورغم أنّ هذه المشكلة مزعجة، إلا أنّها عادة لا تكون مقلقة إلا في حالّاتٍ نادرة.
في هذا المقال، سنوضح بالتفصيل أسباب حكّة الحلمتين في الحمل، بالإضافة إلى مناقشة الافتراضات حول علاقتها بنوع الجنين. وأخيرًا سنقدم نصائح علميّة للتعامل مع الحكّة بفعالية وتخفيف العوارض المزعجة التي ترافقها. سنستخدم في هذا المقال معلومات مستندة إلى مصادر علميّة موثوقة وحديثة.
ما سبب حكة الحلمتين في الحمل
ما هو سبب حكة الحلمتين في الحمل ؟ تحدث حكة الحلمتين في الحمل نتيجةً للتغيّرات الهرمونيّة التي تحدث في الجسم. تحديدًا، يؤدّي هرمون الإستروجين دورًا رئيسيًا في تعزيز نموّ الثديين وزيادة تدفّق الدم إليهما. ممّا يؤدّي إلى تمدّد الجلد وجفافه، وهذا بدوره يسبّب الحكة. بالإضافة إلى ذلك، يُسبّب التوسّع المستمرّ في الأنسجة وتمدّد الجلد المحيط بالحلمتين زيادة في حساسية المنطقة. ما يُساهم في الشعور بالحكة Healthline.
كما أن نقص الترطيب يُعَدّ من أبرز الأسباب التي تؤدّي إلى جفاف الثديين، وبالتالي إلى ظهور الحكة. يترافق ذلك مع زيادة نشاط الغدد الدهنيّة المحيطة بالحلمتين، ممّا يُحدث حساسية في الجلد. لذلك، يُنصَح بترطيب الثديين بانتظام باستخدام مرطّبات طبيعيّة وآمنة على البشرة Mayo Clinic.
من الأسباب الأخرى التي تؤدّي إلى حكة الحلمتين في الحمل هو التغيرات في حجم الثديين، حيث يزداد حجم الثدي تدريجيًا استعدادًا للرضاعة. ممّا يؤدّي إلى شدّ الجلد وحدوث الحكّة. يُعتبَر هذا التمدّد الطبيعي جزءًا من التغيّرات الجسديّة الطبيعيّة التي ترافق الحمل WebMD.
حكة الثدي للحامل ونوع الجنين
هل يوجد علاقة بين حكة الحلمتين في الحمل ونوع الجنين أو المولود المنتظَر؟ للإجابة عن هذا السؤال، لا بدّ من الاستناد إلى بعض المعلومات العلميّة الدقيقة المتعلقّة بهذا الموضوع.
رغم انتشار بعض الاعتقادات الشعبية التي تربط بين حكة الثدي ومعرفة نوع الجنين، إلّا أنه لا توجد أدلّة علميّة تُثبت صحّة هذه الافتراضات. يُعتقَد أنّ حكّة الحلمتين قد تُشير إلى أنّ الجنين ذكر، بينما يُفسّر غيابها بأنّ الجنين أنثى. ومع ذلك، يُجمع الأطباء والعلماء على أنّ الحكة في الثدي خلال الحمل ترتبط فقط بالتغيرات الفسيولوجية والهرمونية، ولا يمكن الاعتماد عليها كإشارة لمعرفة جنس الجنين Cleveland Clinic.
الأهمّ هو أن تبقى الحامل مُدركةً أنّ الحكّة هي جزءًا طبيعيًا من التغيّرات التي تحدث في جسمها نتيجة الحمل. لذا، يُفضَّل على المرأة الحامل أن تتعامل مع الحكّة من خلال العناية بالثديين باستخدام المرطبات المناسبة، بدلًا من التركيز على ربطها بجنس الجنين.
كيف أتخلص من الحكة في الثدي؟
كيف يمكن التخلّص من حكة الحلمتين في الحمل ؟ يُمكنكِ اتّباع خطوات عملية لتخفيف حكة الحلمتين في الحمل، مع الحرص على أن تكون هذه الخطوات آمنة وفعالة. أوّلًا، احرصي على ارتداء ملابس قطنيّة وفضفاضة، إذ يُساعد القطن في تقليل الاحتكاك مع الجلد. ممّا يساهم في تهدئة الحكّة American Pregnancy Association.
ثانيًا، استخدمي مرطّبات طبيعيّة مثل زيت جوز الهند أو زيت الزيتون أو كريمات مرطّبة تحتوي مكوّناتٍ طبيعيّة. تُساعد هذه المرطبات في تحسين مرونة الجلد وزيادة مستوى الترطيب، ممّا يُقلّل من الشعور بالحكة. تجنّبي وضع المرطبات التي تحتوي العطور أو المواد الكيميائيّة، لأنّها قد تزيد من حساسية البشرة وتفاقم الحكّة Mayo Clinic.
بالإضافة إلى ذلك، يمكنكِ استخدام كمّادات باردة على الثديين لتخفيف الحكّة وتهدئة الحساسية. ضعي الكمادات لمدّة 10-15 دقيقة يوميًا أو عند الحاجة، وابتعدي عن استخدام الماء الساخن أثناء الاستحمام. لأنّ الحرارة تزيد من جفاف البشرة وتفاقم الحكّة WebMD.
كما يجب تجنّب الصابون القوي والمنتجات التي تحتوي مواد كيميائيّة قاسية، لأنّها قد تزيد من جفاف الجلد وتسبّب حساسية إضافية. بدلًا من ذلك، استخدمي منتجات تنظيف خفيفة وآمنة على البشرة الحسّاسة لتجنّب زيادة الحكّة.
في النهاية، تُعَد حكّة الحلمتين في الحمل من العوارض الطبيعيّة التي تمرّ بها معظم النساء الحوامل. تحدث هذه الحكة نتيجة التغيرات الهرمونيّة والفسيولوجيّة التي تحدث في الجسم. وهي جزء من التكيّف الطبيعي للجسم مع الحمل. على الرغم من أنّ الحكّة قد تكون مزعجة، إلّا أنّها ليست مقلقة إلا إذا كانت مصحوبة بعلامات أخرى غير طبيعية، مثل ظهور طفح جلدي شديد أو التهاب. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على أسباب الام الكبد اثناء الحمل.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ المرأة الحامل يجب أن تتعامل مع الحكّة بشكلٍ عملي وواعٍ، من خلال استخدام المرطبات الآمنة والالتزام بارتداء ملابس مريحة. يجب أيضًا الابتعاد عن العلاجات المنزليّة غير الآمنة والمنتجات غير المعتمدة التي قد تزيد من الحساسية. عند استمرار الحكّة بشكلٍ مُقلِق، يُفضَّل استشارة الطبيب للحصول على النصيحة الطبية الملائمة.
