لا يتذكّر الأطفال التفاصيل الدقيقة التي تشغل بال الأهل في كل يوم، مثل نظافة المنزل أو ثمن الثياب. يمرّ الوقت سريعًا، وتذوب تلك اللحظات الصغيرة التي نعتقد أنها مهمة، لكنها في الحقيقة لا تترك أثرًا في القلب.
من هنا، من المهم أن تركّزي على ما يبقى، على ما يلمس الروح. فطفلكِ لن يحمل معه عدد الألعاب أو ترتيب الغرف، بل سيحتفظ بالمشاعر، باللحظات التي شعر فيها بالأمان والاهتمام والحنان.
1- كيف جعلتِ طفلكِ يشعر بالأمان
في لحظات الخوف، لا يحتاج الطفل أكثر من يدٍ تطمئنه وصوتٍ يؤكّد له أن كل شيء سيكون بخير. عندما يمرّ بليلة مظلمة، أو يسمع صوتًا غريبًا، أو يبكي من حلم مزعج، فإنكِ حين تحضنينه وتهمسين له بكلمات راحة، تزرعين بداخله شعورًا دائمًا بالأمان.

ما يرسخ في ذاكرته هو إحساسه بأنكِ كنتِ الملجأ، الحصن، وأنكِ لم تغادريه عندما خاف. وهذا ما يُشكّل جزءًا أساسيًا من ثقته في العالم وفي نفسه.
2- كيف أنصتِّ إليه باهتمام
عندما يتحدث إليكِ طفلكِ، فهو لا ينقل فقط كلمات، بل يطلب الاهتمام، والحب، والاعتراف بوجوده. نظرتكِ إليه وهو يتكلم تعني له الكثير.
حين تتركين ما في يدكِ وتلتفتين بكامل تركيزكِ إليه، يشعر بأن رأيه مهم، وبأنكِ ترينه وتقدّرين حديثه، حتى لو بدا بسيطًا. هكذا تزرعين بداخله شعورًا دائمًا بالثقة بالنفس والقدرة على التعبير.
3- كيف احتضنتِه بعد يوم طويل
بعد يومٍ مليء بالضجيج، والحركة، أو بالمشاعر المختلطة، لا يوجد ما يُشعر الطفل بالطمأنينة مثل حضنكِ. الاحتضان في نهاية اليوم يختصر كل شيء: الحب، والأمان، والقرب، والمغفرة.
قد ينسى الطفل تفاصيل ما حدث خلال النهار، لكنه لن ينسى أبدًا كيف انتهى اليوم بين ذراعيكِ، وفي قلبٍ احتواه رغم كل شيء.
طفلكِ لا يحصي الأشياء المادية، بل يُخزّن المشاعر. لذا، لا تشغلي بالكِ بكمال التفاصيل، بل ركّزي على بناء ذكريات دافئة، وصادقة، وعاطفية. فالحبّ الحقيقي لا يُقاس بنظام المنزل، بل بالدفء الذي يعيش فيه الطفل. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ ما إذا كان أسلوبك في تأديب طفلك فعّال فعلًا.