يُعَدّ ألم البطن عند الأطفال عمر 7 سنوات من المشاكل الأكثر شيوعًا في أوساط الأطفال، وفي المجال الطبّي يُعتبَر البطن من المناطق الحساسة في جسم الطفل، حيث يمكن أن يكون للألم فيه أسباب متعدّدة قد تتراوح بين البسيطة والخطيرة، لذا من الضروريّ التعرّف عليها لتحديد مصدر هذا الألم.
سنتناول في هذا المقال مختلف الجوانب التي تتعلّق بهذه الحال، وسنبدأ بشرح أسباب ألم البطن عند الأطفال عمر 7 سنوات، الخطوات العلاجية الموصى بها، الحالات التي تستدعي زيارة الطبيب، وذلك بهدف الحفاظ على سلامة طفلكِ العامّة.
الأسباب التي قد تؤدّي إلى مواجهة هذه المشكلة
هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث ألم البطن عند الأطفال عمر 7 سنوات لذا من الضروريّ التعرّف عليها من أجل التمكّن من تحديد مصدر المشكلة الأساسيّ، وفي هذا السياق، سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها، وتشمل:
اضطرابات الجهاز الهضمي
تعتبر المعاناة من اضطرابات الجهاز الهضمي من الأسباب الرئيسية لألم البطن عند الأطفال، ومن الممكن أن تشمل الإمساك، الإسهال، والغازات قد تنتج عن ممارسة عادات غذائية غير صحية، مثل تناول الأطعمة الدهنية أو الغنية بالسكر، ومن أجل تحديد الفروقات بين هذه الحالات، من المهمّ التنويه أنّ الإمساك يمكن أن يسبّب شعورًا بالثقل والألم نتيجة تراكم الفضلات في الأمعاء، بينما يمكن أن تسبّب الغازات انتفاخًا وألمًا في البطن.
العدوى
تعد العدوى البكتيرية أو الفيروسية من الأسباب الشائعة للشعور بألم البطن، فيمكن أن يصاب الطفل بعدوى في الجهاز الهضمي تؤدي إلى التهابات تسبب الألم، الغثيان، والتقيؤ.
على سبيل المثال، يمكن أن تسبب الإصابة بعدوى النورو فيروس حالات شديدة من القيء والإسهال وألم البطن، بينما يمكن أن تسبب العدوى البكتيرية مثل السالمونيلا أعراضًا مشابهة، وهذا وفقًا لمقال نُشِرَ على موقع (children’s health) تحت عنوان “Be in the know about norovirus and kids” عام 2017. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذا المقال يمكنكِ الضغط هنا.
الحساسية الغذائية
إنّ المعاناة من حساسية الطعام عند الأطفال تجاه أنواع معينة من الأطعمة، مثل الحليب، البيض، أو القمح يمكن أن تؤدي إلى امواجهة آلام في البطن إلى جانب عوارض أخرى مثل الطفح الجلدي أو مشاكل التنفس، فهذه الحال قد تسبب حساسية أو حتّى التهاب في الأمعاء، مما يؤدي إلى العشور بألم مستمر أو متقطع في البطن، كونها من بين الأمراض التي تصيب الجهاز الهضمي وتُعطّل وظائفه.
التوتر النفسي
يمكن أن يؤثر التوتر النفسي على الأطفال ويسبب لهم آلامًا في البطن، ويعود هذا إلى تأثير هذه المشاعر على الجهاز العصبي والهضمي، حيث يمكن أن يؤدّي إلى تقلصات في عضلات البطن،وعادةً ما تنجم هذه المشكلة عن مشاكل في المدرسة أو في المنزل، مما يؤدي إلى الشعور بآلام بطن متكررة وغير مبررة طبيًا.
وبحسب موقع (UChicago Medicine)في مقالة نُشِرَت العام الماضي تحت عنوان “Stress-related stomach pain: When to see a doctor”، يعد الشعور بالتوتر والقلق من الأسباب الشائعة لانزعاج المعدة وظهور عوارض الجهاز الهضمي الأخرى. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.
الخطوات العلاجيّة الموصى بها
عند التعامل مع ألم البطن عند الأطفال عمر 7 سنوات ، هناك بعض الخطوات العلاجية التي يمكن اتباعها لتخفيف حدّة هذه المشكلة وتحسين حال الطفل، لذا سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها، وتشمل:
الحفاظ على الراحة والاسترخاء
يعتبَر الحصول على القسط الكافي من الراحة والاسترخاء من أولى الخطوات التي يجب اتخاذها، ويمكن للطفل أن يستريح في مكان مريح ودافئ، مع الحصول على بعض المشروبات الدافئة مثل شاي الأعشاب لتهدئة الجهاز الهضمي، فققد يساعد ذلك في تخفيف التوتر وتسهيل عملية الهضم.
تعديل النظام الغذائي
يجب مراجعة النظام الغذائي للطفل وتجنّب تقديم الأطعمة التي قد تسبب حساسية الجهاز الهضمي، مثل الأطعمة الدهنية أو المقلية، ويمكن التركيز بدلًا من ذلك على تقديم الأطعمة الصحيّة والخفيفة مثل الفواكه، الخضروات، والأطعمة المسلوقة، فالتأكد من تناول الطفل لوجبات متوازنة يمكن أن يساعد في تقليل مشاكل الهضم.
تقديم الأدوية المناسبة
في بعض الحالات، يمكن استخدام بعض الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية لتخفيف الألم، مثل مسكنات الألم الخفيفة أو أدوية تخفيف الغازات، ومع ذلك، يجب استشارة الطبيب قبل إعطاء أي دواء للطفل للتأكد من ملاءمته لحاله الصحية وتجنب مواجهة أيّ آثار جانبية محتملة.
شرب السوائل
يجب التأكّد من شرب الطفل كمية كافية من السوائل لتجنّب الجفاف، خاصة إذا كان يعاني من الإسهال أو التقيؤ، لذا يمكن تقديم الماء، العصائر الطبيعية، والحساء الخفيف، فالحفاظ على الترطيب الجيد يساعد في تحسين الهضم وتقليل الشعور بالألم.
الحالات التي تستدعي زيارة الطبيب
على الرغم من أن معظم حالات ألم البطن عند الأطفال عمر 7 سنوات يمكن معالجتها في المنزل، إلا أن هناك بعض الحالات التي تتطلب زيارة الطبيب بشكل عاجل، لذا سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها، وتشمل:
الشعور بالألم المستمر أو الشديد
إذا كان الطفل يعاني من ألم بطن شديد ومستمرّ لأكثر من ساعتين، يجب استشارة الطبيب فورًا، فقد يكون ذلك مؤشرًا على وجود مشكلة صحية تستدعي تدخلًا طبيًا عاجلًا.
الحمى المرتفعة
في حال ظهور حمى مرتفعة مصاحبة لألم البطن، قد يكون ذلك مؤشرًا على وجود عدوى تحتاج إلى علاج طبي، فارتفاع درجة حرارة الطفل الطبيعيّة قد تشير إلى المعاناة من التهاب خطير أو عدوى تحتاج إلى تقييم فوري.
القيء المستمر
إذا كان الطفل يعاني من قيء مستمر ولم يتمكن من الاحتفاظ بأي طعام أو شراب، يجب زيارة الطبيب لتقييم حاله، فقد يؤدي الاستمرار على هذا الوضع إلى الجفاف ويحتاج إلى رعاية طبية لتجنب المضاعفات.
وجود دم في البراز
إنّ ظهور دم في براز الطفل هي علامة تستدعي القلق، وقد تكون مؤشرًا على وجود مشاكل خطيرة في الجهاز الهضمي، وفي هذه الحال، يجب التوجّه للطبيب فورًا للحصول على تشخيص دقيق وعلاج مناسب.
في الختام، يعد ألم البطن عند الأطفال عمر 7 سنوات من الأمور التي قد تكون مزعجة للأهل وللطفل ، لذا من المهم تحديد السبب وراء هذا الألم واتخاذ الخطوات المناسبة للتخفيف من حدة العوارض، وفي معظم الحالات، يمكن علاج الألم في المنزل من خلال الراحة، التعديل الغذائي، وشرب السوائل. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على أمراض الأطفال الشائعة التي تتطلّب تدخّلًا طبيًّا.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، من الضروري أن يكون الأهل على دراية بالعوارض التي تستدعي زيارة الطبيب وأن لا يترددوا في طلب استشارته قبل اتّباع أيّ نصيحة، فتعزيز الوعي حول العادات الغذائية الصحية والاهتمام بالصحة النفسية للطفل يمكن أن يؤدّي دورًا كبيرًا في الوقاية من مشاكل ألم البطن.