لا تستهيني بخيارات المطبخ البسيطة، فقد تكمن خلفها تفاصيل تؤثر على صحة عائلتكِ بشكل مباشر. من بين هذه الأدوات اليومية، يبرز لوح التقطيع، ذلك السطح الذي يستقبل اللحوم والخضروات والفواكه قبل أن تنتقل إلى مائدة الطعام. لكن، هل تعلمين أن نوع هذا اللوح قد يحدد مستوى التعرض للبكتيريا في مطبخكِ؟ وهل أنتِ مدركة لمدى خطورة هذا الأمر ودوره في رفع احتماليّة الإصابة بالتسمم الغذائي.
في هذا المقال، نسلّط الضوء على الفرق الجوهري بين لوح التقطيع الخشبي والبلاستيكي، مستندين إلى دراسات حديثة تكشف نتائج مفاجئة عن سلوك البكتيريا على كل منهما. نعرض لكِ المعلومات بشكل مبسّط، لنساعدكِ على اتخاذ قرار واعٍ يحمي صحتكِ وصحة أسرتكِ.
١- البكتيريا تختفي على الخشب
أثبتت دراسات أُجريت في جامعة “ويـسكونسن” أن 99% من البكتيريا يموت خلال ثلاث دقائق فقط بعد وضعها على سطح لوح تقطيع خشبي. يمتص الخشب الرطوبة والبكتيريا معًا، ويحبسها في عمقه، مما يمنعها من التكاثر أو العودة إلى سطح الطعام. إضافةً إلى ذلك، يحتوي الخشب مركبات طبيعية مضادة للميكروبات، ما يعزز قدرته على تطهير ذاته من دون تدخل خارجي.

٢- البلاستيك يضاعف الخطر
في المقابل، يوفّر البلاستيك بيئة مسطّحة تسهّل على البكتيريا البقاء والنمو. بمجرد حدوث خدوش صغيرة على سطحه، تدخل البكتيريا وتتكاثر بسهولة، خصوصًا إذا لم تُنظّفي اللوح جيدًا بعد كل استخدام. حتى مع الغسيل المتكرر، تبقى البكتيريا مخفية في الشقوق الدقيقة، ممّا يجعل هذا النوع أقل أمانًا من الناحية الصحية.
٣- التنظيف وحده لا يكفي
قد تعتقدين أن استخدام المعقمات القوية أو الماء الساخن كفيل بالقضاء على كل البكتيريا. لكن الحقيقة أن لوح التقطيع البلاستيكي يحتفظ بكمية عالية من الجراثيم، حتى بعد التنظيف. على العكس، يقلّل الخشب تلقائيًا من البكتيريا من دون الحاجة إلى تدخل كبير. لذلك، يصبح اختيار المادة المستخدمة أمرًا حاسمًا لا يمكن إغفاله.
في نهاية المطاف، لا تكتفي باختيار لوح التقطيع بناءً على الشكل أو اللون. انظري أولًا إلى ما هو آمن ومثبت علميًا. أثبت الخشب أنه الخيار الأفضل للحد من البكتيريا، بينما يشكّل البلاستيك بيئة خصبة لتكاثرها. غيّري هذا التفصيل الصغير في مطبخكِ اليوم، وامنحي صحة عائلتكِ أولوية تبدأ من تفاصيلكِ اليومية. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن شيء في مطبخِك أقذر من المرحاض!