ما أصعب مراحل الحب برأيك؟ لكل مرحلة من مراحل العلاقة الغراميّة حلاوتها ومرّها، وكل منها يجلب تحديات عديدة وفرص.
تتطور علاقة الحبّ بين شخصين وفقًا لخمس مراحل أساسيّة حلّلها علماء النفس واعتبروا أنّها تشكّل نسيج العلاقة الدائمة والمتينة، من روعة البدايات إلى صفاء الالتزام. تتداخل هذه المراحل وتؤثر على بعضها البعض. وفي حين أن الوقوع في الحبّ يُعتبر أمرًا مفرحًا، إلّا أنّ الحفاظ على الشعلة والحياة الزوجيّة الرومنسيّة في جميع مراحله يتطلّب جهدًا وتفاني دائم. إذ إنّ لكلّ علاقة رومانسيّة تحدياتها، وبعض المراحل تُعتبر أصعب من غيرها. فالعلاقات طويلة الأمد ليست معفاة من الفترات المعقّدة. سنعدّد لك في هذا المقال مراحل الحبّ الأساسيّة بحلوها ومرّها، كما سنقدّم لك نصائح علماء النفس لتخطّي الأكثر صعوبة منها!
مراحل العلاقة الرومنسيّة الخمس
- المرحلة الأولى: “شهر العسل”
عندما نتحدّث عن “روعة البدايات”، نصف فترة الانجذاب هذه، يقدم الرجال والنساء أنفسهم في أفضل صورة، لأنه لا يمكن لأي من الطرفين بهذه المرحلة أن يعتبر شريكه من المسلّمات ويطمئنّ في العلاقة. يميل كلاهما إلى التواجد من أجل الشريك ويتقبّل كلّ منهما الآخر ويقضيان ساعات في الدردشة وممارسة النشاطات التي يحبّونها، ويضعان خططًا لحياتهما معًا. يعتقدان أن الحبّ سيسمح لهما بالتغلب على جميع الصعوبات. هذه هي المرحلة التي يودّ الحبيبان أن تستمرّ إلى الأبد.
- المرحلة الثانية: اكتشاف الآخر و”الصراع على السلطة”
يقال إنّ الحبّ أعمى، ولكنّ التعرّف على الآخر أكثر والاعتياد عليه يعيد البصر. العيوب الصغيرة، التي يتم تقليلها وتقبّلها في البداية، نراها أكبر في هذه المرحلة التي تُعتبر من أصعب مراحل الحبّ. فتتلاشى حدّة العلاقة مع أنّ السعادة لا زالت موجودة بينهما. يبدأ كل من الحبيبين بالمطالبة بما يتوقعه حقًا من العلاقة ويبيّن فعلًا حقيقة ما يريد، فعلى سبيل المثال، يعطي أحدهما الأولويّة لحياته المهنيّة، والآخر لشريكه أو لأسرته. وقد تصبح الاختلافات بالأولويّات هنا مصدرًا للخلاف. يعتبر علماء النفس أنّ الصراع على السلطة هذا ضروريّ، فهو يسمح لنا بمعرفة الآخر بشكل أفضل والتأكيد على احتياجات وتوقعات كل شخص فيما يتعلق بحياتهما معًا.
ولكن هذه المرحلة قد تكون مفصليّة في حياة عدد من الأزواج. إذ تُشير الأرقام الى أنّ أكثر من نصفهم ينفصلون في هذه المرحلة. و20% إلى 30% قد يتنازلون ويغيّرون أولويّاتهم بالطريقة التي تناسب الشريك. ويتمكّن حوالي 20% فقط من الأزواج من التفاهم والتوصّل الى تقبّل بعضهما البعض فيخرج الإثنين من هذه المرحلة منتصرين ويكونان سعداء على المدى البعيد.
اليك بعض العلامات التي تدلّك على حبّ زوجك لك رغم الخلاف.
- المرحلة الثالثة: التأقلم و”تقاسم السلطة”
يتّفق الحبيبين في هذه المرحلة على وضع اختلافاتهما وتناقضاتهما في خدمة العلاقة، ويتعلّمان معًا كيفيّة إدارة الأزمات والصراعات الحياتيّة التي تواجههما. ومن خلال توزيع الأدوار و”تقاسم السلطة” يستخدمان ذكاءهما العاطفي وحبّهما لبعض لمواجهة مشاعرهما السلبيّة ومنعها من السيطرة على علاقتهما وإحباطاتهما. ويعملان معًا لجعل مشاعرهما الإيجابية وفرحتهما بالتواجد معًا هي الطاغية. وقد يكون هذا الوقت المناسب للخطوبة.
قد يبدو الشريكين في هذه المرحل غير سعداء، ولكنهما يعملان على تطوير استراتيجيات تجنّبهما تعريض حبّهما المتبادل للخطر، وعند خروجهما من هذه المرحلة، يكونان قادرين على تحمل المسؤولية وحلّ المشاكل التي تواجههما بمسؤوليّة وحبّ.
- المرحلة الرابعة: الالتزام
في هذه المرحلة يقرّر الحبيبين الاقدام على الزواج غالبًا، لأن حبّهما لم يعد يعتمد على العاطفة فقط، بل على المعرفة الحقيقيّة وقبول الآخر كما هو في قوّته ونقاط ضعفه. يصبح الحب في هذه المرحلة ارتباطًا، وليس اعتمادًا عاطفيًا. فالتعلق بأسلوب الحياة الفريد الذي تمكّن الزوجان من خلقه لتجاوز أزماتهما ومواجهة صراعاتهم، زاد من قوّة العلاقة ومن الدعم المتبادل الذي يقدّمه أحدهما للآخر وأصبحا فعلًا شريكين.
- المرحلة الخامسة: التقبّل والانفتاح
تشهد هذه المرحلة، التي قد يصل اليها الزوجين بعد سنوات، على قوة العلاقة وعمقها. يكوّن خلالها الزوجين روابط لا يمكن كسرها ويصبح كل منهما مصدر دعم موثوق للآخر. ويثبت وجودهما معًا أنه على الرغم من صعوبات الحياة الزوجّية، تمكّنا من النجاح حيث فشلت الأغلبية. فيتذكّران صراعاتهما السابقة بروح الدعابة. ويصبحان أزواج سعداء وقدوة لأبنائهم في المستقبل ولمن حولهم.
كيفية التغلّب على أصعب مراحل العلاقة
سنقدّم لك في ما يلي بعض نصائح علماء النفس للتغلّب على العوائق التي قد تواجه الزوجين وكيفيّة تخطّي مراحل العلاقة الأكثر صعوبة:
- الاحترام المتبادل: من المهم أن تقبلين شريكك كما هو من دون محاولة تغييره، إذ يعدّ إدراك وتقدير اختلافات كل شخص واحتياجاته العلائقية أمرًا بالغ الأهميّة.
- تحديد العلاقة: من الضروري الاستماع إلى الشخص الآخر وفهم مستوى التزامه قبل تحديد طبيعة العلاقة.
- التواصل الفعّال: عن طريق الاستماع الفعال للشريك وتعزيز الحوار الصحي والمحترم معه لتجنّب الصراعات وسوء الفهم.
- تخصيص وقت للشريك: إعطاء الأولوية للوقت الذي تقضيانه معًا كالابتعاد عن التكنولوجيا والقيام بالأنشطة البسيطة معًا.
- إعطاء أهميّة للعلاقة الحميمة: الاتصال الجسدي بالشريك ينتج “هرمون الحب”، “الأوكسيتوسين”، الذي يقوي الثقة ويقرب الزوجين من بعض أكثر.
- القيام بالتنازلات المنطقيّة من دون إهمال احتياجاتك.
- إدارة الخلافات: الخلافات أمر محتّم، ولكن يجب التركيز على المشكلة المطروحة وتعلّم كيفيّة حلّها.
برأيي الشخصي كمحرّرة، تتطوّر وتتحوّل علاقات الحبّ وتمرّ بمراحل عديدة وتجلب كل مرحلة تحدّياتها ومكافآتها. وتذكّري عزيزتي أنّ التغلّب على تحديات العلاقات ليس بالأمر السهل، ولكن باستخدام الأدوات المناسبة والتواصل الفعال وتعلّم الطرق التي تبعدك عن الخلافات الزوجية، ستتمكّنين من تقوية الروابط العاطفيّة والاستمتاع بالحب الدائم.