في حين أنّ منزلكِ هو المكان الذي تسعين فيه دائمًا للحفاظ على نظافة وراحة أفراد أسرتكِ، قد تكون أداة تستخدمينها بشكلٍ يومي هي مصدر خطر يهدّد صحّتكِ وصحّة عائلتكِ.
نعم، نحن نتحدث عن إسفنجة المطبخ، التي قد تبدو بسيطة وغير مؤذية، لكنّها قد تتحوّل إلى وكرٍ للبكتيريا الخطيرة التي تعرّضكِ للإصابة بأمراضٍ قاتلة منها المعاناة من التسمّم الغذائي.
لماذا تعتبر إسفنجة المطبخ مصدرًا للخطر؟
أظهرت دراسات حديثة أنّ إسفنجة المطبخ قد تحتوي كميّات كبيرة من البكتيريا، حتى أنّها تتفوّق في ذلك على مقاعد المراحيض! فتحتوي الإسفنجة الواحدة على مليارات البكتيريا لكلّ سنتيمتر مكعّب، ممّا يجعلها واحدة من أكثر الأدوات تلوّثًا في المنزل. تكمن المشكلة في أن إسفنجة المطبخ توفّر بيئة مثاليّة لنمو البكتيريا بسبب رطوبتها ومساميتها، ممّا يؤدّي إلى انتقال العدوى من خلال الأسطح التي تنظّفينها.
عندما تتلامس الإسفنجة مع الأطعمة النيئة مثل الدجاج، الذي قد يحمل بكتيريا السالمونيلا، يزداد خطر التلوّث بشكلٍ كبير. واللافت أنّ تركيب الإسفنج يشجع على نموّ البكتيريا بشكلٍ يفوق بيئات النموّ التي تُستخدَم في المختبرات.
ما هي الأمراض التي قد تسببها إسفنجة المطبخ؟
عندما نتعرّض للمرض، قد نظنّ أنّ السبب هو تناول طعام ملوّث أو عدم النظافة في المطاعم، بينما قد يكون السبب الحقيقي هو استخدام إسفنجة ملوّثة في المنزل. يمكن أن تسبّب البكتيريا التي تعيش في الإسفنج مجموعة واسعة من الأمراض، بدءًا من اضطرابات المعدة البسيطة إلى الالتهابات الخطيرة مثل الالتهاب الرئوي أو التسمم الدموي. من بين هذه البكتيريا نجد:
- كامبيلوباكتر: تسبب الإسهال وآلام البطن والحمى، وغالبًا ما توجد في الدجاج النيء.
- إيشيريشيا كولاي: معروفة بأنّها تسبّب التسمم الغذائي، ممّا يؤدي إلى تقلصات شديدة في المعدة وإسهال حاد، وقد تؤدّي في بعض الحالات إلى تلف الكلى.
- سالمونيلا: تتكاثر بسرعة في الإسفنج، وتسبّب إسهالًا وحمّى وتقلّصات في المعدة.
- بكتيريا المكورات العنقودية: تسبّب التهابات جلديّة، وقد تؤدي إلى المعاناة من حالات أكثر خطورة مثل التهاب الأنسجة أو تقرّحات الجلد.
كيفيّة تقليل مخاطر استخدام إسفنجة المطبخ
من أجل الحفاظ على صحّة عائلتكِ وتقليل المخاطر الناجمة عن استخدام الإسفنجة، يمكن اتّباع بعض الخطوات البسيطة:
- استخدام إسفنجات متعدّدة: يُفضّل تخصيص إسفنجة لكلّ مهمّة في المطبخ، لتجنّب انتقال البكتيريا من الأسطح المختلفة، خاصّةً عند التعامل مع اللحوم النيّئة.
- تجفيف الإسفنج جيدًا: تجنّبي ترك الإسفنجة رطبة بعد الاستخدام، إذ إنّ البيئة الرطبة تُعزّز من نموّ البكتيريا.
- تطهير الإسفنجة بانتظام: يمكن وضع الإسفنجة في الميكروويف لمدّة دقيقتين وهي مبللة للقضاء على أغلب الجراثيم.
- استبدال الإسفنجة بانتظام: لا تستخدمي الإسفنجة لفترة طويلة، واختياري الإسفنجات المصنوعة من مواد طبيعيّة وقابلة للتحلّل، فهي أكثر أمانًا وصديقة للبيئة.
بدائل آمنة للإسفنجة التقليديّة
إذا كنتِ ترغبين في تقليل مخاطر التلوّث في مطبخكِ، هناك العديد من البدائل الصحيّة التي يمكنكِ استخدامها بدلًا من الإسفنجة التقليديّة. بعض هذه البدائل تشمل:
- فراشي التنظيف: تُعَدّ الفراشي ذات الشعيرات القويّة خيارًا ممتازًا، حيث يسهّل تنظيفها وتعقيمها.
- الفرشاة السيليكونية: تُعدّ بديلًا رائعًا لأنها لا تحتفظ بالرطوبة بنفس قدر الإسفنج، ممّا يقلّل من فرص نموّ البكتيريا.
- الأقمشة القابلة للغسل: يمكن أن يكون استخدام الأقمشة المصنوعة من القطن أو المواد الطبيعيّة خيارًا صحيًا، بشرط غسلها بانتظام في ماء ساخن لضمان خلوّها من الجراثيم.
رغم أنّ إسفنجة المطبخ أداة صغيرة وعاديّة، إلّا أنّ تأثيرها على صحّتكِ وصحّة عائلتكِ قد يكون كبيرًا. من المهمّ أن تعتني بنظافتها وتجنّب استخدامها لفترات طويلة، أو استبدالها ببدائل أكثر أمانًا. بهذه الخطوات البسيطة، يمكنكِ الحفاظ على مطبخكِ بيئة نظيفة وآمنة من الجراثيم الخطيرة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على حقائق مرعبة عن بكتيريا مميتة تتكاثر داخل الميكروويف رغم ارتفاع الحرارة!