كيف يكون دم الاجهاض​؟ علامات خطيرة لا تغفلي عنها!

كيف يكون دم الاجهاض​ ؟ هذا سؤال يشغل بال الكثير من النساء اللواتي يواجهنَ احتمال فقدان الحمل أو يشعرنَ بالقلق حيال هذا الأمر. يُعَدّ الإجهاض من أكثر التجارب المؤلمة نفسيًا وجسديًا التي قد تمر بها المرأة خلال فترة الحمل.

في معظم الأحيان، يكون النزيف هو أولى علامات الإجهاض. ممّا يجعل من الضروري فهم طبيعة دم الإجهاض ومعرفة كيفيّة التمييز بينه وبين النزيف الطبيعي.

في هذا المقال، سنناقش بالتفصيل طبيعة دم الإجهاض، العلامات المصاحبة له، ومتى يكون هذا النزيف مؤشرًا على المعاناة من حال خطيرة تستوجب التدخل الطبي. كما سنتطرق إلى الخطوات التي يجب على المرأة اتخاذها عند ملاحظة عوارض الإجهاض، لضمان سلامتها وتفادي المعاناة من أيّ مضاعفات صحيّة.

ما هو دم الإجهاض وكيف يختلف عن النزيف الطبيعي؟

كيف يكون دم الاجهاض​ ؟ يختلف دم الإجهاض عن النزيف الطبيعي من حيث اللون، والكمية، والقوام، ويظهر عادةً عند فقدان الحمل قبل الأسبوع العشرين. من المهم التفرقة بينه وبين النزيف الذي قد يحدث لأسباب أخرى خلال الحمل، مثل نزيف زرع الجنين أو النزيف الناتج عن التهابات.

لون الدم وقوامه

يبدأ دم الإجهاض غالبًا كلون بني فاتح أو أحمر داكن، ثم يصبح أكثر غزارة مع مرور الوقت. يرافقه في كثير من الأحيان وجود جلطات دموية أو أنسجة من بطانة الرحم. وفقًا لتقرير نشرته American Pregnancy Association، فإن وجود أنسجة أو كتل دموية يشير إلى احتمالية حدوث الإجهاض.

كميّة الدم

على عكس النزيف الطبيعي أثناء الحمل، يكون دم الإجهاض غالبًا غزيرًا ومتواصلًا. يمكن أن يبدأ بشكلٍ خفيفٍ ثمّ يزداد مع الوقت، ممّا يسبب قلقًا للمرأة.

مدّة النزيف

قد يستمر النزيف الناتج عن الإجهاض من أيام قليلة إلى أسبوعين. من المهم مراقبة مدة النزيف لأنّه إذا طويلًا قد يشير إلى إجهاض غير مكتمل، وهو ما يتطلب تدخلًا طبيًا. بحسب Mayo Clinic، فإن النزيف الممتدّ لأكثر من أسبوعين يستدعي فحصًا طبيًا لتجنب المضاعفات. خوفًا من التسبّب في المعاناة من الأمراض النسائية الأكثر شيوعًا.

علامات مصاحبة لدم الإجهاض

كيف يكون دم الاجهاض​ وما هي العلامات التي ترافقه؟ عادةً ما يصاحب دم الإجهاض مجموعةً من العوارض التي تؤكّد حدوث الإجهاض. لذلك، من الضروريّ معرفة هذه العلامات لتحديد ما إذا كان النزيف طبيعيًا أم يستدعي القلق. لهذا السبب سنكشف لكِ عن أكثرها شيوعًا في ما يلي:

التقلّصات الشديدة وآلام الحوض

تحدث التقلّصات نتيجة تقلّص الرحم لطرد الأنسجة. غالبًا ما تكون التقلصات المصاحبة للإجهاض أكثر حدة من تلك التي تحدث أثناء الدورة الشهرية. وفقًا لدراسة أجرتها Cleveland Clinic، فإن هذه التقلصات تعتبر علامة رئيسية على الإجهاض.

انخفاض مفاجئ في عوارض الحمل

إذا لاحظت المرأة اختفاء العوارض المعتادة للحمل، مثل الغثيان أو تورم الثدي، بالتزامن مع النزيف، فقد يكون ذلك مؤشرًا على الإجهاض. يُنصح بمراجعة الطبيب فورًا في مثل هذه الحالات.

الحمى والقشعريرة

قد تشير الحمى المصحوبة بنزيف مهبلي إلى وجود عدوى، وهي حال خطيرة تتطلب علاجًا طبيًا عاجلًا. توصي Planned Parenthood باللجوء للطبيب فور ظهور هذه العوارض.

إفرازات غير طبيعيّة

في بعض الحالات، قد تلاحظ المرأة خروج إفرازات رماديّة أو ورديّة تحتوي أنسجة، وهو دليل واضح على حدوث إجهاض.

متى يكون دم الإجهاض علامة على حالة خطيرة؟

كيف يكون دم الاجهاض​ ومتى يكون خطيرًا؟ بينما يمكن أن يكون دم الإجهاض جزءًا طبيعيًا من عملية فقدان الحمل، إلا أنه في بعض الحالات قد يشير إلى مشكلة خطيرة تستدعي تدخلًا طبيًا فوريًا. يجب على المرأة مراقبة العوارض الأخرى المصاحبة للنزيف لتحديد ما إذا كان الوضع خطيرًا. لذا سنعرض لكِ أكثرها شيوعًا في ما يلي:

1. النزيف المفرط

إذا كان النزيف غزيرًا لدرجة ملء فوطة صحية كبيرة كل ساعة، فقد يشير ذلك إلى فقدان كمية كبيرة من الدم. تؤكّد American College of Obstetricians and Gynecologists أن النزيف المفرط يحتاج إلى تدخل فوري لتجنب الصدمة الناتجة عن فقدان الدم.

2. ألم غير محتمل

إنّ الشعور بالألم الشديد في البطن أو أسفل الظهر والذي لا يمكن تخفيفه باستخدام مسكنات خفيفة قد يكون علامة على عدوى أو مشكلة خطيرة أخرى.

3. وجود أنسجة كبيرة

إذا لاحظت المرأة خروج كتل أو أنسجة كبيرة مع النزيف، فقد يكون ذلك علامة على إجهاض غير مكتمل. تحتاج هذه الحال إلى متابعة طبية فورية لإجراء تنظيف الرحم إذا لزم الأمر.

4. عوارض أخرى مثل الدوار أو الضعف العام

قد تشير هذه العوارض إلى فقدان دم كبير أو عدوى خطيرة. ممّا يجعل التوجه إلى المستشفى أمرًا ضروريًا.

كيف تتصرف المرأة عند ملاحظة دم الإجهاض؟

إنّ التصرف السريع عند ملاحظة دم الإجهاض هو أمر أساسي للحفاظ على صحة المرأة الجسدية والنفسية. هناك خطوات واضحة يجب اتباعها فور حدوث النزيف.

• الاتصال بالطبيب: بمجرد ملاحظة النزيف أو ظهور العوارض المصاحبة، يجب التواصل مع الطبيب. قد يطلب الطبيب إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية أو اختبارات دم لتحديد السبب.
• الراحة الجسدية: ينصح الأطباء بتجنب أي مجهود بدني خلال فترة النزيف. إنّ الحصول على الراحة يساعد الجسم على التعافي ويقلّل من خطر تفاقم الحال.
• المتابعة الطبية: حتى إذا توقف النزيف، يجب إجراء فحص طبي للتأكد من اكتمال الإجهاض وعدم وجود أنسجة متبقية قد تسبب مضاعفات.
• الدعم النفسي: فقدان الحمل يمكن أن يترك آثارًا نفسية عميقة. لذلك، من المهم أن تتلقى المرأة الدعم من الأسرة أو مختصّ نفسي إذا شعرت بالحاجة.

في الختام، إنّ فهم طبيعة دم الإجهاض​​​​​​​​​​​​ وملاحظة العلامات المصاحبة له يساعد المرأة على التعامل مع هذه التجربة الصعبة بطريقة أكثر وعيًا وثقة. النزيف قد يكون طبيعيًا في بعض الأحيان، لكن عندما يصاحبه عوارض أخرى مثل التقلصات الشديدة أو الحمى، فإنه قد يشير إلى مشكلة صحية تحتاج إلى رعاية طبية فورية. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأخبرناكِ هل الرحم ينظف نفسه بعد الاجهاض؟

وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن الحديث عن الإجهاض يجب أن يكون أكثر انفتاحًا ووعيًا. يجب أن تعرف المرأة أن هذه التجربة ليست نهاية المطاف، وأنّ التحدّث عن مشاعرها وطلب الدعم الطبي والنفسي هو أمر بالغ الأهمية. كما أن زيادة الوعي حول هذا الموضوع يمكن أن يساعد النساء على التعامل مع الإجهاض بطريقة صحية وآمنة. ممّا يحميهنَّ من مواجهة مضاعفات جسديّة ونفسيّة غير ضروريّة.