كانت تجربتي في تحديد نوع الجنين بالتلقيح الصناعي من أكثر التجارب تحدّيًا وإثارةً في حياتي. حيث تجسّدت في رغبتي العميقة لتحقيق رغبتي بإنجاب ابنة، وهو حلم طالما راودني طيلة حياتي. كأم لأطفال ذكور، كنت دائمًا أتمنى أن أحقق توازنًا أسريًا بإنجاب فتاة. ومع اقترابي من سن اليأس، أدركت أنّ الوقت لم يعد في صالحي، وأنّ الحمل الطبيعي لم يعد خيارًا متاحًا بشكل كبير. لذا، بدأت البحث عن بدائل طبية يمكن أن تحقق لي هذا الحلم، وعن طريقة تضمن الحمل ببنت.
في هذا المقال، سأشارككِ بتفاصيل دقيقة حول تجربتي في تحديد نوع الجنين بالتلقيح الصناعي ، حيث سنناقش الأسباب التي دفعتني لاتخاذ هذا القرار الصعب، والإجراءات التي اتّبعتها أنا وزوجي لتحقيق هذا الهدف، والنتائج والتوصيات الطبيّة التي حصلنا عليها،
الأسباب التي دفعتني إلى الخضوع لهذه العمليّة بدلًا من الحمل الطبيعي
بدأت تجربتي في تحديد نوع الجنين بالتلقيح الصناعي عندما أصبحت رغبة إنجاب ابنة جزءًا لا يتجزّأ من أحلامي. كأم لأطفال ذكور، شعرت دائمًا بأنّني بحاجة إلى تحقيق التوازن الأسري الذي طالما حلمت به. ولكن، مع تقدم العمر واقترابي من سن اليأس، بدأت أشعر بأن الفرص الطبيعية لإنجاب ابنة تتضاءل. في هذه المرحلة، أصبح البحث عن بدائل طبيّة لتحقيق هذا الحلم أمرًا ضروريًا.
عندما أدركت أن الحمل الطبيعي قد لا يمنحني الفرصة لتحقيق رغبتي، لجأتُ إلى استشارة طبيبي. بعد مناقشة مطوّلة وفهم شامل لحالي، تمّ اقتراح الخضوع لإجراء التلقيح الصناعي كخيار محتمَل لتحقيق حلمي. كان من المهمّ بالنسبة لي أن أضمن صحّة وسلامة الحمل، وكذلك زيادة فرص إنجاب ابنة، خاصّةً وأنّ العمر كان يؤدّي دورًا حاسمًا في اتّخاذ هذا القرار.
كان الضغط النفسي كبيرًا، لكنّ رغبة تحقيق الحلم وتجاوز العقبات كانت دافعي الرئيسي. قررتُ أن أتحمّل هذه التحديات وأخوض غمار التلقيح الصناعي مع تحديد نوع الجنين، على أمل أن أحقق الحلم الذي طالما سعيت إليه.
الإجراءات التي خضعنا لها أنا وزوجي
بعد اتّخاذ قرار الخضوع للتلقيح الصناعي، بدأنا أنا وزوجي في التحضير لهذه الرحلة الطبيّة المعقّدة. وكانت أوّل خطوة هي استشارة طبيب مختصّ في العقم والتلقيح الصناعي. وبعدها، قمنا بإجراء مجموعة من الفحوصات الطبيّة التي تضمّنت تحاليل الدمّ والفحوصات الهرمونيّة، بالإضافة إلى فحص حال المبيضين والرحم للتأكّد من استعداد جسدي لهذه العمليّة.
بعد التأكّد من أنّني مؤهَّلة للخضوع إلى هذه العملية، بدأت المرحلة الأولى من العلاج والتي تمثّلت في تحفيز المبيضين لإنتاج عدد كبير من البويضات. حيث، تمّ استخدام أدوية هرمونيّة لهذا الغرض، وكانت المتابعة الطبيّة دقيقة للغاية لضمان الحصول على أفضل نتائج ممكنة. كانت هذه الفترة مرهقة نفسيًا وجسديًا، حيث كانت الجرعات الهرمونيّة تخلق تغييرات مزاجيّة وجسديّة، لكنّني كنت مصمّمة على الاستمرار.
عند استيفاء الشروط الطبيّة، تمّ جمع البويضات وتخصيبها بالحيوانات المنويّة لزوجي في المختبر. وتمّ تطبيق تقنيات متقدّمة لتحديد نوع الجنين من بين الأجنّة المخصبة. بعد ذلك، تمّ اختيار الأجنّة المؤنّثة فقط لنقلها إلى رحمي، وتمّت هذه الخطوة بدقّة عالية لضمان تأمين أفضل فرص النجاح.
خلال هذه الفترة، كان علينا الالتزام بالعديد من التوصيات الطبيّة، بما في ذلك الحصول على الراحة التامّة بعد نقل الأجنّة وتجنّب ممارسة أيّ أنشطة قد تؤثّر على نجاح العمليّة. وكانت الأيّام التي تلت نقل الأجنّة مليئة بالتوتّر والقلق، لكنّ الدعم العاطفي الذي تلقّيته من زوجي وأفراد عائلتي كان له دور كبير في تهدئة أعصابي.
النتائج والتوصيات الطبيّة
بعد الانتظار والترقّب لعدّة أسابيع، جاء اليوم المنتظَر لإجراء اختبار الحمل. وكانت فرحتي لا توصف عندما علمت بنجاح العمليّة وبأنّني حامل بطفلة. لقد كان تحقيق هذا الحلم بمثابة إنجاز شخصي كبير، ولم يكن ذلك ليتمّ من دون الالتزام الكامل بالتوصيات الطبيّة.
كانت تشمل التوجيهات التي تلقيتها الالتزام بنظام غذائي صحّي، وتناول المكمّلات الغذائيّة التي تعزّز صحة الحمل، بالإضافة إلى المتابعة الدوريّة مع الطبيب. كما تمّ التأكيد على أهميّة الحفاظ على الراحة الجسديّة والنفسيّة خلال هذه الفترة لضمان استمرار الحمل بشكلٍ سليم.
من ناحية أخرى، تمّ تحذيري من بعض المخاطر المحتملة لهذه العمليّة، مثل زيادة احتمال حدوث حمل متعدّد، أو مضاعفات ناتجة عن التحفيز الهرموني المكثّف. ومع ذلك، كان الأطباء مطمئنين وأكّدوا لي أنّ العملية آمنة إذا تمّ تنفيذها تحت إشراف طبّي مختصّ.
كانت تجربتي في تحديد نوع الجنين بالتلقيح الصناعي تجربة مليئة بالتحدّيات، لكنّها كانت تستحق كلّ الجهد الذي بذلناه. لقد حقّقت حلمي بإنجاب ابنة، وكان هذا الهدف هو الدافع الأكبر لي لتحمّل كافّة الصعوبات التي واجهتها. علّمتني هذه التجربة الكثير عن القوة الداخليّة التي يمكن أن نستمدّها عندما نكون ملتزمين بتحقيق أهدافنا.
إنّ التلقيح الصناعي مع تحديد نوع الجنين يعدّ خيارًا طبيًا متاحًا للنساء اللواتي يرغبنَ في تحقيق أهداف محدّدة تتعلّق بتكوين أسرهنَّ. ومع ذلك، يجب أن يكون القرار مدروسًا بعناية، وأن يتم بناءً على استشارة طبيّة مختصّة وشاملة. فالتقدّم العلمي منحنا أدوات جديدة لتحقيق أحلامنا، ولكن يبقى الدور الأكبر لنا في اتّخاذ القرارات التي تنسجم مع قيمنا الشخصيّة والعائليّة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن حقائق ستفاجئكِ إذا كنتِ حامل بفتاة.