تمّ إثارة العديد من المناقشات والمواضيع الساخنة خلال السنوات الماضية إلّا أنّ أبرزها يتمحور حول تعزيز مكانة المرأة في المجتمع وتفعيل دورها، وذلك لا يقتصر على إعطائها أبسط حقوقها ككائن بشري فحسب بل يعني أيضاً ضمان مشاركتها في حل المشاكل الاجتماعية، الاقتصادية، والسياسية، والاعتماد على قدراتها الفكرية لدفع عجلة التطوّر والإقتصاد إلى الأمام.
وهنا يقتضي الأمر التوضيح أنّ تعزيز دور المرأة في المجتمع لا يعني إلغاء دور الرجل بل مساندته في محاولة للاستفادة من قدراتها وتقويتها إجتماعياً ودفع الظلم عنها الذي ما زالت تعاني منه في معظم مجتمعاتنا العربية.
وعندما نذكر أنّ المرأة هي نصف المجتمع لا يجب أن ننسى أيضاً أنّها هي التي أنجبت النصف الآخر، وهي من تولّت رعاية هذا النصف الآخر الذي وصل إلى مراكز قيادية ورفيعة المستوى. ما من دليل أهمّ من ذلك للتأكيد على أنّ المرأة هي عامل أساسي في عملية التوازن الإجتماعي وإنّ أي خلل في مشاركتها الفاعلة سيؤدّي حتماً إلى خلل في المجتمع ككل.
واستناداً إلى هذه الوقائع وبدعم من الجمعيات المؤمنة بدور المرأة الفاعل في المجتمع، شهد دور المرأة السعودية، التي تعدّ نصف المجتمع السعودي (49.1 % من عدد سكان المملكة وفقاً لإحصائية لمصلحة الإحصائيات العامة والمعلومات) ، تحسّناً ملحوظاً في ظروف العمل وأصبح أفضل بكثير ممّا كان عليه قبل خمس سنوات، إلّا أنّ تغلّبها على التحديات القائمة وبروز ريادتها قد يستغرق سنوات عديدة أخرى، كما أنّه ليس من الممكن أو من السهل بعد أن تكون مستقلّة في مجال الأعمال التجارية من دون رجل، وذلك وفقاً لرأي "شهد العطّار"، الرائدة في "صلة" "CellA" وهي شبكة لتواصل سيّدات الأعمال في المملكة العربيّة السعوديّة والتي تهدف بشكل أساسي إلى إلهام الشابات الواعدات وخلق الوعي للجانب المهني للمرأة السعودية.
وفي سياق تعزيز ريادة المرأة في المجتمع أيضاً تمّ بدء العمل بمشروع "Women to Women Success " والذي يهدف إلى خلق فرص عمل للنساء العاطلات عن العمل من منازلهم من خلال تدريبهنّ على تحضير غذاء صحي للأمهات العاملات وأسرهم.
لأنّ مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، قامت هذه المؤسسات والجمعيات بالخطوة الأولى وكل ما تنتظره هو توسيع دائرة الوعي والدعم الذي تحاول نشره لتتمكّن المرأة جنباً إلى جنب مع الرجل من دفع المجتمع إلى التطوّر والإزدهار. فهل ستلقى من يشاركها الخطوة التالية؟