مع التقدّم التكنولوجي وخاصّةً الانترنت وقدرة الجميع للوصول اليها حتّى الأطفال، أصبح من الضروريّ حماية أولادك من الانترنت.
هذا “الإدمان”، إذا صحّ التعبير، بات يشكّل خطرًا أكبر يومًا بعد يوم على أطفالنا وبرمجة عقولهم وقدرتهم على تشكيل هويّتهم الشخصيّة بشكلٍ سليم. فبعد أن أبعدت هذه التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي الناس عن بعضها وقلّ التفاعل بين أفراد الأسرة الواحدة في المنزل نفسه، وتراجعت اللقاءات العائليّة، أصبح المحتوى الذي يُقدّم لأطفالنا وشبابنا على الإنترنت يغيّر بشكل كبير وجه هويّة الأطفال. من هنا علينا الحذر من تأثيرات الانترنت السلبيّة على جيل اليوم، وأهمّها:
- تعرّض الأطفال لمحتوى غير مناسب: عن طريق الألعاب أو البرامج التي يُشاهدونها يمكن أن يواجه الأطفال محتوى غير مناسب لعمرهم كالعنف، أو المواد الإباحيّة. كما يكونون عرضة للمحتوى الذي يدعو للمثليّة الجنسيّة مثلًا والذي لا يجب أن يتعرضّوا له في سنّ مبكرة، لقدرته على التأثير السلبي على هويّتهم الشخصيّة، بسبب عدم استقرار شخصيّتهم بعد.
- العزلة بسبب الإفراط في استخدام الإنترنت: تلجأ الأمّهات أحيانًا إلى إعطاء أطفالهن الهواتف لكونها الطريقة الأسهل لتهدئتهم. ولكنّ قضاء وقت طويل على الإنترنت يمكن أن يؤثر سلبًا على النشاط البدني والمهارات الاجتماعيّة للأطفال، ويعزّز مع الوقت عزلة الطفل حتّى عن أسرته، وتفضيله العالم الافتراضي.
- التفاعل مع غرباء ومشاركة المعلومات الشخصيّة: قد يتواصل الأطفال عبر الإنترنت مع أشخاص غرباء ويشاركونهم معلوماتهم الشخصيّة. إذ إنّ الأطفال، وبعض المراهقين أيضًا، لا يُدركون خطورة مشاركة هذه المعلومات. وكانت دراسة قد حذّرت من مخاطر تطبيقات المواعدة على الأطفال.
- التعرّض للتنمّر الإلكتروني: برزت مُشكلة التنمّر بشكل كبير مؤخّرًا، إذ ساعد الانترنت في ازديادها وتأثيرها المؤذي على كثيرين وغالبيّتهم من الأطفال والمراهقين. فأطفالنا عرضة للتنمر برسائل مسيئة أو تهديدات قد يتلقّونها عبر الإنترنت.
- تبنّي نماذج سلوكيّة تتعارض مع ثقافتنا: إنّ وسائل التواصل الاجتماعي تساهم في جعل المراهقين خاصّةً يخرجون عن القيم الاجتماعيّة والدينيّة التي نربّيهم عليها، من دون أن يُدركوا عواقب تصرّفاتهم.