اسباب الم اسفل الظهر عند الاطفال عديدة. خاصّةً مع بداية العام الدراسي، إذ قد يعاني تلاميذ المدارس من آلام في منطقة أسفل الظهر.
من الممكن أن تكون الحقيبة المدرسيّة في بعض الأحيان ثقيلة جدًا على الأطفال، ولكنها ليست المسؤولة الوحيدة عن آلام الظهر لديهم. ويرى الأخصّائيّون أنّه، ولحسن الحظ، يمكن تحديد سبب هذه الآلام لدى الأطفال ما دون سنّ العشر سنوات بنسبة حوالي 65 في المئة. ولكن نظرًا لاختلاف الأسباب المحتملة لآلام أسفل الظهر المختلفة، يجب اكتشافها وتحديدها من أجل علاجها في الوقت المناسب. لذلك سنعدّد في ما يلي أبرز اسباب الم اسفل الظهر عند الأطفال، وأي منها تستدعي القلق. بالإضافة الى بعض النصائح لحماية ظهر والعمود الفقري لأطفالنا.
الأسباب المحتملة لآلام أسفل الظهر عند الأطفال
يؤثر “مرض القرن” على حوالي 7في لامئة من الأطفال من سن 7 سنوات مقارنة بـ 20 في المئة في مرحلة المراهقة، ويعتبر مشكلة صحيّة عامّة. من هنا، سنعدّد لك الأسباب المحتملة الأكثر شيوعًا لآلام الظهر لدى الأطفال والمراهقين:
أسباب تستدعي تدخّل فوري
- تشوّه في العمود الفقري: من أكثر الأسباب شيوعًا لآلام أسفل الظهر لدى الأطفال والمراهقين، خاصّة بين سنّ 12 و13 عامًا، هو انحراف في العمود الفقري على شكل حرف S المعروف بالجنف، وأيضًا تقوّس الظهر الشائع جدًّا أيضًا. وترتبط هاتان المشكلتان في أغلب الأحيان بالوضعيّة الضعيفة للطفل، وفي هذه الحالة يمكن تصحيحه عن طريق العلاجات المتوافرة للعامود الفقري. ولكن من جهةٍ أخرى قد يكون بسبب انحراف حقيقي غير قابل للتصحيح. يمكن أن تحدث مشاكل في القلب والرئة على المدى الطويل في حال لم يتمّ علاجها. يتمّ تشخيص المشكلة باستخدام الأشعة السينيّة. يعتمد علاج هذا السبب على درجة الانحراف، فقد تكون المتابعة كافية أحيانًا وفي حالات أخرى يكون استخدام “المشدّ” ضروريًا. أمّا في حالات الانحناءات الكبيرة، يصبح التدخّل الجراحي إلزاميًّا.
- البكتيريا والفيروسات: قد تكون مسؤولة عن الالتهابات التي تسبّب آلام الظهر. ولكن في هذه الحالة، يتصاحب ألام الظهر مع عوارض أخرى كالشعور بالتعب، الحمّى، ضعف العضلات، الأمر الذي يستدعي استشارة الطبيب في أسرع وقت.
- التعرّض لاصطدام: ترتبط الإصابات وألم الظهر لدى الأطفال عادةً بالدرجة الأولى بتعرّضهم لاصطدامات قد يسبّبها السقوط أثناء اللعب، أو أيّ حوادث أخرى.
أسباب تستدعي القيام بتغييرات
- حقيبة المدرسة الثقيلة: يوصى بعدم تجاوز حقيبة الطفل 10 في المئة من وزنه، وبعدم ارتدائها بشكل غير متماثل على كتف واحد.
- الوضعية السيئة عند الجلوس، الوقوف، في الصف، بالإضافة إلى كيفيّة الضغط على القدم عند المشي: قد تؤدّي في النهاية إلى آلام الظهر.
- قلّة ممارسة الرياضة أو ممارستها بشكل مكثّف للغاية: يمكن أن تؤدّي قلّة النشاط البدني إلى ضعف في العضلات ما يسبّب مع الوقت آلام الظهر. من جهة أخرى، ممارسة الكثير من التمارين البدنيّة أيضًا من أكثر أسباب آلام الظهر شيوعًا بين الأطفال والمراهقين. إذ إنّ ممارسة الرياضة بشكل مكثف في بعض الرياضات يمكن أن تضرّ الظهر وتسبّب مشاكل في النمو.
- النظام الغذائي السيّء: الذي يؤدّي الى نقص الكالسيوم والفيتامينات، وخاصة فيتامين “د”، قد يسبّب آلام الظهر عن طريق إضعاف العظام. كما أنّ زيادة الوزن، أو نقص الوزن، يمكن يؤثّر على وضعيّة الجسم وبالتالي على ألم العمود الفقري.
- التوتّر وقلّة النوم: يؤثّر التوتر الدائم على نوعيّة نوم طفلك ويسبّب له التعب، كما يؤثّر على صحّته العامّة. إضافةً الى ذلك، إنّ الفراش غير المناسب وغير المريح يحرمه من النوم الجيّد. وكذلك الاستخدام المكثف للشاشات الذي يؤدّي إلى التعب المفرط وإضعاف الطفل ونموه السليم.
نصائح للوقاية من آلام الظهر عند الأطفال
في معظم الأحيان، ولدى معرفة اسباب الم اسفل الظهر عند الأطفال، يمكن تخفيفها من خلال تبنّي عادات جديدة. في ما يلي بعض النصائح اتّبعيها مع طفلك للحدّ من خطر إصابته بألم الظهر:
- علّمي طفلك بعض الخطوات لتفادي آلام الظهر كالوقوف بشكل مستقيم وفرد كتفيه إلى الخلف. واقترحي عليه ممارسة نشاط رياضي مثل جلسات الجمباز لتقوية ظهره و/أو جلسات مع أخصائي العلاج الطبيعي.
- حاولي الحدّ من الجهود البدنيّة التي يقوم بها طفلك في حال ممارسة الرياضة المفرطة، لمدة 3 أشهر، ما يفتح المجال لتحسّنه.
- تأكّدي من حصول طفلك على نظام غذائي متوازن، ونوم كافٍ وجيد، ومعرفة كيفيّة اكتشاف أي شكل من أشكال التوتر لديه.
- اختاري لطفلك فراشًا متينًا إلى حد ما.
- اختاري له حقيبة مدرسيّة مناسبة لحجمه، ومصنوعة من مواد خفيفة وتكون مسطّحة على الظهر، لتكون قريبة من العمود الفقري قدر الإمكان. وشدّدي على أن يرتديها بشكل جيّد على كلا الكتفين.
- اختياري له كرسيًّ مريحًا للمكتب أو الطاولة التي يقوم بواجباته المنزليّة عليها، لتوفير الدعم الجيّد للعمود الفقري حماية رقبته.
برأيي الشخصي كمحرّرة، وعلى الرغم من أنه من النادر أن يشكو الطفل من آلام الظهر، إذا لم يتعرّضوا لصدمة، إلا أن هذا المحور المركزي لهيكله العظمي يمكن أن يسبب مشاكل في كثير من الأحيان. ومع ذلك، إذا كانت المشاكل منتظمة وتؤثّر على حياة طفلك اليوميّة، فلا تترددي في استشارة الطبيب المختص، لأنّ ألم الظهر قد يكون خطرًا في بعض الحالات.