تبحثين عن علاج الثعلبة للأطفال مجرب؟ سنقدّم لك أفضل العلاجات في هذا المقال، ولكن أوّلًا ننبّهك الى أنّ كل حالة تكون غالبًا فريدة!
“الثعلبة”، أو ما يُعرف بـ”الصلع البقعي”، حالة طبيّة جلديّة تؤدي إلى تساقط الشعر في مناطق محدّدة من فروة الرأس أو مناطق أخرى من الجسم وقد تزداد شدّتها في بعض الحالات لتُؤدّي الى فقدان كامل للشعر، وتؤثّر على مظهر الشخص وجماله. تُصيب هذه الحالة الأطفال والبالغين، ولكنها أكثر شيوعًا لدى الأطفال والمُراهقين، وقد تكون مُزمنة ومُتكررة.
عوارض الثعلبة لدى الأطفال
تختلف أعراض الثعلبة من طفل الى آخر، وقد تكون مفاجئة في بعض الأحيان. ومن أبرز هذه الأعراض:
- تساقط شعر الرأس: تظهر عادةً بقع دائريّة أو بيضاويّة خالية من الشعر على فروة الرأس، بحيث تُصبح ناعمة في البقعة المتضرّرة. تكون البقع صغيرة في البداية، ولكنها قد تتوسّع مع تقدّم الحالة.
- تساقط الشعر في بُقع أُخرى: من الممكن أن تتطور الثعلبة لتشمل مناطق أخرى كالحواجب والرموش.
- الشعور بالحكة أو الألم في البقع المتضررة في بعض الحالات.
- نقاط بيضاء أو خطوط على الأظافر، ولكن هذا الأمر ليس شائعًا.
- شعور الطفل بالتوتر، القلق أو الاحباط بسبب تغيّر مظهره، ما قد يؤثر سلبًا على حالته النفسيّة.
مصدر الصورة: Freepik
أسباب إصابة الأطفال بالثعلبة
لا تزال أسباب الإصابة بالثعلبة لدى الأطفال غير واضحة بشكل تام إذ لا توجد أسباب محدّدة ثابتة لجميع الحالات، وكل حالة تُعتبر فردية ويكون السبب وراءها مختلفًا من طفل لآخر. ولكن المُرجّح أنّ الحالة تكون غالبًا مُرتبطة بعوامل عدّة ومن أهم الأسباب التي من المُمكن أن تكون مسؤولة عن هذه الحالة الطبيّة:
- نوع من أمراض المناعية الذاتيّة: حيث يهاجم الجهاز المناعي أنسجة سليمة في الجسم، كبصيلات الشعر مثلًا، عن طريق الخطأ، ما يؤدي إلى تساقط الشعر في مناطق محدّدة.
- العوامل الوراثية: إذا كان هناك أحد أو بعض أفراد العائلة يعانون من الثعلبة أو حالات مماثلة، قد يكون الطفل أكثر عرضة للإصابة، إذ قد تلعب الوراثة دورًا في زيادة احتمالية الإصابة بالثعلبة.
- الأمراض الجلديّة أو العدوى: قد ترتبط بعض حالات تساقط الشعر بعدوى فيروسيّة أو فطريّة، أو بعض الأمراض الجلديّة الأخرى، ولكن هذه الحالات تحتاج إلى تقييم دقيق، ولا تكون عادةً سببًا مباشرًا للثعلبة.
- العوامل البيئية: يمكن أن تسهم بعض العوامل البيئية في حدوث أو تطور الحالة، كالتعرض لبعض المواد الكيميائية، التي قد تُؤدّي الى ظهور الثعلبة.
- التوتر، الإجهاد العاطفي والصدمات النفسيّة: على الرغم من أن العلاقة ليست دائمًا مباشرة، إلًا أنّ التغييرات الكبيرة في حياة الطفل والتجارب النفسيّة الصادمة من المُرجّح أنّها قد تؤدّي الى ظهور الثعلبة أو تفاقم حالتها.
تشخيص الاصابة بالثعلبة
إذا لاحظتِ لدى طفلك أيّ من الأعراض التي ذكرناها سابقًا، يتوجّب عليك استشارة طبيب أطفال أو طبيب مختص في الأمراض الجلدية. لتحديد التشخيص الصحيح والدقيق ووضع خطة العلاج المناسبة. إذ يعتمد تشخيص الثعلبة لدى الأطفال على تقييم دقيق للأعراض والفحص الطبي، فكل حالة من الثعلبة فريدة من نوعها، لذا فإن التشخيص والعلاج يختلفان من طفل لآخر. وبهدف التشخيص الدقيق، يتبع الطبيب الخطوات التالية:
- تقييم الأعراض والفحص السريري: يقوم الطبيب بفحص فروة الرأس والمناطق الأخرى التي تساقط فيها الشعر للتحقق من وجود بقع صلعاء أو علامات التهاب.
- اجراء التحاليل المخبرية، وتشمل:
- اختبارات الدم لاستبعاد الحالات الأخرى التي قد تسبب أيضًا تساقط الشعر، كنقص الحديد أو اضطرابات الغدة الدرقية.
- أخذ عينة، أو خزعة، من فروة الرأس أو الشعر، في حالات مُعيّنة، لفحصها تحت المجهر.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية أو تقنيات أخرى لمراقبة حالة بصيلات الشعر، في حالات نادرة.
- متابعة حالة الطفل بانتظام لمراقبة تطور الحالة واستجابة العلاج.
مصدر الصورة: Freepik
أنواع علاج الثعلبة لدى الأطفال
بعد تحديد نوعها، موقعها ومدى شدّتها وتأثيرها على حياة الطفل، يُحدّد الطبيب العلاج الأنسب للثعلبة بناءً على حالة الفرد، وقد يكون العلاج طويل الأمد. ومن أبرز العلاجات التي يوصي بها الأطباء:
- الكورتيكوستيرويدات: تُستخدم كمراهم موضعيّة أو عن طريق حقن في مناطق تساقط الشعر لتقليل الالتهاب وتحفيز نمو الشعر.
- العلاج المناعي الموضعي، ومنها الأدوية المناعية (كـ”الميثوتريكسات” أو “السيكلوسبورين”) التي تساعد في تعديل استجابة الجهاز المناعي. والمستحضرات التي تحتوي على مواد مثل “ديبروسوبان” أو “ديفينيلسيكلوبروبين” لتحفيز الجهاز المناعي على إعادة نمو الشعر.
- العلاج بالأشعة فوق البنفسجية الذي يُنفّذ في مراكز متخصّصة وقد يتطلب عدة جلسات، لتحفيز نمو الشعر.
- توفير الدعم العاطفي والنفسي للطفل إذ يمكن أن تؤثر الحالة على ثقته بنفسه وصحّته النفسيّة بشكل عام. وهنا تكمن أهميّة التوجيه النفسي الذي يساعد الطفل على التعامل مع التأثيرات النفسية لحالته.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، إذا كان لديك أي شكوك بأنّ طفلك يعاني من الثعلبة، من المهم استشارة طبيب متخصص لتقييم حالة طفلك ووضع أفضل خطّة علاج تناسب حالته، بالإضافة الى توجيهك لفهم أفضل للحالة. ولا داعي للقلق، إذ يستعيد مُعظم الأطفال المصابين بالثعلبة شعرهم بشكل طبيعي مع الوقت، ولكن المراقبة الدائمة ضروريّة لاحتمال تكرار الحالة. ويمكنك الإطّلاع على هذا المقال لمعرفة ما إذا كانت الثعلبة مُعدية.