يُعتبَر التعرّف على أعراض تشتت الانتباه عند الأطفال بعمر سنتين من المواضيع المهمّة التي تثير قلق الأهل والمعلمين على حدٍّ سواء لا سيّما أنّها قد تكون متعلّقة بالإصابة بأحد الأمراض النفسية التي تصيب الأطفال، ففي هذا العمر، يكون الطفل في مرحلة تطوّر حيويّة، حيث يبدأ في استكشاف العالم من حوله وتكوين مهارات جديدة.
في هذا المقال، سنستعرض أسباب تشتت التركيز والانتباه عند الأطفال، العلامات التي تدل على معاناة الطفل من هذه الحال، والخطوات العلاجية الموصى بها، وسنقدّم هذه المعلومات بأسلوب مبسّط وشامل لضمان فهم الأهل لما يمر به أطفالهم وكيفيّة التعامل معه.
أسباب تشتّت التركيز والانتباه عند الطفل
تعدّ أسباب تشتت الانتباه عند الأطفال بعمر سنتين متنوّعة ومتشعبّة، ويمكن أن تشمل العوامل البيئيّة، الوراثيّة، والنفسيّة، لذا سيساعد فهمها الأهل على تحديد الاستراتيجيّات المناسبة لمساعدة أطفالهم، لذا قبل أن نطلعكِ على أعراض تشتت الانتباه عند الأطفال بعمر سنتين سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها، وتشمل:
العوامل البيئية
قد يتعرّض الطفل لمشتّتات عديدة في البيئة المحيطة به مثل الأصوات العالية، الأضواء الساطعة، أو كثرة الألعاب الإلكترونية، وهذه العوامل قد تؤدّي إلى صعوبة في التركيز والانتباه على مهمّة واحدة، وفي هذه الحال، يُعَدّ توفير بيئة هادئة ومنظّمة من الوسائل التي تعالج هذه المشاكل، وهذا ما أكّده موقع (AI Chat for scientific PDFs) في جزء من ملفّ نُشِرَ العام الماضي تحت عنوان”How environment affects attention span?”. ولمعرفة المزيد منالتفاصيل عنه، يمكنكِ الضغط هنا.
العوامل الوراثيّة
قد يكون للعوامل الوراثيّة دور في تشتّت انتباه الطفل، حيث يمكن أن يكون لديه استعداد وراثي لمواجهة هذه الحال إذا كان أحد الوالدين أو الأقارب يعاني منها، لذا فإنّ متابعة تاريخ العائلة قد يساعد في فهم المزيد عن هذه المشكلة لدى الطفل.
العوامل النفسية
تؤثّر الحال النفسيّة للطفل بشكلٍ كبير على قدرته على التركيز.، فالشعور بالقلق والتوتر، أو عدم الشعور بالأمان يمكن أن تكون من الأسباب التي تؤدّي إلى تشتت الانتباه، لذا من المهم توفير الدعم العاطفي للطفل لتعزيز شعوره بالأمان والاستقرار، وهنا يبرز دور الأسرة في تطوير الصحّة النفسيّة للطفل.
العلامات التي تدّل على معاناة الطفل من هذه الحال
لمعرفة ما إذا كان طفلك يعاني من تشتت الانتباه، يمكن مراقبة عدة علامات وأعراض تشتت الانتباه عند الأطفال بعمر سنتين ، يمكن أن تكون مؤشرًا مهمًا على وجود المشكلة، لذا سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها وأكثرها شيوعًا، وتشمل:
- صعوبة في التركيز: قد تجدين أنّ طفلك لا يستطيع البقاء مهتمًا بنشاط واحد لفترة طويلة، وينتقل بسرعة من نشاط لآخر، وهذا قد يشير إلى عدم القدرة على الحفاظ على التركيز.
- عدم الاستجابة للتعليمات: إذا لاحظتِ أنّ طفلك لا يستجيب بشكل جيّد للتعليمات أو الأوامر البسيطة، فقد يكون ذلك دليلًا على تشتت الانتباه، وهذا يمكن أن يجعل من الصعب عليه التعلّم من خلال التوجيهات المباشرة.
- فرط الحركة: غالبًا ما يكون الأطفال الذين يعانون من تشتت الانتباه معّرضين للتشخيص بمشكلة فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الاطفال، ولا يستطيعون الجلوس بهدوء لفترات طويلة، وهذا يمكن أن يعيقهم عن أداء الأنشطة التي تتطلّب الهدوء والتركيز.
- نسيان سريع: قد ينسى الطفل الذي يعاني من تشتّت الانتباه بسرعة ما قد قيل له أو ما كان يفعل، ممّا يجعل من الصعب عليه إتمام الأنشطة اليومية، وهذه المشكلة يمكن أن تكون محبطة له وللأهل.
الخطوات العلاجيّة الموصى بها
لمساعدة طفلك على التغلب على أعراض تشتت الانتباه عند الأطفال بعمر سنتين ، يمكن اتّباع الخطوات التي تساهم في تعزيز التركيز والانتباه وتحسين الأداء اليومي للطفل، لذا سنقدّم لكِ أهمّها في ما يلي:
- تهيئة بيئة هادئة: حاولي تقليل المشتّتات في بيئة الطفل بقدر الإمكان، مثل تقليل الضوضاء وتوفير مكان مخصّص للعب والدراسة، فهذا ساعده على التركيز بشكلٍ أفضل على المهام المختلفة.
- استخدام تقنيّات تعزيز التركيز: يمكن تنظيم ألعاب وأنشطة تعزّز التركيز والانتباه، مثل الألغاز والألعاب التعليميّة التي تحتاج إلى التفكير والتركيز، فممارستها يمكن أن تكون ممتعة وتعليميّة في نفس الوقت.
- الروتين اليومي: إنّ إنشاء روتين يومي منتظم يساعد الطفل على الشعور بالأمان والاستقرار، ممّا يعزّز قدرته على التركيز والانتباه، فهذا يتيح له معرفة ما يتوقّعه ويساعده على تنظيم وقته بشكلٍ أفضل.
- المتابعة النفسيّة: في حال استمرار المشكلة، يفضّل استشارة مختصّ نفسي للحصول على تقييم شامل ووضع خطّة علاجية ملائمة، حيث يمكنه أن يقدّم استراتيجيّات محدّدة تتناسب مع احتياجات الطفل الفردية. وبحسب موقع (Verywell Mind) في مقالة نُشِرَت العام الماضي تحت عنوان “Types of Therapy for ADHD”، قد تشمل أنواع العلاج في هذه الحال: العلاج السلوكي المعرفي، والعلاج المعرفي القائم على اليقظة، والعلاج السلوكي الجدلي، والتدريب على اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والعلاج النفسي الداعم، وغيرها، فالنوع المناسب لللطفل يعتمد على احتياجاته وأهدافه. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
وفي الختام، تعدّ أعراض تشتت الانتباه عند الأطفال بعمر سنتين قضية تتطلّب انتباه الأهل والمعلّمين، لذا من المهمّ مراقبة الطفل والتعرّف على العلامات المبكرة للتشتّت لاتّخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وقدّمنا لكِ طرق فعّالة لزيادة التركيز والفهم لدى الأطفال.
وبرأيي الشخصيّ كمحرّرة، أرى أنّه ينبغي على الأهل أن يكونوا داعمين ومتفاهمين تجاه احتياجات أطفالهم، والعمل على تهيئة بيئة ملائمة تساعدهم على النموّ والتطوّر بشكلٍ صحيّ وسليم.