يُعَدّ اعتبار الم الثدي من علامات الحمل ببنت موضوعًا شائعًا بين النساء الحوامل الراغبات بمعرفة جنس الجنين بطرق طبيعية من دون اللجوء إلى فحوصات طبية. هناك العديد من الأقاويل والشائعات التي تنتشر حول كيفيّة اكتشاف جنس الجنين بناءً على بعض العوارض التي تظهر خلال فترة الحمل، مثل تغيّرات الجلد أو شدة الغثيان الصباحي.
في هذا المقال، سنستعرض حقيقة هذه الشائعة ونناقش الأدلّة العلميّة المتاحة حول ارتباط ألم الثدي بجنس الجنين. مع التطرّق إلى بعض العوارض الشائعة التي قد تدلّ على الحمل ببنت وفقًا للتقاليد الشعبيّة. بالإضافة إلى الطرق الموثوقة لتحديد جنس الجنين.
هل الم الثدي من علامات الحمل ببنت؟
هل المعاناة من الم الثدي من علامات الحمل ببنت فعلًا؟ يرى بعض الأفراد أنّ الألم الذي تشعر به المرأة الحامل في منطقة الثدي قد يكون علامة على حملها ببنت. ويُفسَّر هذا الاعتقاد بأنّ التغيرات الهرمونيّة التي تحدث في جسم المرأة قد تختلف عند الحمل ببنت عنها عند الحمل بولد. لكنّ الحقيقة هي أنّ ألم الثدي يُعدّ من العوارض الشائعة في بداية الحمل بشكل عام، بغض النظر عن جنس الجنين. (How to Relieve Breast Soreness During Pregnancy).
عادةً ما يحدث ألم الثدي نتيجة ارتفاع مستويات هرمونات الأستروجين والبروجسترون خلال الحمل. ممّا يؤدّي إلى زيادة حجم الثدي وتورمهما، وتهيئة الجسم لعمليّة الرضاعة. كما أنّ هذه التغيرات الهرمونيةّ قد تسبّب حساسية وألمًا في الثديين يمكن أن يظهر في أي وقت خلال الحمل. وهذا مرتبط بشكلٍ أساسيٍّ بتهيئة الجسم لمراحل الحمل المختلفة وليس بجنس الجنين.
ما هي العلامات التي تدل على الحمل ببنت؟
هل المعاناة من الم الثدي من علامات الحمل ببنت فعلًا؟ هناك العديد من العلامات الشائعة التي يُقال إنّها قد تدلّ على الحمل ببنت. مع أنّ معظمها يعتمد على المعتقدات القديمة ولا يستند إلى أبحاثٍ علميّة قويّة، إلّا أنّها ما زالت تلقى اهتمامًا. ومن أبرز هذه العلامات:
- معدل نبضات القلب: تشير بعض المعتقدات إلى أن معدل نبضات قلب الجنين يكون أعلى عند الحمل ببنت. ومع ذلك، أوضحت دراسة نشرت في مجلة Obstetrics & Gynecology أنه لا توجد علاقة قوية بين معدل النبض وجنس الجنين.
- الغثيان الصباحي الشديد: هناك اعتقاد بأنّ النساء اللواتي يعانين من غثيان صباحي حاد قد يكون جنينهن أنثى. وقد وجدت بعض الدراسات أن ارتفاع مستويات هرمون الحمل HCG قد يكون له دور في زيادة شدة الغثيان، ولكن هذا لا يقتصر على جنس معين للجنين.
- الحال الجلديّة: يعتبر البعض أنّ ظهور مشاكل جلديّة مثل حب الشباب قد يكون مؤشّرًا على الحمل ببنت، حيث يُعتقد أن الجنين الأنثى قد يتسبب في حدوث تغيّراتٍ هرمونيّة تؤثّر على البشرة. رغم ذلك، فإنّ هذه العلامة ليست دقيقةأو مُثبَتة علميًا.
متى يظهر الحمل ببنت؟
هل المعاناة من الم الثدي من علامات الحمل ببنت فعلًا؟ ومتى يمكن التأكّد من نوع الجنين؟ يُعتبَر إجراء الفحوصات الطبيّة الطريقة الأكثر موثوقيّة لتحديد جنس الجنين. لذا، يمكن إجراء التصوير بالموجات فوق الصوتيّة (السونار) بين الأسبوعين 18 و20 من الحمل. حيث يكون الجهاز التناسلي للجنين قد تكوّن بالكامل تقريبًا، ما يُتيح للأطبّاء التمييز بين الجنسين بدقة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن الكشف عن جنس الجنين بشكلٍ مبكرٍ من خلال اختبار الدم المعروف باسم NIPT (اختبار عدم التدخل في الحمل). والذي يُستخدم للكشف عن الحمض النووي الجنيني في دم الأم ويُتيح تحديد جنس الجنين بدقّةٍ بدءًا من الأسبوع التاسع. National Institutes of Health (NIH) – Fetal DNA Testing.
يتميّز اختبار الحمض النووي الجنيني في دم الأم (اختبار NIPT) بدرجةٍ عاليةٍ من الدقّة؛ إذ يُستخدَم للكشف عن اضطرابات وراثيّة، بما في ذلك تحديد الجنس، وهو متاح للأمهات اللواتي يُردن معرفة الجنس في وقت مبكر. يساعد NIPT في تحديد الجنس عن طريق تحليل الكروموسومات في عيّنة من دم الأم. ما يجعل هذه الطريقة مفيدة لن يرغبنَ بمعرفة جنس الجنين لأسبابٍ صحيّة أو ثقافيّة مبكرًا. كما يوفّر فحص السونار بين الأسبوعين 18 و20 رؤية واضحة للأعضاء التناسلية للجنين، ممّا يساعد في تأكيد الجنس بدقة. American College of Obstetricians and Gynecologists (ACOG) – NIPT.
الم الثدي من علامات الحمل ببنت؟ الخلاصة
في الختام، لا توجد أدلّة علميّة تؤكّد أنّ الشعور بألمٍ في الثدي هو مؤشّر محدّد على حمل ببنت. من الواضح أن ألم الثدي شائع بين الحوامل بسبب تغيرات هرمونية تحدث خلال الحمل، مثل زيادة الأستروجين والبروجسترون، ممّا يؤثّر على أنسجة الثدي بغض النظر عن جنس الجنين. لهذا السبب، لا يمكن اعتبار هذا الألم كعلامة دقيقة على الحمل ببنت، حيث تعتمد هذه العوارض على عوامل متعدّدة وليس لها صلة مباشرة بجنس الجنين. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على الفرق بين بطن الحامل بولد والحمل ببنت.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّه من الأفضل ألّا تعتمد النساء على مثل هذه العلامات الشائعة أو الافتراضات غير العلمية لتحديد جنس الجنين. بل الاعتماد على إجراء الفحوصات الطبيّة مثل NIPT أو السونار، التي أثبتت فعاليتها وموثوقيتها، يضمن نتائج دقيقة ويخفف من القلق المرتبط بالتكهّنات. في نهاية المطاف، تبقى هذه الأساطير جزءًا من الثقافة الشعبيّة، لكنها ليست بديلًا عن الحقائق الطبيّة المثبَتة.
