ما هي انواع الشخصيات في علم النفس ؟ منذ الأزل، سعى الإنسان لفهم ذاته وتفسير تصرفاته، فظهرت دراسة انواع الشخصيات في علم النفس كأحد أبرز فروع هذا العلم، لتساعدنا في إدراك أنماط السلوك المختلفة وأسبابها. في حياتنا اليومية، نواجه شخصيات متنوعة، بعضها يتسم باللطف والتفاهم. بينما يظهر البعض الآخر سلوكيات قد تبدو معقدة أو حتى مؤذية. لذلك، فإن فهم هذه الأنواع يتيح لنا التعامل مع الآخرين بوعي أكبر. كما يعزّز قدرتنا على فهم أنفسنا بشكل أعمق.
في هذا المقال، سنناقش انواع الشخصيات في علم النفس ، مع تسليط الضوء على العدد المتعارف عليه علميًا، وأخطر الأنماط التي قد تؤثر سلبًا على العلاقات. بالإضافة إلى ذلك، سنشرح مفهوم “شخصية سيغما” التي أثارت اهتمام الكثيرين بسبب طبيعتها الفريدة. وفي النهاية، سنبرز أهميّة فهم هذه الأنماط في حياتنا اليوميّة. مع العلم أنّنا سبق وطرحنا اختبار سريع يكشف لك ما إذا كنت عقلانيّة أم مبدعة!
كم عدد أنواع الشخصيات في علم النفس؟
كم عدد انواع الشخصيات في علم النفس ؟ يختلف عدد أنواع الشخصيات في علم النفس تبعًا للنظرية المستخدمة في التصنيف. ومع ذلك، تُعد نظرية “الخمسة الكبار” (Big Five Personality Traits) من أكثر النظريات اعتمادًا بين علماء النفس. حيث تحدد الشخصية وفقًا لخمس سمات رئيسية تشكل أساس السلوك الإنساني.

النموذج الخماسي للشخصية:
- الانفتاح على الخبرة (Openness to Experience): تعكس هذه السمة مدى تقبّل الشخص للأفكار الجديدة وحبه للاستكشاف والإبداع. فالأشخاص الذين يتمتعون بدرجة عالية من الانفتاح غالبًا ما يكونون فضوليين ومغامرين فكريًا، بينما يميل الأشخاص الأقل انفتاحًا إلى الالتزام بالروتين وتفضيل المألوف.
- الضمير (Conscientiousness): يشير الضمير إلى درجة التنظيم والانضباط الذاتي. فالأشخاص الذين يسجلون درجات عالية في هذه السمة غالبًا ما يكونون مسؤولين، ودقيقين، وملتزمين بواجباتهم. بينما قد يميل من ينقصهم هذا البُعد إلى العشوائية والتسويف.
- الانبساطية (Extraversion): تصف هذه السمة مدى استمتاع الشخص بالتفاعل الاجتماعي. فالمنفتحون يستمدون طاقتهم من التواجد مع الآخرين. بينما يفضّل الانطوائيّون تمضية الوقت بمفردهم لإعادة شحن طاقتهم.
- القبول (Agreeableness): تعكس هذه السمة مدى لطف الشخص وتعاطفه مع الآخرين. فالأشخاص الذين يتمتعون بدرجة عالية من القبول غالبًا ما يكونون متعاونين، ومتفهمين، ومستعدين لمساعدة الآخرين. بينما قد يبدو الأشخاص الأقل قبولًا أكثر استقلالية وأقل اهتمامًا بمشاعر الآخرين.
- العُصابية (Neuroticism): ترتبط العُصابية بالاستقرار العاطفي. فالأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من العصابية قد يكونون أكثر عرضة للشعور بالتوتر والقلق. بينما يتمتع من يسجل درجات منخفضة بمزاج أكثر استقرارًا وهدوءًا.
إضافة إلى هذا النموذج، يستخدم اختبار مايرز بريغز (MBTI) لتصنيف الشخصيات إلى 16 نمطًا مختلفًا. وذلك بناءً على تفضيلات الفرد في كيفية جمع المعلومات، واتخاذ القرارات، والتفاعل مع العالم الخارجي.
ما هي أخطر أنواع الشخصيات في علم النفس؟
ما أخطر انواع الشخصيات في علم النفس ؟ رغم أن لكل شخصية نقاط قوة وضعف، إلا أن بعض الأنماط قد تشكل خطرًا حقيقيًا في العلاقات الاجتماعية والعملية. فهذه الشخصيات غالبًا ما تتسم بسلوكيات سامة أو مؤذية قد تؤثر سلبًا على من يتعامل معها.

1. الشخصية النرجسية (Narcissistic Personality)
تُعَدّ الشخصية النرجسية واحدة من أخطر الأنماط، حيث يتمحور تفكير الشخص حول ذاته بشكل مفرط. فالنرجسي يعتقد أنه متفوق على الآخرين ويستحق معاملة خاصة. كما يسعى دائمًا للإعجاب، لكنه يفتقر إلى التعاطف، ما يجعله يستغل الآخرين دون وعي بمشاعرهم.
2. الشخصية السيكوباتية (Psychopathic Personality)
تتميز هذه الشخصية بعدم وجود ضمير أو تعاطف. فالشخص السيكوباتي يمكنه التلاعب بالآخرين بسهولة، وغالبًا ما يتصرف ببرود تجاه معاناة الآخرين. رغم أنه قد يبدو ساحرًا في البداية، إلا أن غياب الشعور بالذنب يجعله خطرًا في العلاقات الشخصية.
3. الشخصية السلبية العدوانية (Passive-Aggressive Personality)
يتجنب هذا النوع من الشخصيات المواجهة المباشرة، لكنه يعبر عن استيائه بطرق غير مباشرة. فقد يتعمد التأخير، أو يقدم ملاحظات ساخرة. ممّا يجعل التعامل معه مرهقًا وغير مريح.
4. الشخصية الحدية (Borderline Personality)
تعاني هذه الشخصية من تقلبات حادة في المزاج، والعلاقات، والصورة الذاتية. يميل الشخص ذو الشخصية الحدية إلى سلوكيات اندفاعية، كما يعاني من خوف دائم من الهجر، ما يؤدي إلى صعوبة الحفاظ على علاقات مستقرة.
5. الشخصية المتحكمة (Controlling Personality)
يسعى الشخص المتحكم للسيطرة على الآخرين من خلال التلاعب العاطفي أو النقد المستمر. في العلاقات العاطفية، قد يتحول هذا السلوك إلى شكل من أشكال الإساءة النفسية التي تضعف ثقة الشريك بنفسه.
من المهم أن تدركي أن هذه الأنماط لا تعني بالضرورة أن الشخص “سيئ”. بل قد تكون ناتجة عن صدمات نفسية أو تجارب سابقة لم تُعالج بشكل صحيح.
ما هي شخصية سيغما (Sigma Personality)؟
في السنوات الأخيرة، وبالحديث عن انواع الشخصيات في علم النفس اكتسبت شخصية سيغما شهرة كبيرة بسبب تفردها واستقلاليتها. تُعرف هذه الشخصية بأنها تقع خارج التصنيفات التقليدية مثل شخصية “ألفا” القائدة أو “بيتا” التابعة. فالسيغما شخص مستقل تمامًا، يفضل العمل بصمت من دون الحاجة إلى تأكيد خارجي أو اعتراف مجتمعي.

السمات المميزة لشخصية سيغما
- الاستقلالية التامة: يعتمد الشخص ذو شخصية سيغما على نفسه في اتخاذ القرارات وتحقيق الأهداف، من دون البحث عن دعم أو موافقة من الآخرين.
- الغموض والجاذبية: يتمتع هذا النمط بشخصية هادئة وغامضة، ما يجعله جذابًا للآخرين. ومع ذلك، فإنه لا يسعى لجذب الانتباه بشكل مقصود.
- القدرة على القيادة دون فرض السيطرة: رغم أن شخصية سيغما تمتلك مهارات قيادية، إلا أنها لا تسعى للسيطرة على الآخرين. فهي تقود من خلال الأفعال وليس الكلمات.
- المرونة الاجتماعية: يستطيع الشخص ذو شخصية سيغما التكيف مع مختلف البيئات، لكنه يفضل العزلة عندما يشعر بالإرهاق الاجتماعي.
- الوعي الذاتي العالي: يتمتع هذا النوع من الشخصيات بفهم عميق لذاته. ما يجعله أكثر قدرة على اتخاذ قرارات واضحة من دون التأثّر بالضغوط الخارجيّة.
رغم أن هذه السمات قد تبدو إيجابية، إلا أن شخصية سيغما قد تواجه تحديات في بناء علاقات طويلة الأمد بسبب ميلها للعزلة وتفضيلها للاكتفاء الذاتي.
الخلاصة
في نهاية المطاف، تكشف دراسة انواع الشخصيات في علم النفس عن مدى تعقيد النفس البشرية وتعدد أبعادها. فكل شخصية تحمل مزيجًا فريدًا من الصفات التي تشكل طريقة تفكير الفرد وسلوكه وتعامله مع العالم من حوله. لذلك، فإن فهم هذه الأنماط لا يساعد فقط في التعامل مع الآخرين بشكل أفضل. بل يعزز أيضًا وعي الشخص بذاته وقدرته على تطوير نقاط قوته ومعالجة جوانب ضعفه. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على كيفيّة تفسير لغة العيون في علم النفس مع الصور.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أعتقد أن الوعي بأنواع الشخصيات ليس مجرد معرفة نظرية، بل هو أداة عملية تسهل علينا فهم من حولنا والتعامل معهم بمرونة وحكمة. عندما تدركين نوع شخصيتك وتفهمين شخصية من تتعاملين معهم، يصبح من السهل بناء علاقات صحية وتجنب التفاعلات السلبية. في النهاية، لا توجد شخصية مثالية، بل توجد شخصيات تتكامل وتتناغم عندما تُبنى على أساس من الفهم والاحترام المتبادل.