بدأت تجربتي مع عملية تضييق المهبل بالليزر بعد سنوات من الشعور بتغييرات جسدية أثّرت على حياتي الزوجية والنفسية. بعد الولادة الطبيعية وتكرارها، لاحظت ضعفًا في عضلات المهبل، ما سبّب لي انزعاجًا مستمرًا، وفقدت جزءًا من ثقتي بنفسي كامرأة. تساءلت كثيرًا: هل يمكن أن أستعيد الإحساس والشعور بالرضى؟ وهل توجد وسيلة غير جراحية تساعدني من دون ألم أو مضاعفات؟ هنا، بدأت رحلة البحث.
في هذا المقال، سأتناول تجربتي الكاملة من البداية حتى النتائج، مع عرض المعلومات العلمية حول تقنية الليزر، وفوائدها، ومخاطرها، وآراء الأطباء. سأتحدّث بصراحة عن التغيرات التي لمستها في علاقتي الزوجية بعد الجلسات، كما سأختم بعرض رأيي حول مدى فعالية هذه العملية.
ما هي عملية تضييق المهبل بالليزر؟
يهدف هذا الإجراء الطبي غير الجراحي إلى تحسين مرونة وشدّ عضلات المهبل باستخدام طاقة الليزر.

تستخدم التقنية أشعة ليزر حرارية تحفّز إنتاج الكولاجين في الأنسجة المهبلية، ممّا يؤدّي إلى تحسين البنية وتقوية الجدار الداخلي. يُجرى هذا الإجراء داخل العيادة، دون تخدير عام، ولا يتطلب فترة نقاهة طويلة. وفقًا لدراسة منشورة في Lasers in Surgery and Medicine، لاحظت أكثر من 80% من النساء تحسنًا واضحًا في الشعور الجنسي والسيطرة على التبوّل بعد ثلاث جلسات فقط (Salvatore et al., 2015).
لماذا قرّرت الخضوع لهذه العملية؟
كنت أعاني من فقدان التوازن في العلاقة الحميمة، إضافة إلى بعض العوارض المزعجة مثل الشعور بالجفاف في المهبل، وتسريب البول أحيانًا عند الضحك أو السعال. هذه المشاكل أثّرت بشكل مباشر على ثقتي بنفسي، وشعرت أنني لم أعد أتمتع بأنوثتي كما في السابق.
بعد استشارة طبيبة نسائية مختصّة، نصحتني بالخضوع لعدة جلسات ليزر من دون تردّد، خصوصًا أنها لاحظت تحسّنًا ملحوظًا لدى كثير من السيدات اللواتي خضعن للتقنية نفسها. ما شجّعني أكثر، أن التجربة لا تتطلب تدخّلًا جراحيًا، ولا وجود لغرز أو آلام حادة بعدها.
كيف تمّت الجلسات؟ وماذا شعرت بعدها؟
قبل بدء الجلسة الأولى، خضعت لفحص داخلي شامل. ثم وُضع كريم تخدير موضعي بسيط. استغرقت الجلسة ما بين 15 و20 دقيقة. لم أشعر بأي ألم فعلي، فقط دفء خفيف ووخز بسيط.

بعد كل جلسة، نصحتني الطبيبة بتجنّب ممارسة العلاقة الزوجية لمدة 5 أيام. لم أحتج إلى أي مسكنات، ولم أشعر بأي مضاعفات. بعد الجلسة الثانية، بدأت ألاحظ فرقًا واضحًا في الشعور الداخلي. شعرت بتحسّن في التبوّل، وعودة تدريجية للإحساس أثناء العلاقة الحميمة.
بحسب دراسة أجريت عام 2018 في مجلة International Urogynecology Journal، سجّلت أكثر من 75% من النساء تحسّنًا في العلاقة الحميمة وجودة الحياة بعد الخضوع لليزر المهبلي (Gaspar et al., 2018).
كيف أثّرت هذه التقنية على حياتي الزوجية؟
هنا كانت المفاجأة الحقيقية. لم تكن تجربتي مع عملية تضييق المهبل بالليزر فقط تحسّنًا جسديًا، بل عاطفيًا ونفسيًا أيضًا. بعد انتهاء الجلسات الثلاث، بدأت أشعر بثقة متجدّدة بنفسي. شعرت كأنني استعدت أنوثتي، ولمست فرقًا كبيرًا في التفاعل الحميمي بيني وبين زوجي.
أصبحت العلاقة أكثر دفئًا، وأكثر توازنًا من حيث الإحساس. حتى زوجي لاحظ التغيير، ليس فقط من الناحية الجسدية، بل أيضًا في مزاجي وسلوكي الإيجابي. لم تأتِ هذه التحوّلات من فراغ، بل من تحسين ملموس في العضلات الداخلية، وزيادة الترطيب الطبيعي، وتحسّن الإحساس خلال العلاقة.
هل لهذه العملية آثار جانبية أو مخاطر؟
بالرغم من تجربتي الإيجابية، من الضروري الحديث عن الجانب العلمي والتحذيري. بحسب الجمعية الأميركية لأطباء النساء والتوليد (ACOG)، يُنصح باستخدام هذه التقنية ضمن شروط طبية محددة، وتحت إشراف مختص. لا يُنصح بها لمن تعاني من التهابات مستمرّة أو أمراض مزمنة في الحوض.

بعض النساء قد يشعرن بحساسية بسيط أو احمرار مؤقت بعد الجلسة، لكنه يزول خلال يوم أو يومين. الأهم أن لا تخضع السيدة للجلسات من دون تقييم سريري دقيق، وألّا تتوقّع نتائج فورية سحرية.
الخلاصة
كانت تجربتي مع عملية تضييق المهبل بالليزر نقطة تحوّل في حياتي كامرأة وزوجة. لم تكن مجرد إجراء تجميلي، بل وسيلة لاستعادة التوازن الجسدي والنفسي، والشعور بالرضى في العلاقة الزوجية. شعرت بأنني استعدت السيطرة على جسدي، من دون ألم، دون مضاعفات، وبتقنية آمنة ومعترف بها علميًا.
لكن، لا بد من التأكيد أن التجربة قد تختلف من امرأة إلى أخرى. ما ناسبني قد لا يناسب غيري، لذلك تبقى الاستشارة الطبية الخطوة الأهم قبل اتخاذ القرار. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وعرضنا لكِ تمارين شد البطن بالصور المتحركة.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن تضييق المهبل بالليزر هو خيار ممتاز للمرأة التي ترغب في تحسين حياتها الجنسية بعد الولادة أو مع التقدّم في السن، بشرط أن يتم داخل مركز طبي موثوق وتحت إشراف مختص. لا ينبغي النظر إلى هذه الخطوة كرفاهية، بل كوسيلة لدعم الذات، واستعادة الثقة، وتعزيز جودة الحياة الزوجية. أنصح كل امرأة متردّدة بأن تُعطي لنفسها فرصة التغيير إذا كان ذلك سيساعدها على أن تشعر بالراحة والأنوثة من جديد.