مع الانتشار المتزايد للهواتف الذكيّة بين الأطفال، أصبحت المخاوف بشأن تأثير هذه الأجهزة على صحّتهم النفسيّة والاجتماعية أمرًا لا يمكن تجاهله، لا سيّما مع تكاثر مخاطر الانترنت على الأطفال.
وفي إطار مواجهة هذه التحدّيات، قدّمت شركة الاتصالات البريطانيّة الرائدة “إي إي” مجموعة من الإرشادات بهدف تنظيم استخدام الهواتف الذكيّة لدى الأطفال، وذلك لضمان حمايتهم أثناء تواجدهم في العالم الرقمي.
إرشادات استخدام الهواتف الذكية للأطفال
نشرت شركة “إي إي” دليلًا حديثًا ينصح بعدم شراء الهواتف الذكية للأطفال الذين لم يتجاوزوا سن 11 عامًا، حيث تهدف هذه النصيحة إلى تقليل تعرّضهم للمخاطر المرتبطة بالإنترنت والشبكات الاجتماعية. وقد أكّدت على أهميّة أن يقتصر استخدام الأطفال في هذه الفئة العمريّة على أجهزة بسيطة ذات إمكانيّات محدودة، تتيح لهم فقط إرسال الرسائل النصيّة وإجراء المكالمات من دون إمكانيّة الوصول إلى الإنترنت.
كما أوصت الشركة بضرورة وضع حدود لاستخدام الشبكات الاجتماعيّة للأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن 13 عامًا، بحيث يكون الوصول إلى هذه المنصات محدودًا وخاضعًا للرقابة الأبويّة. وتأتي هذه التوصية في سياق حرص الشركة على حمايتهم من المخاطر المحتملة، مثل التعرّض للمحتوى غير اللائق.
الأسباب وراء هذه الإرشادات
استندت شركة “إي إي” في إرشاداتها إلى مجموعة من الدراسات والأبحاث التي تؤكّد أهمية تنظيم استخدام الأطفال للهواتف الذكيّة. فوفقًا لتقرير أصدرته هيئة “أوفكوم” البريطانيّة للإعلام، يمتلك نحو ربع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و7 سنوات هواتف ذكيّة، ممّا يثير قلقًا متزايدًا حول تأثير هذا الاستخدام المبكر على نموّهم النفسي والاجتماعي.
تشير الأبحاث إلى أن التعرّض الطويل لشاشات الأجهزة واستخدام الإنترنت بشكلٍ غير مضبوط يمكن أن يؤدّي إلى مشاكل نفسيّة وسلوكية لدى الأطفال، مثل القلق والاكتئاب والإدمان على التكنولوجيا. ولهذا السبب، جاءت إرشادات “إي إي” كمحاولة لمساعدة الأهل في اتخاذ قرارات حكيمة تحمي أطفالهم من هذه التأثيرات السلبية.
الفوائد والتحدّيات المحتملة
توضح إرشادات شركة “إي إي” أهميّة التحكّم في استخدام الأطفال للهواتف الذكيّة، حيث تسعى إلى تقليل تعرّضهم للمخاطر الرقميّة، مثل التنمّر الإلكتروني والوصول إلى محتوى غير مناسب. ومع ذلك، قد يواجه الآباء صعوبات في تطبيق هذه الإرشادات، خاصّةً في ظلّ الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا في حياتنا اليومية.
وعلى الرغم من الفوائد الواضحة لهذه الإرشادات، فإنّ هناك مخاوف من أن تقييد استخدام التكنولوجيا قد يحرم الأطفال من الاستفادة من الفرص التعليميّة والترفيهيّة التي توفّرها الأجهزة الذكية. لذلك، من المهمّ أن يتمّ تطبيق هذه الإرشادات بمرونة، مع مراعاة توازن احتياجات الأطفال وحمايتهم في الوقت نفسه.
ردود الفعل من الآباء والمتختصّين
تفاوتت ردود الفعل تجاه إرشادات شركة “إي إي” بين الآباء والمتختصّين. فقد رحّب بعض الآباء بهذه الإرشادات، معتبرين أنّها تساعدهم في حماية أطفالهم من التأثيرات السلبيّة للتكنولوجيا. بينما عبّر آخرون عن تخوّفهم من أن تكون هذه القيود صعبة التنفيذ في ظلّ تسارع وتيرة التطوّر التكنولوجي.
من ناحية أخرى، أشاد بعض المتخصّين في علم النفس بأهمية اتّباع هذه الإرشادات، معتبرين أنّها خطوة هامّة في مساعدة الآباء على إدارة استخدام أطفالهم للهواتف الذكيّة بشكلٍ آمن. ومع ذلك، دعا بعضهم إلى ضرورة توعية الآباء بشكلٍ أكبر حول كيفيّة استخدام أدوات الرقابة الأبويّة بفعالية.
تأتي إرشادات شركة “إي إي” كاستجابة للتحدّيات التي يفرضها العصر الرقمي، حيث تسعى إلى تحقيق توازن بين إتاحة الفرص التكنولوجية للأطفال وحمايتهم من المخاطر المرتبطة بها.
في النهاية، يبقى للأهل الدور الأكبر في متابعة استخدام أطفالهم للهواتف الذكية، والتأكّد من أنّها تُستخدم بطريقة تعزّز من نموّهم السليم وتطوّرهم الإيجابي. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وقدّمنا لكِ نصائح لحماية طفلك قبل نشر صوره على الإنترنت.