قد يكون الجفاف العاطفي عند الزوجة من أخطر التحدّيات التي تؤثّر على الحياة الزوجيّة. عندما يبدأ هذا الجفاف بالتسلّل إلى العلاقة، يشعر الزوجان بعدم الارتياح والبعد التدريجي عن بعضهما البعض وعندها قد تظهر علامات الانفصال العاطفي بين الزوجين. فالعلاقة العاطفيّة ليست مجرّد تواصل جسدي، بل هي ارتباط عاطفي عميق يتطلّب الرعاية المستمرّة والاهتمام المتبادل.
في هذا المقال، سنتحدّث عن أهمّ أسباب الجفاف العاطفي بين الزوجين، العلامات التي تدلّ على الجفاف العاطفي عند الزوجة، وكيفية التعامل مع هذه المشكلة بطريقةٍ سليمة. سنتطرّق إلى هذه المواضيع بشكلٍ مفصّل كي نساعد الزوجين على تجاوز هذه المرحلة الصعبة.
ما سبب الجفاف العاطفي بين الزوجين؟
يحدث الجفاف العاطفي بين الزوجين نتيجة مجموعة من الأسباب التي تتداخل مع بعضها البعض، والتي عادةً ما تبدأ بفقدان التواصل العاطفي بين الزوجين، حيث يتحوّل الحوار بينهما إلى مجرّد مناقشات سطحيّة تدور حول المسؤوليّات اليوميّة من دون تعمّق في المشاعر والأحاسيس. ومن المعروف أنّ ضعف التواصل هو من الأسباب الرئيسيّة التي تؤدي إلىحدوث الجفاف العاطفي.
وقد تشمل العوامل الأخرى التي قد تسهم في هذه المشكلة التعرّض للضغوطات اليوميّة مثل العمل، المشاكل الماليّة، وضغوط الحياة الاجتماعيّة. قد يشعر الزوجان بالإرهاق من هذه التحدّيات اليوميّة، ممّا يترك القليل من الوقت أو الطاقة للعناية بالعلاقة العاطفيّة.
بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدّي التغيّرات الحياتيّة الكبيرة مثل ولادة طفل جديد أو الانتقال إلى بيئة جديدة إلى حدوث اضطرابات في العلاقة العاطفيّة بين الزوجين. وهذا ما قد يزيد من الشعور بالقلق، وبالتالي يؤدّي إلى الانفصال العاطفي والجفاف.
كيف أعرف أن لدي جفاف عاطفي؟
يبدأ الجفاف العاطفي عند الزوجة بالظهور من خلال بعض العلامات التدريجيّة، ممّا يشير إلى تدهور العلاقة العاطفية. لذا سنكشف لكِ في ما يلي عن أكثرها شيوعًا:
إنّ أولى العلامات التي قد تلاحظها الزوجة هي قلّة الرغبة في التواصل مع زوجها. حيث تبدأ بالتراجع عن فتح مواضيع جديدة أو الحديث عن مشاعرها، وتصبح المحادثات بينهما مقتصرة على الأمور اليوميّة فقط.
علامة أخرى هي الشعور بالوحدة حتى في وجود الزوج. فقد تشعر الزوجة بأنّها تعيش في عالمٍ منفصل عن شريك حياتها، بالرغم من تواجده الجسدي بجانبها.
يمكن أن يؤثّر الجفاف العاطفي عند الزوجة أيضًا على العلاقة الحميمية، حيث تبدأ بفقدان الرغبة أو الحماس للتقارب الجسدي مع الزوج. وهذه العلامة تُعَدّ من أوضح الإشارات على وجود انفصال عاطفي يبدأ بضعف الرغبة المفاجئ لدى النساء.
كما قد تلاحظ الزوجة أنّها أصبحت أكثر عرضةً للشعور بالتوتّر أو العصبيّة من دون أسبابٍ واضحة، حيث يعكس الجفاف العاطفي تأثيره على الحال النفسيّة بشكلٍ عام.
وأخيرًا، قد تلجأ المرأة إلى تمضية المزيد من الوقت بمفردها أو الانشغال بممارسة أنشطة تلهيها عن شعورها بالجفاف العاطفي، مثل الغوص في العمل أو البقاء مع الأصدقاء في معظم الأحيان.
ما هو الحل للجفاف العاطفي؟
يتطلّب التعامل مع الجفاف العاطفي عند الزوجة جهدًا من كلا الزوجين لإعادة بناء العلاقة واستعادة الروابط العاطفيّة التي تدهورت. لذا سنقدّم لكِ بعض النصائح والتوجيهات بهذا الخصوص في ما يلي:
تبدأ أولى خطوات الحلّ بإعادة بناء التواصل. يجب على الزوجين تخصيص وقت للتحدّث بصراحة عن مشاعرهما وتبادل الآراء حول ما يمكن تحسينه في العلاقة. فهذا النوع من التواصل العميق يمكن أن يعيد الدفء إلى العلاقة ويساعد في حلّ المشاكل العاطفيّة.
يُعَدّ الاهتمام المتبادل عاملًا آخرًا مهمًّا في التغلّب على الجفاف العاطفي. ينبغي على الزوجين محاولة إظهار الحب والاهتمام بشكلٍ يومي، سواء من خلال توجيه كلمات التشجيع، أو تقديم الهدايا الصغيرة، أو تخصيص وقت للخروج معًا في مواعيدٍ رومانسيّة.
أيضًا، يمكن العمل على تحسين الجانب الحميمي في العلاقة. فعادةً ما يترافق الجفاف العاطفي مع انخفاض في الرغبة الجنسيّة، لذا يجب على الزوجين العمل على إعادة الحماس والتقارب في هذا الجانب.
لا يُعَدّ التغلّب على الجفاف العاطفي مسؤوليّة فردٍ واحدٍ فقط. من الضروري أن يعمل الزوجان معًا على مواجهة التحدّيات التي تواجههما، سواء كانت مهنيّة أو شخصيّة. يجب أن يتفقّا على وضع استراتيجيّة مشتركة للتعامل مع الضغوطات.
وفي حال استمرار الجفاف العاطفي، قد يكون من المفيد استشارة مختصّ في العلاقات الزوجيّة، الذي يمكنه تقديم الإرشادات والنصائح المناسبة لإعادة بناء العلاقة على أُسُسٍ صحيّة وسليمة.
الجفاف العاطفي عند الزوجة ليس نهاية العلاقة الزوجيّة، ولكنّه إشارة قويّة تدعو للعمل والتغيير. تتطلّب العلاقات الزوجيّة بذل جهدًا مستمرًا من كلا الطرفين، ومواجهة المشاكل بشكلٍ مباشر وفعّال هو ما يضمن استمرارية العلاقة.ومنالجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن 6 أخطاء تجنّبيها لعلاقة زوجيّة أفضل.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن الوعي بالمشكلة هو الخطوة الأولى نحو الحل. كثيرًا ما يؤدّي تجاهل الجفاف العاطفي إلى تفاقم المشكلة وتعميق الفجوة بين الزوجين. لذا، أنصح كل زوجين بالتحدّث بصراحة حول مشاعرهما وبذل الجهد اللازم لاستعادة العلاقة العاطفيّة.