سمعنا جميعنا عن ضرورة شرب الماء يومياً لأنّ الجسم بتركيبته يعتمد على نسبة كبيرة منه. ولكن حتّى مع الماء قد يكون شربه بكميات كبيرة خطراً على الصحة، وذلك لأنّ شرب كمية أكبر من تلك التي يستطيع الجسم التعامل معها قد يكون له بعض الآثار الجانبية الخطيرة التي يمكن أن ينتج منها مضاعفات صحية كبيرة قد تودي بحياتك. الأمر غريب ولكنّه واقع وهذه الحالة تُعرف بالتسمم المائي!
لمَ تشعرين بلذّة شرب الماء عند الشعور بالظمأ؟
التسمم المائي هو حالة جسدية تنتج من اختلال توازن "الإلكتروليت" في الجسم. وعندما يؤدّي شرب الماء بكثرة إلى اختلال التوازن ما بين الماء والإلكتروليت في الجسم، تبدأ عندها الخلايا بالإنتفاخ. وتتسبّب هذه الحالة بوضع خطير جدّاً بحيث تتورّم خلايا الدماغ وتؤدّي إلى ضغط شديد على الجمجمة. وكلما اشتد هذا الضغط، يمكن أن يتوقف تدفق الدم إلى الدماغ، ما يؤدّي إلى خلل وظيفي في الجهاز العصبي المركزي، الغيبوبة أو حتى الموت.
وهل يقتصر التسمم المائي على الإفراط في شرب الماء فحسب؟ لا شكّ في أنّ شرب الماء بكثرة هو أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بهذه المشكلة الصحية، إلّا أنّ هناك بعض الحالات الطبية أو أنماط عيش معينة قد تؤدّي بدورها إلى التسمّم المائي ومنها:
* أمراض الكلى، متلازمة الهرمون المضاد لإدرار البول، وقصور القلب.
* العمر: تقلّ كمية الصوديوم (أحد أنواع الإلكتروليت) في الدم مع التقدم في العمر ما يرفع خطر الإصابة باختلال توازن الإلكتروليت.
* التغيرات الهرمونية: قد ينتج من تغييرات معيّنة في الغدة الكظرية أو الغدة الدرقية انخفاضاً في مستويات الصوديوم ما يرفع خطر الإصابة باختلال توازن الإلكتروليت وبالتالي الإصابة بالتسمم المائي.
* قيء شديد أو إسهال: فقدان كمية كبيرة من سوائل الجسم والإلكتروليت نتيجة القيء أو الإسهال قد يضعك في دائرة الخطر.
* النظام الغذائي منخفض الأملاح والصوديوم.
* إستخدام بعض أنواع الأدوية.
* التعرّق الشديد عند ممارسة الرياضة في الطقس الحار.
ما تأثير قلة شرب الماء على صحتك؟
نحن ننصحك بعدم الإفراط في شرب الماء بل اكتفي بالكمية التي يحتاجها جسمك، كما لا تشاركي بأي مسابقة تستدعي شرب كميات هائلة من السوائل للفوز بجائزة معينة ففوز كهذا قد يودي بحياتك.