إذا كان مشي الطفل غير طبيعي يمكنك أن تُميّزي ذلك بالاستناد الى عدّة علامات أو عوارض تظهر عليه وخاصّةً خلال خطواته الأولى.
يقوم الطفل بخطواته الأولى بين عمر تسعة و12 شهرًا كمعدّل، ولكنّ طريقة المشي لديه لا تُصبح جيّدة الّا عند بلوغه 15 شهرًا من العمر تقريبًا. في حين قد يتأخّر البعض حتّى عمر أكبر للبدء بالمشي، فتتساءل الأمّ ما إذا كان تأخّر طفلها بالمشي أمرًا طبيعيًّا، وهو كذلك! فبعض الأطفال لا يسيرون مثلًا قبل بلوغهم 16 شهرًا، ويعود ذلك الى وتيرة نموّ وجهوزيّة كلّ منهم. سنعدّد في ما يلي العلامات التي تدلّ على تحضّر الطفل للمشي، البحث في أسباب تأخّر المشي، وأيضًا العوارض التي تدلّ على مشي الطفل بشكل غير طبيعي التي يجب الانتباه اليها.
علامات تدل على أنّ الطفل بدأ يتجهّز للمشي
عندما يبدأ طفلك بالتحضّر للمشي، هذه المرحة من نموّه التي ننتظرها كلّنا كأمّهات بفارغ الصبر، تبدئين بملاحظة بعض العلامات التي تدلّك على أنّ طفلك أصبح جاهزًا للمشي وأوشك على القيام بخطواته الأولى وتجري على مراحل. اليك أبرز هذه العلامات و النصائح التي تُسهّل خطوات طفلكِ الأولى:
يدفع بنفسه الى الأعلى لمحاولة الوقوف: تعزّز هذه الحركة عضلات السّاق لدى الطفل بالإضافة الى عمليّة التنسيق بينها، فهي تُشبه تمارين القرفصاء. وغالبًا ما تبدأ أوّل مراحل المشي لدى الطفل بمحاولاته أن يقوم بدفع نفسه بنفسه الى الأعلى بالاستناد الى الأريكة، الطاولة أو السرير مثلًا، بهدف الوقوف وبعدها تأتي مرحلة التنقّل بالاستناد عليها أيضًا. قد تبدأ هذه الحركات لدى غالبيّة الأطفال عند بلوغهم تسعة أشهر من العمر. لذلك من المهمّ جدًّا تشجيعه لدى قيامه بهذه الحركة.
التنقّل في المنزل بالاستناد الى الأثاث: بعد أن ينجح الطفل بالوقوف بنفسه بالاستناد الى بعض أثاث المنزل، يبدأ بالتنقّل والتجوّل في أرجاء الغرفة والمنزل، ممسكًا بالأثاث ومتنقّلًا بينه للانتقال من جهة الى أخرى. هذه المرحلة تحدث بشكل عام لدى أغلبيّة الأطفال بين عمر 9 و12 شهرًا. ويعمل الطفل خلالها على تطوير توازنه ليصلا الى مرحلة القدرة على المشي بنفسه. عليك في هذه المرحلة أيضًا تشجيعه ومراقبته خلال تنقّلاته كي لا يتعرّض لأي سقطة مؤلمة، كما عليك الحرض على أنّ الأثاث الذي يستند عليه ثابت وآمن.
المشي والتنقّل مع المساعدة: بعد أن تُلاحظي أنّ طفلك تمكّن من الوقوف وبعدها التنقّل بالاستناد على الأثاث مثلًا، يمكنك عندها الامساك بيديه ومساعدته على المشي للتنقّل تحضيرًا لتعلّمه المشي من دون الاستناد الى الأثاث. كما يمكنك عندها تقديم ألعاب الدفع المناسبة لعمر طفلك والتي تُعتبر آمنة لمساعدته على المشي. وفي هذا السياق، انتبهي الى شروط وضع الطفل في المشّاية!
الوقوف والمحافظة على التوازن من دون الاستناد الى شيء: عندما يشعر طفلك أنّه تمكّن من التحكّم بتوازنه واستقراره، سترين أنّه سيحاول الوقوف من دون البحث عن دعم. وعندما ينجح بهذا الأمر، سيبحث عن هدف أمامه ليحاول الوصول اليه بخطوة أو اثنتين، سيأخذ الأمر قليلًا من الوقت ليثق بقدراته ويتّخذ خطواته الأولى المستقلّة، ويحدث الأمر بشكل عام في عمر السّنة، لدى عدد كبير من الأطفال. حاولي دعم استقلاليّته في هذه المرحلة ولكن عليك مراقبته دائمًا!
أسباب تأخّر الطفل بالمشي: بين ما هو طبيعي وما يدعو للقلق!
إذا بلغ طفلك عمر السنة والنصف ولم تظهر عليه بوادر القيام بخطواته الأولى، قد يكون ذلك بسبب عدّة عوامل، بعضها يعتبر طبيعي، والبعض الآخر قد يدلّ على وجود مُشكلة معيّنة، لذلك من الأفضل استشارة طبيب الأطفال المتابع لطفلك في هذه الحالة. ومن أهمّ هذه الأسباب نذكر:
عوامل خارجيّة مُؤثّرة على الطفل
يُوضح الأطباء بأنّ الأطفال بطبيعتهم يرغبون بالمشي، في حال كان نموّ طفلك وتطوّره يبدو طبيعيًّا بشكل عام، قد تكون أسباب تأخّره بالمشي خارجيّة ولا تستدعي القلق، ومنها:
- عدم تشجيع الطفل بما يكفي أو عدم إعطائه الفرصة لمحاولة التعرّف على قدراته، كالوقوف والتنقلّ والمشي في ما بعد.
- إذا كنت تقومين بحمله كثيرًا وتوفّرين له ما يُريد من دون أن يشعر أنّ لديه حاجة ليتحرّك لنيله، لن يجد سببًا ليُحاول أن يمشي.
معاناة الطفل من مشاكل صحيّة معيّنة
بعض المشاكل الصحيّة قد تُؤثّر على قدرة الطفل وتمنعه من تعلّم المشي، وهذه الحالات مقلقة وتستدعي المتابعة والانتباه، وأبرزها:
- مشاكل في الأوراك.
- مشاكل في التطوّر، كالإعاقة الذهنيّة أو الشلل الدماغي.
عوارض مشي الطفل غير الطبيعي
يتطور المشي عند الطفل من الوقوف الى القيام بخطواته الأولى وصولًا الى المشي بشكل جيّد وطبيعي. ولكن عندما يبدأ بالمشي وتلاحظين أنّ طريقة المشي لديه لا تبدو طبيعيّة، استشيري طبيبه إذا لاحظتي أنّه يعاني من أي من هذه العوارض:
- عدم التماثل خلال المشي: أي مثلًا تحريك ساق واحدة وسحب الأخرى، أو ملاحظة عرج أو اعوجاج في احدى القدمين، أو كلاهما.
- مشي الطفل على أطراف أصابعه بسبب مشاكل صحيّة.
- تعثّره وسقوطه كلّ ما حاول أن يمشي.
- شكواه أو بكائه عند المشي، والذي قد يدلّ على شعوره بالألم.
- احمرار في الساقين أو القدمين.
- تصلّب ساقي الطفل بشكل واضح، الذي قد تُسبّبه مشاكل في المفاصل، العمود الفقري أو حتّى في الأعصاب.
برأيي الشخصي كمحرّرة، عليك مراقبة طفلك في هذه المرحلة الدقيقة، ومتابعته وتشجيعه مع افساح المجال له بالقدرة على المشي، وإذا تأخّر كثيرًا أو عند مشيه لاحظتي أي علامات غير طبيعيّة كالمذكورة سابقًا، ننصحك باستشارة الطبيب.
اليك بعض النصائح لاختيار حذاء مناسب لطفلك.