بما أنّ الأهل يعتبرون الأشخاص الأكثر أهميّة بالنسبة للطفل، تؤدّي التفاعلات بينهم وبينه دورًا مهمًا في تعزيز رفاهيته، وفي تطوير القدرات الإدراكية لديه، فقد أظهرت الدراسات السلوكية والتصوير العصبي أن تفاعلات الوالدين مع الأطفال تساعد في تشكيل نظام وظائف التنفيذ لديهم بشكلٍ ملحوظ، ممّا يساهم في تقوية ثقة الطفل بنفسه واحترام شخصيته.
في هذا السياق نشأت دراسة تفسّر جوانب مختلفة متعلّقة بتأثّر الطفل صحيًا ونفسيًا، لذلك سنطلعكِ في ما يلي على أبرز تفاصيلها والنتائج التي توصّلت لها.
في خلفيّةهذا البحث
يحدد تنظيم العواطف لدى الوالدين سمات العواطف لدى الطفل، والتي ترتبط بنظمهم العصبية، فقد كانت النماذج العصبية السابقة لتفاعلهم تشير إلى أن أولياء الأمور يضبطون نشاط دماغه نحو تنفيذ عمليات عقلانية واجتماعية عالية المستوى، وهذا ما يمكن استغلاله لتربية طفل قوي الشخصية.
تم تطوير أساليب فحص فائقة لفهم العوامل العصبية المحددة لتفاعل الوالدين مع الأطفال، حيث تساعد هذه الطرق في مزامنة نشاطهم وتفاعلهم، مما يتيح للباحثين فهم النشاط العصبي المشترك بشكل أفضل.
كما أظهرت بيانات مراقبة نشاط الأهل مزيدًا من المزامنة العاطفية، فعلى سبيل المثال، لوحظت ملامح توصيل عصبية فيما بينهما متشابهة أثناء مشاهدتهم فيلمًا عاطفيًا، أمّا في دراسةٍ أخرى، فقد أظهرت صور الماسح التي تم التقاطها نشاطًا عصبيًا مماثلًا بين الأمهات والمراهقين.
بالإضافة إلى أساليب الفحص الفائقة، إنّ طريقة توقّع نموذج الاتصال الذهني هي نهج آخر يهدف إلى فهم التباين داخل المجموعة في العلاقة بين الدماغ والسلوك، لذا يمكن لهذه الطريقة التنبؤ بفعالية قدرات الإدراك لدى الطفل،فقد أظهر عدد قليل من الدراسات فعالية نهج تحديد بصمة الاتصال (FC) في التمييز بين الأفراد استنادًا إلى أنماط الاتصال في الدماغ.
في تفاصيل هذا البحث
افترضت هذه الدراسة أن الوالدين البيولوجيين يظهران أنماط اتصال وظيفية متشابهة وفريدة، خاصة تلك المرتبطة بأنظمة الوظائف العاطفية والتنفيذية، لذا، يمكن استخدام ملامح الاتصال الدماغي المكتسبة في مهمة الاستماع إلى القصص لتحديد الأهل البويولوجيين، كما استخدمت إطار الخريطة الانتشارية، وهي تقنية تقليل الأبعاد غير الخطية، لإقامة تشابهات معنوية في الاتصال الوظيفي بين الوالدين وأطفالهما.
النتائج والخلاصة التي تمّ التوصّل إليها
أبرزت الدراسة الحالية وجود تشابهات وظيفية متميزة مرتبطة بين الشبكات الحسية والإدراكية، والتي يشترك فيها الوالدين البيولوجيين أثناء الاستماع إلى القصص، كما سجّلت الدراسة أيضًا دليلًا داعمًا يتضمّن استخدام بصمات الاتصال العصبي لتحديد العلاقات بين الأزواج وأولادهم.
ومن الجدير بالذكر أنّك تستطيعين متابعة العديد من أحدث الدراسات على موقعنا، مثل الدراسة التي أثبتت أنّ الأطفال الذين يحبون الديناصورات أذكى من غيرهم بكثير.