دائمًا ما تحرصين على تربية طفلك ليكون لطيفًا، ومتعاونًا، ومتعاطفًا مع الآخرين، لكن هل فكّرتِ يومًا بمدى أهمية تعليمه أن يكون واثقًا بنفسه وقادرًا على الدفاع عن حقوقه؟ قد يواجه مواقف صعبة في حياته، مثل التنمّر أو الضغط الاجتماعي. وهنا تبرز الحاجة إلى منحه الأدوات التي تساعده على التعبير عن مشاعره بثقة من دون خوف.
وفقاً للخبراء، فإن الثقة بالنفس عند الأطفال لا تعني العدوانية أو التحدي، بل تعني القدرة على وضع الحدود والتواصل بشكل واضح ومحترم. عندما يتعلم طفلك كيف يقول “لا” أو يعبّر عن رأيه من دون تردّد، فإنه يكتسب مهارة ضرورية ستفيده في مختلف مراحل حياته. سواء في طفولته أو خلال مراهقته وحتى في مستقبله المهني.
لماذا يحتاج طفلك إلى الثقة بالنفس؟
إنّ تربية طفل واثق بنفسه ليست مجرد خيار، بل ضرورة. عندما يتمكّن من الدفاع عن نفسه والتعبير عن احتياجاته، فإنه يصبح أقل عرضة للاستغلال أو الضغوط الخارجية. تؤكّد إيمي مكريدي، مؤلفة كتاب “إبقاء الأطفال قادرين وامتنانهم في عالم مليء بالاستحقاق”، أن هذه المهارة يجب أن تترسخ منذ الصغر. لأنها تؤثر على طريقة تعامله مع الآخرين مدى الحياة.
بدورها، توضح ليزا شاب، المختصة في علم النفس الاجتماعي، أن التواصل الواثق يساعد الأطفال على بناء علاقات صحية، سواء مع الأصدقاء، أو أفراد العائلة، أو حتى لاحقًا في بيئتهم المهنية. عندما يعرف طفلك كيف يعبر عن رأيه ويحترم حدوده، فإنه يكسب احترام الآخرين من دون الحاجة إلى الخضوع أو المواجهة السلبيّة.
7 عبارات تعلّمينها لطفلك ليعبّر عن نفسه بثقة
لا شكّ أنّ الكلمات تمنح القوّة، وعندما يتعلم طفلك العبارات الصحيحة، فإنه يصبح أكثر قدرة على التعامل مع المواقف الصعبة. هذه الجمل السبعة تساعده على وضع حدوده بثقة واحترام:
- “أنا لا أحب ذلك، من فضلك توقّف.” – تُعلّمه أن يعبر عن رفضه بوضوح من دون تردّد.
- “هذا غير مقبول لي.” – تساعده على التمسّك بحقوقه في أيّ موقف.
- “لا، شكرًا.” – تمنحه القوة لرفض ما لا يريده من دون الشعور بالذنب.
- “أفضل أن أجرب شيئًا آخر.” – تتيح له الفرصة لاقتراح بدائل تناسبه.
- “أحتاج بعض الوقت للتفكير في ذلك.” – تعلّمه عدم التسرع واتخاذ قرارات متأنية.
- “أنا احترم ما تقوله، لكنّني أعتقد أن..” – تُشجّعه على التعبير عن رأيه بطريقة لبقة.
- “عذرًا، أود أن..” – تمنحه الأدوات لطلب ما يحتاجه بطريقة مهذّبة لكن حازمة.
كيف تغرسين هذه العبارات في لغة طفلك اليومية؟
لا يتمّ تعليم هذه العبارات بمجرّد تكرارها، بل من خلال التجربة والممارسة اليوميّة. إليكِ بعض الطرق الفعّالة لترسيخها في سلوك طفلك:
- تجنّبي التقليل من مشاعره: لا تقولي له “لا تبالغ” أو “لا تثر ضجة”، بل استمعي إليه وشجّعيه على التعبير عمّا يشعر به.
- استخدمي التمارين العملية: جرّبي لعب الأدوار معه، وضعيه في مواقف قد يواجهها، ثم ناقشا معًا كيف يمكنه التعامل معها باستخدام العبارات الواثقة.
- كوني قدوته: عندما يسمعك تستخدمين لغة واثقة ومحترمة، سيتعلّم منكِ من دون الحاجة إلى تلقين مباشر.
قوة الكلمات في بناء شخصية قوية
عندما تعطين طفلك الأدوات المناسبة للتواصل بثقة، فأنتِ تمنحينه سلاحًا سيحمله معه مدى الحياة. ستلاحظين أنه يصبح أكثر قدرة على التعبير عن نفسه، واتخاذ قراراته بثبات، والتعامل مع المواقف الصعبة دون خوف أو تردد. ابدئي اليوم بتعليمه هذه العبارات، وستشاهدين كيف سيكبر ليصبح شخصًا قويًا، قادرًاعلى الدفاع عن نفسه، ومحترمًا في الوقت نفسه. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن سر نجاح الأبوة.