تبحثين عن احاديث عن طاعة الزوجة لزوجها؟ سنذكر بعضها في هذا المقال بعد أن نشرح عن مفهوم طاعة الزوج ومعانيه.
تُعتبر علاقة الزوجة بزوجها ومدى صحّتها واستنادها على أسس واضحة وسليمة ركيزة حياتهما الزوجيّة بشكل خاصّ والعائليّة بشكل عام. وبعد أن كنّا قد تحدّثنا، في مقالٍ سابق، عن حقّ الزوجة على زوجها في المعاملة، سنتطرّق في هذا المقال الى فضل طاعة الزوجة لزوجها: ما هو، الأحاديث الشريفة عنه، ومتى تسقط.
ما هو فضل الطاعة الزوجيّة؟
على عكس ما يظنّ البعض، إنّ فضل طاعة الزوجة لزوجها ليست تبعيّتها له أو أن تصبح مجرّد خادمة تنفّذ طلباته. مفهوم الطاعة يتضمّن التواصل والتّفاهم بين الزوجين، وعندما نتحدّث عن طاعة الزوج، نقصد بذلك قدرة الزوجة على الاصغاء لزوجها، فهم آرائه والتّفاعل الإيجابيّ مع احتياجاته. ويتمّ ذلك من خلال العمل المشترك نحو تحقيق أهدافهما من هذه العلاقة، وهي الوصول الى تحقيق الزواج الناجح في نواحيه كافّة. وذلك بالتأكيد لا يعني تنازل الزوجة عن هويّتها الشخصيّة.
في حين تُعتبر خدمة الزوجة لزوجها أمرًا يتجاوز الطاعة ليُصبح الأمر عبارة عن تفاني الزوجة وتضحيتها من أجل ضمان راحة وسعادة زوجها عند طريق الاهتمام به على حساب راحتها في بعض الأحيان. لذا على الزوجة أن تقيم توازنًا في علاقتها بزوجها لبناء علاقة صحيّة معه. ويُستحسن أن يتّفق الزوجان ويتفاهمان حول ما يريده أحدهما من الآخر ومن العلاقة. وبهذا توازن المرأة بين احترامها لزوجها ولذاتها في الوقت نفسه.
أحاديث عن وجوب طاعة الزوجة لزوجها
استفاض القرآن الكريم بالنصوص التي توجّب على المرأة طاعة زوجها، كما أنّ هناك الكثير من الأحاديث النبويّة الشريفة على حسن معاشرة المرأة لزوجها، الّتي حذّرت من تهاون المرأة وتغاضيها عن طاعة زوجها. وتحدّث عن الموضوع الكثير من الفقهاء وعلماء الدين. سنذكر في ما يلي أبرز هذه الأحاديث:
- وصف النبي محمّد صلى الله عليه وسلّم الزوجة الصالحة قائلًا: “خير النساء التي تسرّه إذا نظر، وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره”، ما يفرض على الزوجة أن تجتهد في طاعة زوجها وإرضائه.
- ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: “ولهنّ مثل الذي عليهم بالمعروف وللرجال عليهن درجة”.
- نُقل عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قوله: “إذا صلّت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصّنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت”.
- وقوله أيضًا: “لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لغير الله تعالى لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها والذي نفس محمّد بيده لا تؤدّي المرأة حقّ ربّها حتى تؤدّي حق زوجها كلّه حتى لو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه”.
- ونُقل عن حصين بن محصن أنّ عمّته حدّثته قائلةً: “أتيت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في بعض حاجة. فقال: “أيا هذه، أذات بعل أنت؟” قالت: نعم. قال: “كيف أنت له؟” قالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه. قال: “فأين أنت منه، فإنما هو جنتك ونارك”.”
وفي السياق عينه، أشار الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، أنّ “الله يكرّم الزوجة التي تطيع زوجها في الدنيا والآخرة، فإذا ماتت وزوجها راضٍ عنها دخلت الجنّة”. وأضاف: “أمّا إذا أمرها بأمر حلال وامتنعت عنه، من دون عذرٍ كمرض أو علّة، لعنتها الملائكة”.
ويُشدّد على أنّه يتوجّب على المرأة طاعة ربّها أولًا ومن بعده طاعة زوجها. شارحًا أنّ فعل طاعة الزوجة لزوجها لا يُقلّل من شأنها ولا ينقص من قدرها، باعتباره من أهمّ عوامل استقرار الأسرة.
متى يسقط فضل طاعة الزوجة؟
انطلاقًا من أنّ النبي محمّد صلّى الله عليه وسلّم كان يحترم زوجاته ويجاهر بحبّهن، يُحتَّم على الزوج، إعطاء زوجته جميع حقوقها ومعاملتها معاملة سليمة، تتسم بالأدب والأخلاق، بالإضافة الى الانفاق عليها وعلى أولاده، عند المطالبة بطاعتها، فهو الذي يحفظ عرضها ويصون نفسها. فـ”الرجال قوامون على النساء بما فضّل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم”.
ويُشير علماء الدّين الى أنّ حقّه في الطّاعة يسقط عندما تتنافى الأمور مع العدل والإنصاف، أو تكون مخالفة للشرع، أي في “معصية الخالق”. فلا يجب على الزوجة طاعة زوجها في ما يُغضب الله كقطع صلة الرحم، أو عدم الصلاة، أو عدم الصيام في شهر رمضان مثلًا.
برأيي الشخصي كمحرّرة، تحثّ التعاليم الإسلاميّة الزوجين على بناء علاقة زوجيّة متينة ترتكز على المودّة، الرحمة والاحترام المتبادلان. ويُنصح، في حال الخلاف بين الزوجين أو عدم الاتّفاق على الأمور الجوهريّة في علاقتهما كفضل الطاعة مثلًا، بالتحدّث بشكل واضح وطلب المشورة والتوجيه ذوي المعرفة في الأمور الدينيّة إذا لزم الأمر.
اطّلعي أيضًا على حكم طاعة الزوجة لزوجها في الإسلام.